- ThePlus Audio
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
المؤمن بمعنی من المعاني اُمثل الله في الأرض اذا قلت هذا التعبیر هل له نظیر في الکتاب؟ نعم خلیفة الله في أرضه، وفي بالي روایة المؤمن بنیان الله في الأرض کما أن الکعبة مظهره الحجري المؤمن مظهره البشري ولهذا قیل أن حرمة المؤمن أعظم من الکعبة انسان مثلاً یخدش جدار الکعبة بشيء أو یقتل مؤمناً علی کلٍ اذا وجدت مؤمناً اُنظر إلی ارتباطه برب العزة والجلال ولهذا التفتوا إلی هذه الروایة البعض قد لا یستوعبها جیداً لأنه مضمون غریب إن المؤمن یخشع له کل شيء حتی هوام الأرض وفي روایة أخری إن المؤمن من یخافه کل شيء؛ الآن کیف نفسر هذه الروایة؟
اولا من یقول أن الهوام لا تعقل؟ نمل سلیمان کم کان لها من الفهم ادخلوا مساکنکم لا یحطمنکم سلیمان وجنوده اولا سلیمان في الطریق هم علموا قدومه وثانیاً شخصوا أنه سلیمان وعلی القاعدة علموا أن سلیمان هو نبي لا أنه رجل من الرجال هدهد هکذا یتحدی سلیمان أحطت بما لم تحط به لیس لك خبر عن قوم سبأ أنا عندي الأخبار ثم یفصل الهدهد کیف أنهم یعبدون من دون الله عزوجل اذاً لا تستقرب أن هذه البهائم تعلم ما لا نعلمه نحن اُمم امثالکم لا تفقهون تسبیحهم إلی آخره اذاً لا تستبعد هذا المعنی اذاً المؤمن یهاب ویخافه کل شيء وذلك أنه عزیز في دین الله ولا یخاف من شيء وهو علامة کل مؤمن، الآن بعض الطواغیت یتسلط علی المؤمنین لا ضیر فرعون تسلط علی موسی ولکن الکلام في العواقب نمرود تسلط علی ابراهیم أبوجهل وأبو لهب کانوا یستهزئون بالنبي امرأة حمالة الحطب ولکن کما یقال الأمور بخواتیمها بعد معرکة بدر عُلم من هو العزیز ومن هو الذلیل بعد فتح مکة تمایز العزیز من الذلیل کما یقال للباطل جولة وللحق دولة الکلام في الدولة لا في الجولة، حتی لو أن الطواغیت ملئوا شرق الأرض وغربها العاقبة للمتقین ونرید أن نمن علی الذین استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین اذاً الکلام في عواقب الأمور.
المؤمن أشد من زُبر الحدید إن زُبر الحدید اذا دخل النار تغیر وإن المؤمن لو قُتل ثم نُشر ثم قُتل لم یتغیر قلبه وهذا الذي کان علیه أصحاب سید الشهداء صلوات الله وسلامه علیهم ولهذا الامام قال کلمة الخالدة أنه لا یعلم أصحاباً أبر وأوفی من أصحابي.
امامنا زین العابدین علیه السلام کل الأئمة تکلموا عن المؤمن کلٌ أخذ زاویة الامام زین العابدین ایضاً أخذ زاویة علامات المؤمن خمس الورع في الخلوة اذا رأيت انساناً زوجةُ تشتکي منه یقول في المنزل سيء الخُلق في المنزل ینظر إلی الحرام اذا خرج یهش ویبش في وجوه الناس یتظاهر بالصلاح هذا لیس فیه علامة الإیمان والصدقة في القلة بعض الناس لو أعطی من ماله الآلاف کقطرةٍ من البحر لا یؤثر فیه شیئاً لیس هذا من الکرم أو إطعامٌ في یوم ذي مسغبة أن تعطي خبزةً في مجاعة هذا هو الکرم والصبر عند المصیبة طبعا هنا الصبر الجمیل البعض یصبر أي لا یکفر لیس هو هذا المراد! الصبر بأنه ما حل به ما یری هو الخیر کلام مولاتنا زینب الکبری ما رأيت إلا جمیلاً والحلم عند الغضب البعض یقول فلان ما أهدئه باله طویل ولکن أغضبه قلیلا کیف یخرج من طوره؟ لا تنظر إلیه وهو نائم أغضبه ثم انظر کیف حلمه، والصدق عند الخوف أن یقول أطلب من فلان مالاً وهو صادق هذا لیس فیه خوف هذا فیه طمع أن تقول کلام یضرك هذه هي العلامة الممیزة للمؤمن.
کلمة أخیرة وروایة طریفة حقیقتا عندما رأيتها لفتت النظر النبي الأکرم سئل أي الخلق أعجب الیکم ایماناً؟ من هو الذي ایمانه ملفت عجیب؟ قالوا الملائکة قال وما لهم لا یؤمنون وهم عند ربهم؟ أي فخر؟ ملك في مقعد صدق عند ملیك مقتدر هذا طبیعي یؤمن، قالوا فالنبیون أعجبهم ایماناً قال وما لهم لا یؤمنون والوحي ینزل علیهم! جبرئیل في ذهاب وإیاب یرون جبرئیل یرون المعجزات بل یصدر منهم المعجزات فقالوا نحن أصحابك بدئوا بالملائکة ثم النبیین قالوا نحن أعجب ایماناً قال وما لکم لا تؤمنون وانا بین أظهرکم تروني صباحا مساءً ترون المعجزات تسبیح الحصی في الید مثلا إلی آخره إن أعجب الخلق إلي ایماناً لقوم یکونون بعدکم یجدون صحفاً فیها کتاباً یؤمنون بما فیها وفي روایة أوراق فیها سواد أي نحن في آخر الزمان؛ ما رأینا النبي ما سمعنا بالوحي لسنا کالملائکة ولکن آمنا بسواد علی بیاض هذا الإیمان عجیب له وزنه ولهذا هم أصحابه ونحن إخوانه.
اللهم ثبتنا علی الهدی والتقوی إجعل عواقب أمورنا خیرا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.