- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
طبیعة بني آدم قائمة علی مراعاة عالم المادة نحن نری ظاهراً من الحیاة الدنیا ونحن عن الآخرى غافلون، النتیجة من هذا الکلام أن أحدنا عادةً عینه علی العبادات الخارجیة العبادات الجواریحه، بمعنی أنه ینظر إلی جوارحه کم رکعة صلی کم یوماً صام کم حجة ذهب؟ وأحدهم قد یُدمن هذه الطاعات دهراً من عمره ولکن هذه العبادات لا تورث له طهارةً باطنیه؛ قد یأتي المسجد عمراً ولکن یکتشف أخیراً أن مرض الحسد لا زال فیه مرض التکبر الحقد! انسان سریع الغضب کان طفلا صغیرا سرع الغضب صار بالغاً سریع الغضب یضرب من حوله تزوج سریع الغضب مع زوجته ویتفق أن في شهر العسل ایضا بعض الشباب یغضب علی زوجته أنجب تقدم به العمر اتفاقا من کان حاد المزاج ایام شبابه یزداد حدةً في کبر سنه اولا هذه الصفة ترسخت وثانیا تحمله صار قلیلا یعني کلما تقدم به العمر هذه الملکات غیر الطیبة تترسخ فیه، ایام شبابه کان حریصا علی المال بعض کبار السن في کِبر عمره حرصه یزداد علی المال والحال أن استغنائه عن المال زاد ما له ذریة یُنفق علیها مثلا، بیت بناه استغنی ومع ذلك یبقی حریصاً علی المال.
ولهذا بعد هذه المقدمة ماذا نرید أن نقول؟ الانسان یعمل في خطین متوازیین العبادات الجوارحیة والطهارة الجوانحیة؛ امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول طهروا قلوبکم من درن السیئات اذاً لیس الکلام في الجارحة الانسان قد لا ینظر إلی الحرام عینه طاهرة من النظر ولکن یتمنی النظر، لا ینظر إلی الحرام وقلبه یغلي یعني یُحب أن ینظر لولا الحرام هذا قلبه غیر طاهر؛ فرق بین انسان زاهد في الحرام وبین انسان یجاهد نفسه في الحرام وکره إلیکم الکفر والفسوق والعصیان هنیئاً لمن وصل إلی مرتبة کراهة الکفر والفسوق والعصیان.
في روایة أخری ما أقوله له شاهد طهروا انفسکم من دنس الشهوات، قبل قلیل قال من درن السیئات امیرالمؤمنین ایضا في الغرر یقول طهروا انفسکم من دنس الشهوات، الانسان طالما قلنا أسیر الشهوة والغضب ایام الشباب أسیر الشهوة في کبر العمر أسیر الغضب والحقد وغیره، في روایة ثالثة طهروا قلوبکم من الحقد، اذاً تارة التطهیر من السیئة تارة التطهیر من الشهوات وتارة التطهیر من الحقد وبکلمة موجزة إعمل علی هذه الآیة هذه الآیة آیة شعاریة بعض الآیات بتعبیر الیوم آیات مفتاحیة استراتیجیة قد أفلح من تزکی؛ ألم یعلم بأن الله یری هذه الآیات مؤثرة في الصمیم من الآیات المؤثرة في الصمیم قوله تعالی الا من أتی الله بقلب سلیم هذه الآیه اجعلها شعارك في الحیاة؛ لا تنطر إلی صلواتك وصیامك وحججك إلی آخره اُنظر إلی هذه الآیة هل أنت ممن حققها أم لا؟ في روایة موسویة أي عن نبي الله موسی علیه السلام یا رب من أهلك الذین تُظلهم في ظل عرشك یوم لا ظل الا ظلك؛ هؤلاء اهل الله آل الله طبعا بالمعنی الصحیح قال فأوحی الله الیه الطاهرة قلوبهم قلبه طاهر، اتفاقا هذا المعنی یُدرکه بعض العوام من الناس ایضاً تقولون فلان کیف وصفه؟ یقولون انسان طاهر عجوزة طاهرة امرأة طاهرة یعني ماذا؟ لا تتوقع من الشر، غیر حقود غیر حسود غیر متکبر غیر غضوب غیر وغیر له هذه الصفات هذا الانسان قلبه طاهر.
روایة ایضا بلیغة امیرالمؤمنین علیه السلام یقول قلوب العباد الطاهرة الآن تحققت الطهارة ما النتیجة؟ مواضع نظر الله سبحانه، المرجع اذا صار نظره علی انسان یجعله مقرباً له السلطان اذا اُعجب بإنسان یجعله من ندمائه فکیف اذا رب العالمین نظر الیك اختارك لنفسه؟ یقول قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه فمن طهر قلبه نظر إلیه؛ الآن تخیل ما هي النتائج؟ في الدنیا والآخرة وجوه یومئذٍ ناظرة إلی ربها ناظره! رب العالمین في دار الدنیا نظر الیهم استخلصهم لنفسه وهم بدورهم نظروا إلی جهة القدس والجلال.
روایة أخيرة ختامه مسك: قلنا مراراً امامنا زین العابدین في مناجاته یبین المفاهیم الراقیة یقول في دعائه اللهم صلی علی محمد وآله محمد واجعلنا من الذین أرسلت علیهم ستور عصمة الأولیاء العبارات فخمة رائعة الأولیاء لهم عصمة هذه العصمة ساترة للعیوب وخصصت قلوبهم بطهارة الصفاء (الشاهد هنا) رب العالمین یُطهرهم الآن النبي وآله طهرهم تطهیرا بدرجة من الدرجات ایضا یطهر قلوب المؤمنین إلی أن یقول صلوات الله علیه هذا الامام الذي سیر به أسیرا من بلد إلی بلد والأغلال الجامعة في عنقه انظروا إلی معرفته: وسیرت همومهم في ملکوت سماواتك، اصحاب القلوب الطهارة همومهم لا في الدرهم والدینار في ملکوت السماوات حجباً حجباً یخرقون الحجب؛ في المناجات الشعبانیة اشارة إلی حجب النور حتی ینتهي الیك واردها، هؤلاء یخرقون الحجب حجاباً حجاباً حتی یصلون بین یدي الله عزوجل إلی معدن العظمة وتصیر أرواحهم معلقة بعز قدسه.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.