- ThePlus Audio
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین والصلاة والسلام علی محمد وآله الطاهرین
الف تحیة وسلام نبعثها لکل مشاهدینا الکرام في کل مکان مشاهدي قناة معارف الفضائیة ونحن نتواصل معهم في رحاب القرآن الکریم والتدبر في آیاته المبارکة
نرحب بالاستاذ سماحة الشیخ حبیب الکاظمي
نتواصل في رحاب سورة الکهف المبارکة وفي رحاب قصة الرجلین.
سئوال: وصلنا في رحاب ذلك الکلام لذلك الرجل وهو یتفاخر علی ذلك الانسان المؤمن بجنته نقرأ الآیة المبارکة في رحاب هذه الحلقة الآیة من سورة الکهف بسم الله الرحمن الرحیم ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبید هذه ابدا وما أظن ساعة قائمة ولئن رددت إلی ربي لأجدن خیراً منه منقلبا من المعلوم أن نعیم أي نعیم في الأرض هو زائل مصیره إلی الزوال لماذا اعتقد هذا المشرك أن جنته لا تزول برأیکم؟
جواب: أعوذ من الله الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین
طبعا هناك بحث الآن من باب التدبر في آیات القرآن الکریم والتدبر له ابعاد هناك تدبر بالمعنی الظاهري وهناك تدبر بالمعنی العمقي کلمة ما أظن لماذا قال ما أظن لماذا ما قال لا أعتقد؟ کأن الانسان الذي یقول ما أظن یحتمل أن هناك أمر آخر الذي لا یعتقد بالقیامة یقول لا أعتقد لا یقول لا أظن لأنه ليس هنالك الانسان اما یعتقد بالقیامة أو لا یعتقد لیس هنالك من یقول انا أحتمل أن القیامة غیر موجودة هو اما نفي أو اثبات هکذا موقف الانسان في القیامه، ولهذا هناك بحث في الظن أن الظن یُستعمل عن الیقین الذین یظنون انهم ملاقوا ربهم لیس معنی ذلك أن المؤمن یظن أنه یلاقي الله عزوجل هذا لیس من مستوی المؤمنین أن یظنوا فإذاً الظن بمعنی الیقین مستعمل، فیقول ما أظن أن تبید هذه ابدا ما أعتقد هذا النعیم سیزول یعني عندي یقین ببقاء هذا النعیم واما سئوالکم أنه هذا الانسان عاقل یقول هذا الکلام ما أظن ان تبید یعني هناك يعني أي جنة في الأرض أمدها قرن قرنین لا تبقی هذه البساتین منذ أن خلق الله آدم إلی الآن ما بقي بستان، هنا جواب أنه بعض الاوقات طول الأمل یطغی علی الانسان ولهذا حتی نحن المؤمنین نتعامل مع الدنیا تعامل الذي سبقی إلی أبد الآبدین ما رأیت یقیناً فیه شك کالموت مضمون الروایة، یعني نحن حیاتنا عملا في مقام العمل کأنه نعیش ابدا هکذا ولهذا الذي لا یعمل الصالحات لآخرته لسان حاله لسان حال انسان سیبقی ابد الآبدین في هذه الدنیا وبعض العمارات التي المترفون عمارات تکفي للبقاء قرون من حیث الاحکام وغیره، فاذاً النقطة الاولی حب الدنیا طول الأمل عندما یطغی علی الانسان هکذا یعتقد ما أظن أن تبید هذه ابدا، وهناك توجیه آخر لا بأس به یقول ما أظن أن تبید ایام عمري يعني انا عمري قرن مثلا هذه الجنة معي إلى أن أموت لا تفارقني وانا في الحیاة لا تزول وانا حي اذا زالت بعد مماتي وبعد الموت لا بأس به، فاذاً التعبیر هذا التوجیه الثاني ایضا توجیه لا بأس به في تفسیر الآیة.
سئوال: هناك محور آخر في هذه الآیة لأجدن خیراً منها منقلبا لماذا اعتقد أنه سیکون سعیدا في یوم القیامة وهو شاك في یوم القیامة؟
جواب: یعني هنا کما یقال من باب التنزل یعني هو یقول في مقام التعریض بصاحبه المؤمن یقول أنت في الدنیا مستضعف وانا غني أکثر منك مال وأعز نفرا فاذا قامت القیامة علی فرض اُقیمت القیامة وانا ایضا هنك في القیامة انسان أجدن منها خیراً منقلبا ایضا منقلبي منقلب حسن ایضا هناك جنات وهناك إلی آخره من النعیم لأنه کان یری نفسه متمیزاً لولا هذا التمیز عندي في الدنیا لما اُعطیت هذه الجنة فاذاً هذا التمیز أو هذا الفخر أو هذه المباهات الذي في قلبه یقول حتی لو فرض أن هناك قيامة یرید أن يؤذي صاحبه المؤمن یقول حتی في القیامة لو فُرضت انا خیر منك في ذلك الیوم یعني منتهی الصلافة والتکبر یرید أن یتکلم بکلام یثير أذی هذا المؤمن الذي کان معه.
