- ThePlus Audio
قصة النبي يوسف (ع) وامرأة العزيز زليخا
بسم الله الرحمن الرحيم
النبي يوسف (عليه السلام) وامرأة العزيز
من الأمور الملفتة في حياة النبي يوسف (ع) والذي ذكرها القرآن الكريم في السورة التي تسمى باسمه؛ ما حصله له مع امرأة العزيز من محاولة الأخيرة إجباره على ممارسة المنكر معها وإبائه عن ذلك مما أدى به إلى السجن فترة من الزمن.
يقول سبحانه: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[١]. إن يوسف (ع) لم يكن ملكا بالطبع؛ وإنما كان بشرا وشابا في عنفوان الشباب. ومن الطبيعي أن الشاب يتأثر بهذه المغريات التي تعرض لها يوسف (ع) بداية من الجمال الذي كانت تمتلكه امرأة العزيز وهي التي بادرت إلى هذا الطلب، أضف إلى ذلك الأبواب التي كانت محكمة الإغلاق ولكن هل أثرت في يوسف (ع) وجعلته يقترب من هذا المنكر؟ كيف تؤثر فيه هذه المغريات بل جميع مغريات العالم وهو قد رأى برهان ربه؟
والبرهان هو السلطان الذي يهمين على القلب واليقين الذي يسري فيه حتى يصل صاحب القلب إلى تلك المرتبة التي وصفها أمير المؤمنين (ع): (عَظُمَ اَلْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ صَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ)[٢]، فهل كان ليطغى جمال زليخا على الجمال الإلهي الذي كان مشهودا ليوسف (ع) وعمق معرفته (ع) بعواقب الأمور وفناء الدنيا وعلمه بعاقبة الصابرين على المعاصي وأضف إلى ذلك أنه يعتبر نفسه مدينا لخالقه حيث أحسن مثواه وأكرمه وشاكرا لأنعمه. بل وصل الأمر به إلى يفضل السجن ومرارة الحبس على هذه المغريات وهنا يكمن سر عظمته. ولكنه كان يرى في السجن متسعا من الوقت للخلوة بربه والانقطاع إليه.
سر الغلبة على المغريات والمثيرات
ويسأل الشباب كثيرا عن سر التوفق والانتصار في مثل هذه الأحوال؛ والحال أن السر في الآية واضح لا يحتاج إلى بيان. إن الشاب في ريعان الشباب حيث الغرائز في أوجها لا يكفي معه الوعظ والإرشاد والتخويف من عواقب الأمور فحسب؛ بل يحتاج إلى بديل أجمل وأبقى من ذلك الجمال الذي قد يثيره ويغريه في النساء، وهو جمال لا يقاس بالمادة. فإذا قدمت له ذلك لم تزل قدمه في يوم من الأيام.
إنه من عبادنا المخلصين
ثم تقول الآية الكريمة في وصف يوسف (ع): (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[٣] ولم تقل الآية: لنصرفه عن السوء والفحشاء؛ فالسوء والفحشاء هي التي تتصرف عنه ولا تقترب منه لعدم انسجام وسنخية بينه وبينها. وكلمة مخلصين من الكلمات الخاصة التي لم يستعملها القرآن الكريم إلا عدة مواضع. فيصف سبحانه الناجين من كيد إبليس بالمخلصين وهنا قد وصف الذين يصرف عنهم السوء والفحشاء بالمخلصين.
والفرق بين المخلَص والمخلِص هو الفتحة والكسرة. ولكن الفارق بينهما كبير. المخلِص هو الذي يتشبه بالمخلَصين ويحاول أن يخلص في أعماله ولكن المخلَص هو الذي اجتباه الله سبحانه وأمضى إخلاصه. والأمر في ذلك إلى الله سبحانه كما ورد ذلك في شأن أيوب الذي قال عنه سبحانه: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا)[٤]؛ إذ أن الله عز وجل هو الذي وجده صابرا فاختاره ويجد غيره مخلصا فيجتبيه، ويدخل في دائرة الأمن الإلهي ولا سلطان لإبليس بعدها عليهم.
هروب يوسف (عليه السلام) من مخالب امرأة العزيز
ثم يبين سبحانه تفاصيل هذه القصة وهروب يوسف (ع) منها فيقول: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ)[٥]. فهي التي هدمت عليه وهو الذي كان مدبرا بقلبه وقالبه. ويوسف (ع) بما رأى من برهان يفر من المنكر فرار بخلاف بعض الشباب الذين تكفي إشارة واحدة تجعله يقبل على الشهوات وسندفع إليها؛ لأنه لم يصل إلى مرحلة يستقذر فيها المنكر كما كان فرار يوسف (ع) من امرأة العزيز. لقد فر منها فراره من أمر قبيح ولم يفر ونفسه تنازعه إلى المنكر حاله حال الشاعر الذي يصف ناقته التي تسير وقد خلفت فصيلها التي بقيت تحن إليه وهي مرغمة في سيرها وتركها له:
هوى ناقتي خَلْفي وقُدّامي الهوى وإِنِّي وإِيّاها لَمُخْتَلِفانِ[٦]
بل هذه حالتنا مع هذه النفس الصغيرة التي عودناها على كل ما هو فان.
