كيف تصفي قلبك ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من صفات المؤمن أنه یتفقد قلبه الباطني، هذا القلب بین الأضلاع یسمی بالقلب الصنوبري بتعبیر القدماء أحدنا یجد نبضاً متسارعا انسداداً فیه مثلا کم یقلق یذهب إلی الأطباء یقول قلبي فیه شيء! هذا القلب به قوام البدن ولکن قلوبنا الباطنیة الذي به نحیا الا من أتی الله بقلب سلیم؛ هذا القلب اللحمي في التراب یتحلل ولکن قلبك الباطني علیه المدار في الحساب والعقاب وهو الذي علی کلٍ يتألم في البرزخ والقیامة، اذاً علی المؤمن أن تکون له دراسة کما یقال مسحاً باطنیاً دائمیاً ماذا یجري علی قلبه: اقبالاً ادباراً حزناً وفرحاً ومن أهم مصادیق ما نقول أن تحلل وسوسات القلب وأنت جالس الکثیرون منا له ثرثرة باطنیة! هو جالس یتحدث یسمع الجواب إلی درجة تُصبح حالة المرضیة اذا رأیتم انساناً یتکلم مع نفسه بصوت عال عادة هؤلاء ملحقون بالمجانین، ولکن العقلاء منا من دون أن یثرثر ظاهریاً في قلبه جلبةٌ یتصارع یغضب یصب غضبه واتفاقاً تُصبح حواریة مضحکة هو یصب غضبه علی شخص في قلبه وذلك یُجیب علیه هو یجیب عن خصمه ثم هو یرد علیه وثم یجیب کما یقال محکمة صاخبة في نفسه؛ هذا الذي یجري ما هو؟
روایات اهل البیت وهم أطباء النفوس یوضحون ذلك: الامام الصادق علیه السلام کما روي إن للقلب اُذنین روح الإیمان یُساره بالخیر، یتفق هناك شيء في باطنك یدعوك للخیر لزيارة المشاهد یحبب الیك قیام اللیل وهکذا صدیف ناصح؛ والشیطان یساره بالشر في نفس الوقت الذي یدعوك للمشاهد هناك یقول إذهب إلی بعض البلاد البعیدة وأنت تعلم أنك ستفقد شیئاً من ایمانك، في آنٍ واحد هناك من یقول إذهب لزیارة الحسین علیه السلام وفي الآنِ نفسه هناك من یقول إذهب للمکان الفلاني فأیهما ظهر علی صاحبه غلبه المعرکة بینهما بین روح الایمان وبین الشیطان،.
في رواة أخری ایضا یوضح هذا المعنی أکثر علی إحدهما ملك مرشد وعلی الأخری شیطان مُفتن ثم قرأ قوله تعالی عن الیمین وعن الشمال قعید اذاً لابد أن نلتفت کل شيء یقع في قلبك اُدرسه، البعض من المغفلین مثلا ینقدح في قلبه حب الإنتقام یقول هذا من باب العزة الإیمانیة؛ أي عزة؟ خادم خادمة مسکینة هذا ماذا تنتقم منه؟ في القلب هکذا یأتي هذا الهاجس حاول أن تحلله طبعا هنا الأمر مشکل بعض الأمور متشابهة حقیقتاً الأمر متشابه انسان یهینك لابد أن تدرعه المؤمن لا یذل نفسه وانسان یهینك علیه أن تتجاوز تتغافل عنه قالوا سلاما، متی نقول سلاما ومتی ننتقم لعزة الایمان؟ هنا بیت القصید المؤمن یحتاج إلی نور من ربه.
روایة ایضا طریفة من طرائف اهل البیت وکلنا یمر بهذه الحالة؛ حزن من غیر سبب وفرح من غیر سبب مع زوجتك مع أولادك في بستان في مکان مریح واذا بقلبك ینغم کأنه الحجر تقول الزوجة یا فلان ما بك نراك مهموماً؟ ویتفق أنت في مصیبة ولعلك في السجن وأنت تبتسم تضحك وتفرح بین الأهل والزوجة تحزن وعلی فراش المستشفی تفرح ما هي الضابطة؟ یقول الامام للامام الصادق علیه السلام یقول إني أفرح من غیر فرح أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صدیقي لا انا الیوم کسبت مالا لأفرح ولا صدیق مثلا جائني بعد غیاب أفرح بلا سبب انشراح باطني وأحزن من غیر حزن أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صدیقي ایضا حزن من غیر سبب؛! فقال علیه السلام نعم یعني هذه المعاني نعرفها؛ إن الشیطان یُلم بالقلب فیقول لو کان لك عند الله خیر ما أراك عليك عدوك؛ لو کان علیك خیر عدوك ما قهرك ولا جعل بك اليه حاجة! أنت محتاج إلی انسان سيء اذاً أنت لست علی خیر ثم الشیطان یُکمل حواریته هل تنتظر الا مثل الذي انتظر الذین من قبلك؟ من قبلك ایضا رب العالمین خذلهم وأنت خذلك، الامام یقول فذلك الذي یحزن من غیر حزنٍ، اذاً الشیطان جعله محبطاً قال لیس فیك خیر وثم جعله یائساً قال إلی أين تذهب؟ لیس هنالك من یُسعفك حاجتك بید عدوك وعدوك لا یقضي حاجتك انسان محبط ویائس الا یحزن، واما الفرح؛ فإن الملك یُلم بالقلب کلام معاکس یقول إن الله أراك علیك عدوك وجعل بك الیه حاجة فإنما هي ایام قلائل، انسان یؤذیك عدو یؤذیك جهةٌ تؤذیك ایام قلائل أبشر بمغفرة من الله وفضل، الذین اذا أصابتهم مصیبة قالوا انا لله وهو قول الله الشیطان یعدکم الفقر ویأمرکم بالفحشاء والله یعدکم مغفرة منه وفضلا.
روایة أخيرة رسول الله صلی الله علیه وآله یفتح لنا باباً للتکامل، الآن انا لا أقول الانسان یسمع همس الملك هذا مقام عظیم ولکن في قلبه الشیطان لا ینفذ! کلما یلقی في قلبه رحمانيٌ، هنیئاً لمن وصل إلی هذه الدرجة کل وارداته رحمانیة ما الحل؟ روایة منقولة عن النبي الأعظم لولا تمزق قلوبکم في اللغة التمزق یعني التمزق، قلوبکم مبعثرة مقسمة قسم للأهل قسم للعیال قسم للمال الحب الأوحد له، والذین آمنوا أشد حباً لله، للزوجة والاولاد شفقةٌ حب بشري الحب الجامع لمن خلقك؛ المهم لولا تمزق قلوبکم وتزیدکم في الحدیث أنتم قوم ثرثارون تتکلمون کثیرا قلوبکم ممزقة ألسنتکم مطلقة لو سیطرتم علی القلب واللسان النتیجة ماذا؟ لسمعتم ما أسمع! النبي صفی قلبه النبي سیطر علی لسانه لسان منضبط وقلب منضبط تأتيك ما أتی لقمان الحکیم ولقد آتینا لقمان الحکمة وهو ما کان نبیاً ولا وصي نبيٍ؛ تأسى بلقمان في ما آتاه الله.

إلهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرةً وسلاما والفاتحة مع الصلوات.