سئوال: في الآیة سبعة وثلاثین من سورة الکهف ایضا نبقی في رحاب قصة الرجلین قال له صاحبه وهو یحاوره أکفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة سواك رجلا هنا لماذا أشار صاحبه المؤمن إلی آیات خلقة الانسان وبالتالي ما هو الدرس العملي من ذلك؟
جواب: یعني یقول أنت انسان کنت نطفة اشارة إلی الضعف البشري اولا أنت کنت انسان ضعیف من تراب باعتبار آدم أبو البشر والنطفة باعتبار الذریة اللاحقة لآدم علیه السلام ثم سواك رجلا أنت لم تکن مسلطا علی نفسك يعني رب العالمین هو الذي نقلك من عالم النطفة إلی عالم الرجولة کما نقل البستان من عالم البذرة البسیطة إلی هذه الشجرة والنخیل والاعناب والزرع إلی آخره یقول اذاً هنالك يد هي التي بالنسبة إلی ذلك واضح أنت البستان زرعته بیدك يعني قد تنقر وتقول انا الذي زرعت البستان انا الذي خلقته أوجدته، ولکن من الذي سواك رجلا؟ هذا اذاً أنت خلقت نفسك؟ جداً محاورة مقنعة بالنسبة إلی هذا المؤمن أرجعه إلی أصله وأنك أنت تعتقد أنت لست بخلاق لنفسك ولیس هنالك خالق الا الله عزوجل لأنه حتی المشرکین في ایام زمان النبي ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض لیقولون إن الله الخلاف لیس في الخالقية، یعني هبل والات والعزی خلقوا الوجود خلقوا الشمس والقمر الکلام أنه نعبد هؤلاء لیقربونا إلی الله زلفا یعني الکلام في الربویبة أنه رب العالمین فوض أمور الکون للالهة الاخری اله الشمس اله الفراعنة الشمس تدیر النبات والوجود هکذا الافلاك إلی آخره حتی الملائکة منهم اتخذوا من الملائکة شرکاء من دون الله عزوجل والمسیح وعزیر اذاً یقول أنت تعتقد بأن الله عزوجل خلقك فالذي خلقك هو الذي دبرك الخالق هوالاولی بالتدبیر من غیر الخالق ثم مقصودي أنه صاحب المؤمن ما أدخله في متاهات کثیره أوصله إلی عالم الربوبیة الله عزوجل خلقك فهو ربك ورب هذا البستان فعلیك أن تکون مطیعا له.
سئوال: الآیة تسعة وثلاثین من سورة الکهف ایضا نأخذ درس کریم ومبارك من عندها لولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاءالله لا قوة الا بالله الا یستفاد من هذه العبارة رجحان یعني ذلك عند مشاهدة النعم الالهیه؟
جواب: هي کلمة لا حول ولا قوة الا بالله أو ماشاءالله ولا قوة الا بالله من العبارات التي تقال عند النعمة أو طلب النعمة، انقل لکم روایة من الامام الصادق علیه السلام یقول عجبت لمن خاف الفقر کیف لا یفزع إلی قوله تعالی حسبنا الله ونعیم الوکیل، اذا خفت من الفقر قل هذه العبارة الامام الصادق علیه السلام ثم یستدل یقول سمعت الله عزوجل یقول بعقبها فأنقلبوا بنعمة من الله وفضل لم یمسسهم سوء هذه اولا وعجبت لمن اغتم کیف لا یفزع إلی قوله لا اله الا أنت سبحانك إني کنت من الظالمین والامام یقول بعد هذه الآیة فاستجبنا له ونجیناه من الغم القرآن یصرح بالنتیجة وثالثا عجبت لمن مُکر به کیف لا یفزع إلی قوله وأفوض أمري إلی الله إن الله بصیر بالعباد ایضا الامام الصادق علیه السلام یذکر النتیجة من القرآن الکریم فإني سمعت الله یقول بعقبها فوقاه الله سیئات ما مکروا، ثم یقول آیة سورة الکهف وعجبت لمن أراد الدنیا وزینتها کیف لا یفزع إلی قوله ماشاءالله لا قوة الا بالله فإني سمعت الله یعقبها فعسی ربي أن يؤتيني فإذاً کلمة ماشاءالله لا قوة الا بالله کلمة مناسبة عند تذکر