كيف تعظ الآخرين

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبركاتة
بعض الناس یضن أن الدعوة إلی الله عزوجل والموعظة هذا شأن العلماء فحسب لا یأخذ دور الواعظ المؤثر في المجتمع والحال رب العالمین یرید منا اُمةً یدعون إلی الخیر، العالِم الفقیه المتخصص یجیب المسائل التخصصیة الفتوی مثلا تفسیر القرآن لطائف القرآن هذه وظائف العلماء ولکن الموعظة العامة الموعظة الأخلاقیة ما المانع أن یکون کل واحد منا واعظاً! اولاً لنفسه جمیل بعض الناس الآن لو رآه رائي یتهم عقله ولکن في الخلوات یکلم نفسه وقد یتکلم بصوت مسموع یا نفس یا فلان یعاتب نفسه عتاباً بلیغاً، المراحل المعروفة المحاسبة المراقبة أولاً المراقبة ثم المحاسبة ثم المعاتبة ثم المعاقبة إذاً یراقب نفسه ثم یحاسبها ثم یعاتبها ثم یعاقبها طبعا عقوبةً شرعیة! إذاً المؤمن له هذا الدور في المجتمع دور الواعظ اُدعوا إلی سبیل ربك بالحکمة والموعظة الحسنة صحیح ظاهر الخطاب للنبي کباقي خطابات القرآن، المخاطَب هو النبي ولکن کل مؤمن مراد بالخطاب ألإلهي، بالحکمة إن یکون الکلام في محله والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إلی الحکمة والموعظة الحسنة من الواضح أنه مع الأقربین مع المتقبلین علی قدر المتیقن والجدال بالتي هي أحسن لعل الظاهر من ذلك مع المعاندین والمخالفین إن ربك أعلم بمن ظل عن سبیله وهو أعلم بالمهتدین.
الآن قواعد الموعظة، أولاً لا تُطل العتاب بعض الناس یکلم زوجتة یکلم أبنهُ ساعة ساعتین من إلعتاب یقول الطرف کفاني أنا فهمت ما ترید أن تقول! ألموعظة ثقیلة اتفاقا هکذا في الروایة أو في النقل عن جابر کان رسول الله صل الله علیه وآله لا یطیل الموعظة یوم الجمعة النبي له کلام کثیر ولو أطال لکان الکلام واقعاً في القلوب ولکن کان لا یطیل.
من آداب الموعظة أن لا تعظ الشخص علانیةً أمام الغیر تنصح الولد أمام الزملاء تنصح الزوجة أمام الأولاد أي نصیحة هذه؟ من وعظ أخاه سراً فقد زانه زوایة الامام العسکري علیه السلام ومن وعظه علانیةً فقد شانه یعني عکس الزین هذا أمر یجعله في نظر الغیر قبیحاً.
من آداب الموعظة أن یکون الإنسان کما قلنا قبل قلیل له واعظ من نفسه ویطلب من الله أن یعین غیره علی الموعظة أي علی الموعظة ایضاً أحب إخواني من أهدی إلي عیوبي، بعض الناس تذهب إلیه اتفاقا في خلوة ما وعظتة علانیةً تتحبب إلیه مقدمات جمیلة تخاطبه بلفظ عاطفي ثم تبین عیبه وإذا به ینفجر في وجهك أنت متوهم أنت حقود أنت کذا هذا الکلام لا یلیق بالمؤمن، قل مع نفسك في باطنك إن کنت صادقاً غفر الله لي قَبِل فمه وإن کان مشتبهاً قل غفر الله له حتی غفر له لا یحتاج لأنه مشتبه إذاً القضیة هکذا المؤمن سمعه علی نقد الغیر بل بعض المؤمنین هکذا الإنسان یُکشف في السفر یُکشف في الجوار ویُکشف في المصاهرة، شاب في المسجد تری فیه خیراً تعطیه إبنتك تکتشف منه الأخطاء الفادحة في الجوار یتبین ایضاً من هذا الإنسان وفي السفر ایضاً بعض المؤمنین عندما ینتهي السفر في المطار وهو راجع مع زمیله أو في الطائرة یقول یا فلان هل رأيت مني قبیحاً؟ هل لك عتاب علي؟ یتمنی أن یبین عیبه، اتفاقا من لم یکن فطناً یقول أنت علی ألف خیر یجامل ولکن الفطن یقول أنت أخطأت في موضع کذا في موضع کذا عینه عین الرقیب هذا الإنسان له وزنه له قیمتهُ.
کذلك من موجبات الإتعاض هذه روایة امیرالمؤمنین علیه السلام ولا تکونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في إیلامه، إبنك تعضه تتحبب إلیه تعطیه الجائزة تأخذه في سفر لا ینفع معه متی ینفع؟ عندما تقاطعه عندما تضربه نهیاً عن منکر عندما تأخذ منه بعض وسائل الترفیه مثلا امیرالمؤمنین یقول البعض کالبهائم لا یتعض إلا بالضرب هذا لا تکونن هکذا، طبعا الضرب علی المنکر له قواعده لسنا في مقام تشجیع هذا المعنی علی الأقل العتاب الشدید بعض التاس یحوجك للعتاب الشدید.
روایة أخيرة بعض الناس أثناء الموعظة يتأثر تری دمعتة تنزل خده تقول هنیئا له ولکن لا تعلم یذهب للمنزل یعود إلی المنکر! أمامك یتأثر ولکن في الخلوات کما یقال رجعت حلیمة إلى عادتها القدیمة هذا مرفوض معاتبٌ، هذا المعنی وقع في زمان موسی بن عمران الروایة عن الامام الصادق علیه السلام ونختم بها الحدیث موسی کان یعظ أصحابه طبعا النبي کلیم الله موعظتة مؤثرة بعض العلماء یعض أحدنا یبکي فکیف بنبي الله وهو کلیمه إذا قام رجلٌ فشق قمیصه من التأثر هذه علامة الإتعاظ فأوحی الله عزوجل علیه یا موسی قل له لا تشق قمیصك لا نرید منك أن تشق القمیص المطلوب ولکن إشرح لي عن قلبك، ما فائدة القمیص إذا مزقتة؟ إجعل قلبك منشرحاً بالموعظة والعاقل تکفیه الإشارة بعض المؤمنین بکلمة واحدة یغیر مجری حیاتة.

إلهي بفاطمة وأبيها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیةً وسلاما والفاتحة مع الصلوات.