حضور سيدها وكشف الحقيقة
ثم يقول سبحانه: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ)[٧]. وهكذا أراد الله سبحانه أن يفضح هذه المرأة التي ظنت أنها بإحكامها غلق الأبواب تستطيع أن تكتم على هذه القضية ولكنهما وجدا سيدها على الباب عند فتحه وإذا بسيدها يرى هذا المنظر ويرى خرق القميص من الخلف ويعني ذلك أنها هي التي راودته وهجمت عليه عند فراره. وقد أجلى سبحانه الحقيقة أكثر بشاهد شهد عليها من أهلها وهو قوله تعالى: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا)[٨] وبحسب الروايات الشريفة أن الشاهد كان صبيا في المهد أراد الله عز وجل أن يجري المعجزة من خلاله كما أجراها لعيسى (ع)، لئلا يبقى شك في أنها هي المعتدية.
وأما علامة صدقه هو وقوله سبحانه: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[٩]. ولما بانت الحقيقة قال سيدها قولا لم ينفه القرآن الكريم وهو: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)[١٠].
إن كيدكن عظيم..!
وكيد النساء عظيم لجذب الرجال إليهن. ووجود هذه الغرائز حكمة منه سبحانه لاستمرار التناسل وحفظ الوجود البشري. وإلا كيف يتبرع بأمواله وراحته المقبل على الزواج ثم يتحمل عناء تربية الأبناء ومشاقها من بعد ذلك لولا وجود هذه الغريزة الملتهبة عنده؟ وفي الحقيقة من أعلى صور التجاذب في عالم الوجود هو التجاذب الذي نعهده بين الذكر والأنثى، ولذلك تقول الروايات: (فَمَا مِنْ رَجُلٍ خَلاَ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ اَلشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا)[١١]، والشيطان لا قر له قرار حتى يوصل بينهما بالحرام الذي تقتضيه تلك الخلوة.
محاولة امرأة العزيز في التبرير لنفسها
ولم تكن لتقر امرأة العزيز بعد أن توجهت إليها أصابع اللوم والعتاب من نسوة في المدينة حتى تُثبت على أقل التقادير عذرها في ما أتت. فقال سبحانه: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)[١٢]. والذي يذهل لرؤية جمال بشري حتى يقطع يده من حيث لا يشعر كيف به إذا انكشف له جانب من الجمال الإلهي في الصلاة التي تقول الروايات عنه: (لَوْ يَعْلَمُ اَلْمُصَلِّي مَا يَغْشَاهُ مِنْ جَلاَلِ اَللَّهِ مَا سَرَّهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ)[١٣].
الجمال فوق البشري
وقد استنكر البعض ما روي في شأن أمير المؤمنين (ع) من إخراج السهام من جسده الشريف أثناء صلاته ورأوا أن فيها شيء من المبالغة ولكن القرآن الكريم قد أجاب على هذا الإشكال: أن الذي رأى جمال يوسف (ع) الظاهري فذهل حتى قطع يده من حيث لا يشعر فكيف به إذا رأى جماله الباطني البشري الذي استحق من ربه رؤية البرهان والذي كان السجن أحب إليه من دعوة النساء وغير ذلك مما اختص به يوسف (ع). ثم كيف إذا رأى الجمال الإلهي. ألا يحق لعلي (ع) أن يذهل ويصاب بالغشية وهو قائم يصلي بين نخيل المدينة؟ وهل يبقى دليل للتعجب من إخراج السهام أثناء الصلاة؟
وليطلب المؤمن في ساعة خلوة بربه أو في زيارة لبيته أو في ساعة من الساعات التي تعتري القلب رقة، أن يريه من هذه العوالم شيئا فكما قال الشاعر العربي:
أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ *** وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ[١٤]
من دروس قصة يوسف (عليه السلام)
ومن الدروس التي نستفيدها من هذه القصة عزة المؤمن وكرامته عند الله عز وجل. فالله سبحانه أثبت براءة يوسف (ع) بعد بضع دقائق فقط من وصوله إلى الباب؛ حيث شهد له الصبي في المهد والقميص الذي قد من الدبر وامرأة العزيز نفسها حيث أقرت بأنها لم تستطع مقاومة جمال يوسف (ع) بعد تلك الحادثة حين لامتها نسوة في المدينة. ولهذا إن أصيب المؤمن في سمعته واتهم بشيء وهو منه بريء فليبادر إلى دفع التهمة عن نفسه أولا ما استطاع إلى ذلك سبيلا ثم يفوض بعد ذلك أمره إلى الله سبحانه وهو القائل: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)[١٥]. ومن هذه الدروس عدم الاغترار بالجمال، فيوسف (ع) كان جماله يذهل النساء حتى يقطعن أيديهن ولكننا لم نرى في سيرته أنه تباهى بهذا الجمال في يوما ما.