النعم رؤیته النعم طبعا الکلمات لابد أن تکون مصطحبة للمعاني قلنا في الحلقة السابقة الاستغفار بلا ندامة التلفظ بالاستغفار لا یعتد به، في حدیث الرضا علیه السلام من استغفر ولم یندم بقلبه فقد استهزئ بنفسه اذاً الاعتقاد بأنه ماشاءالله وطبعا هنا بحث کما یقال نحوي ماشاءالله جملة ناقصة یعني ماشاءالله کائن ما بمعنی موصول الذي شاءالله هنا جملة ناقصة ولکن الخبر مقدر ماشاءالله عبارة عن موصول وصله ماشاءالله کان والبعض یقول ما بمعنی الشرطیة ما تفعلون من خیر یعلمه الله أي یستعمل ما للشرط شرط وجزاء ماشاءالله یعني کان ایضا الجزاء جزائه نحویاً فعل بمعنی کان أو کائن الشاهد اذاً ماشاءالله الذي یشاءالله هو واقع ولهذا هناك صلاة معروفة في جوف اللیل وکذا تصلي وثم تقول بعد الصلاة ماشاءالله من دون أي شيء من دون أي اضافة یعني ماشاءالله یاربي ما شئته کان أي دعاء أو اضافات أخری لا قوة الا بالله لا نافي للجنس لا حول ولا قوة لا قوة الا بالله لیست هنالك أي قوة أو حول من الاستناد إلی الحول والقوة الالهیه.
جواب: بعد هذا التفاخر من المشرك إلی ذلك الانسان المؤمن هنا تأتي الآیة اثنین وأربعین من سورة الکهف تقول وأحیط بثمره فأصبح یغلب کفیه علی ما أنفق فیها وهي خاویة علی عروشها ویقولوا ایا لیتني لم اُشرك بربي أحدا، هذه الحسرة التي تنتاب المترف في الدنیا قبل الآخرة هل یستطیع أن یتجنبها؟
جواب: طبعا القرآن الکریم کما یقال بحرکة بلاغیة في النیة أو الشيء عظم النعمة له عنب وحففناه مضمون الآیات بالنخل وجعلنا بینهما زرعنا وفجرنا التفجیر هکذا یخرج من الارض بقوة وله ثمر قلنا الثمر یعني مال لیس الثمر بمثر الفاکهة یعني کل النعم مجتمعة ولکن في عشیة وضحاها اُحیط بثمره اُحیط یعني کیف یقول أحاط به الاعداء من کل صوب؟ جائه ما یوجب احتراق هذا البستان في بعض الروایات أن الله عزوجل ارسل ناراً فأحرقت هذا البستان یعني مثلا کان بالامکان رب العالمین أن یجفف الماء اولا طبعا الآیة تقول فلن تستطیع له طلبه یصبح مائها غوراً، بالامکان رب العالمین ألتف البستان من خلال غور الماء یعني سحب الماء إلی باطن الأرض فلم یمکن أن یطلب هذا الماء ثانیة فالبستان بلا ماء طبیعي بعد فترة هذا البستان یتحول إلی أرض قاحله ولا قد یکون طریقة الاحاطة هذه یعني اُحیط بثمره هذا البستان اُتلف بدفعة واحدة بنار بصاعقة من السماء فأصبح یقلب کفیه علی ما أنفق، اولا هذا البستان کما یقال ثمرة عمره، بعض الأخوة کما یبني بناء انا لا یعجبني هذا التعبیر یقول هذا بیت العمر سأسکن فیه إلی آخر عمري فلابد أن اُتقنه طبعا هذا بیت العمر کلام لیس بصحیح اولا من قال ستسکن هذا البیت؟ بعض الناس بنوا بیتا قبل یوم من الانتقال الیه جائهم ملك الموت أو بقي فیه سنة سنتین ثم مات ما معنی بیت العمر؟ فهذا أصبح یقلب علی ما أنفق فیها یعني أمضی عمره في هذا البستان یزرع ویفلح ویجمع یبیع ویشتري وأخیرا أصبح یقلب کفیه علی ما أنفق فیها وثم العذاب النفسي أنه أمضی عمره في الشرك، لیتني لم اُشرك بربي أحدا طبعا هذه الآیة لئن البعض یقول ما کان مشرکاً کان مترفاً الآیة واضحه، هل هنا ندم علی فعله؟ طبعا هو واضح أنه ندم ولکن بعد فوات الاوان یعني حتی البعض یقول أن هذه التوبة مو معلوم انها مقبولة بعد تلف البستان وبعد الاحتراق الآن یتوب إلی الله عزوجل؟ کتوبة فرعون لما أدرکه الغرق، علی کل حال الانسان المؤمن قبل أن یفاجئ بالنهایات المؤلمة الموت والحساب وهذا ایضا محضوض أنه في دار الدنیا رأى العذاب الالهي الآن تدارك؟ لا ندري القرآن لم یقل ماذا مصیره هل هو آمن ایماناً حقیقیاً؟ أو حتی لو آمن الایمان بعد هذا التلف المهم دعنا عن ذلك ولهذا المؤمن حقیقتاً اذا رأى من الله عزوجل عقوبة في ولنبلونکم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرین حقیقتاً بعض انواع البلاء للمؤمن بماثبة المذکر یذکره لکي لا یتعلق قلبه بشيء ومعروف هکذا حتی في الحیاة الیومیة یقول اذا الانسان المؤمن تعلق قلبه بخاتم بمسبحة هذا الخاتم وهذه المسبحة تُسلب تضیع في الطریق کذا رب العالمین لا یرید من عبده المؤمن أن یتشبث ویتعلق بقلبه شيء من متاع الحیاة الدنیا ورأينا بعض کبار الدنیا الصالحین له ولد متمیز حتی متمیز ایمانیاً واذا به في حیاته وهو یُبتلی بفقده یعني كأن الله عزوجل لا یرید من عبده المؤمن أن یعلق فؤاده علی غیر الله عزوجل.
سئوال: بعد هذا التفاخر أو بعدما حصل له أو بعد ما أصبحت أرضه خاویة یعني هنا ایضا کان یتمنی أن ینصره أحد ولکن القرآن ماذا یقول؟ ولم تکن له فئة ینصرونه من دون الله وما کان منتصرا، أليس الدرس من ذلك أن لا یرکن الانسان لا إلی نفسه ولا إلی الآخرین؟
جواب: طبعا البعض في قرارة نفسه ممن له عشیرة کبیرة وله ذریة وله اولاد کثیرون لا شعوریاً یقول في الشدة انا اُعول اولادي وعلی عشیرتي حتی أن البعض یُکثر من الاولاد لا طلباً لألذریة الصالحة یقول حتی کبار السن یکونون هؤلاء عوناً لي وعضداً لي هکذا یقولون، القرآن الکریم یقول أنه هذا الانسان عندما احترق بستانه فقد النصیر لا ناصر له أي نصیر یُرجع له البستان المحترق؟ هذا البستان الذي فیه نهر فیه کذا وکذا من یرجعه له؟ وما کان منتصرا یعني لا هو له القدرة ولا هنالك غیر یعینه علی ذلك ولهذا أعتقد في هذه الآیات في آیة هنالك الولایة لله الحق، هنالك يعني الانسان عندما یقع في هکذا شدة وظرف ویفقد کل شيء ویفقد الأمل بكل أحد تتجلی الولایة الالهیة المؤمن قبل أن یری هذه البلاءات یصل إلی هذه الحقیقة هنالك الولایة لله الحق والحق هنا مجرور لله هنالك الولایة لله الحقِ يعني الله والحق وما سواه الحق یقال مقابل الباطل لیکن معلوم أن الحق في القرآن أو في بعض الآیات الحق یقال امام الباطل أو امام الزائل الحق الثابت مقابل الزائل أو الحق مقابل الباطل؛ الزائل والباطل عبارتان منتهیان باللام غیر الله عزوجل باطل الآلهة یعبدون الباطل وایضا زائل لا وجود له یعني لا ثبات له هب أن هذه العشیرة لك عشیرة بألفي رجل ولکن هؤلاء زائلون اذا نُفخ في الصور لا انساب الکل یفر من أخیه جئتمونا فرادی، اکتشاف هذه الحقیقة هنالك الولایة طبعا الوِلایة والوَلایة یقولون فرق الوِلایة بمعنی التدبیر أو السیطرة الوَلایة بمعنی الحکومة سلطنة يعني والبعض یقول بمعنی واحد السلطنة والولایة بمعنی التحکم کله لله عزوجل، اذاً الدرس العملي من هذه الآیة الکریمة أن لا یرکن الانسان إلی أحد سوی الله عزوجل وأن لا حقیقة التوحید أن لا تری في الوجود مؤثراً الا الله سبحانه وتعالی.
احسنت استاذنا سماحة الشیخ حبیب الکاظمي
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته إلی اللقاء.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.