يوسف (عليه السلام) بين برودة السجن ودفئ الأحضان..!
وبعد أن ضاق يوسف (ع) ذرعا بدعوة النساء له قال: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)[١٦]، فكان يرى في السجن خلاصا من كيدهن ومكانا يحفظ فيه دينه ومتسعا من الوقت يخلو فيه بربه وهذه العظمة في يوسف (ع) جعلت القرآن الكريم يخلد سيرته ويخصص له سورة كاملة تتناول قصة حياته الشريفة.
وهنا يكمن السر في عظمة يوسف (ع) أن تكون طاعة الرب والخلوة معه حتى وإن كان في السجن أحب إليه من النوم على فراش وثير مع أجمل نساء مصر. وهنا تتحول المعاني العرفانية والنظرية إلى عمل واقعي محبب لدى الإنسان. فتكون صلاة الليل عند المؤمن مما يطابق مزاجه فإذا لم يوفق له يكون تعيسا في نهاره لأنه فقد الخلوة برب العالمين لا أن تكون الصلاة واجب يريد أن يتخلص منه أو لا يقوم الليل إلا لمصلحة يرجوها أو منفعة يطلبها. وهؤلاء من عناهم سبحانه بقوله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[١٧]. فما قيمة الفراش ومن على الفراش مقابل خلوة مع الرب بعد هزيع من الليل حيث تهدأ الأصوات وتسكن الحركات ويخلو كل حبيب بحبيبه[١٨].
لا تكلنا إلى أنفسنا..!
ولم يهدأ يوسف (ع) بل بقي خائفا وجلا والحال أنه معصوم وقد رأى برهان ربه ونجح في الامتحانات إذ قال: (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[١٩]. وهذا دأب المؤمن يعيش دائما في جميع أحواله حالة التذلل والخشية من أن يكله الله سبحانه إلى نفسه، ودعائه دائما: (اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا فَنَعْجِزَ عَنْهَا وَلاَ تَنْزِعْ مِنَّا صَالِحاً أَعْطَيْتَنَاهُ وَلاَ تَرُدَّنَا فِي سُوءٍ اِسْتَنْقَذْتَنَا مِنْهُ)[٢٠]. كيف لا يخشى الإنسان على نفسه وقد (سَمِعَتْ أُمُّ سَلَمَةَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اَللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فَسَأَلَتْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَمَا يُؤْمِنُنِي وَإِنَّمَا وَكَّلَ اَللَّهُ يُونُسَ بْنَ مَتَى إِلَى نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ كَانَ مِنْهُ مَا كَانَ)[٢١]، ولكن الله سبحانه من على يوسف (ع) واستجاب دعائه: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[٢٢].
[٢] بحار الأنوار ج٧٥ ص٢٨.
[٣] سورة يوسف ٢٤
[٤] سورة ص: ٤٤.
[٥] سورة يوسف: ٢٥.
[٦] عروة بن حزام
[٧] سورة يوسف: ٢٥.
[٨] سورة يوسف: ٢٦.
[٩] سورة يوسف: ٢٦-٢٧.
[١٠] سورة يوسف: ٢٨.
[١١] مستدرك الوسائل ج١٤ ص٢٦٥.
[١٢] سورة يوسف: ٣١
[١٣] الخصال ج٢ ص٦١٠.
[١٤] لبيد بن ربيعة.
[١٥] سورة الحج: ٣٨.
[١٦] سورة يوسف: ٣٣.
[١٧] سورة السجدة: ١٦.
[١٨] دعاء الإمام الصادق (ع) في طلب خير الدنيا والاخرة.
[١٩] سورة يوسف: ٣٣.
[٢٠] مصباح المتهجد ج٢ ص٤٥٣.
[٢١] قصص الأنبياء (للجزائري) ج١ ص٤٣٣.
[٢٢] سورة يوسف: ٣٤.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- البرهان هو السلطان الذي يهمين على القلب واليقين الذي يسري فيه حتى يصل صاحب القلب إلى تلك المرتبة التي وصفها أمير المؤمنين (ع): (عَظُمَ اَلْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ صَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ) ، فهل كان ليطغى جمال زليخا على الجمال الإلهي الذي كان مشهودا ليوسف (ع).
- إن الشاب في ريعان الشباب حيث الغرائز في أوجها لا يكفي معه الوعظ والإرشاد والتخويف من عواقب الأمور فحسب؛ بل يحتاج إلى بديل أجمل وأبقى من ذلك الجمال الذي قد يثيره ويغريه في النساء، وهو جمال لا يقاس بالمادة. فإذا قدمت له ذلك لم تزل قدمه في يوم من الأيام.