Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من السور القرآنیة التي تتناول حدثاً مهماً في حیاة النبي صلی الله علیه وآله سورة الفتح هذه السورة تبتدأ بقوله تعالی انا فتحنا لك فتحاً مبینا، هنا المفسرون ذهبوا في تفسیر هذه الآیة ذهبوا في اتجاهات عدیده، فمنهم من قال أنه فتحنا لك فتحاً مبینا یعني بذلك فتح مکة بفتح مکة النبي صلی الله علیه وآله سلم قضی علی الشرك کله قبل مکة هنالك خیبر هنالك بدر هنالك اُحد في کرٍ وفر ولکن بعد فتح مکة استقر الأمر لرسول الله صلی الله علیه وآله وحطم الأصنام وفُتحت صفحة جدیدة في جزیرة العرب، ولکن الرأي الأصوب وهو الأفضل وهو الأوفق للسیاق في هذا المجال لیس فتح مکة وانما صلح الحدیبیة البعض یستقرب یقول لماذا فُسر انا فتحنا لك فتحاً مبینا بصلح الحدیبیة والحال بأن المسلمین خابت آمالهم بمعنی ذهبوا للعمرة فصدوا عن العمرة وتمت المکاتبة بین النبي وبین وفد من قریش علی أن یرجعوا هذا العام ویأتوا بعد عام للعمرة وبینهما بعض الإتفاقات ایضا ولکن القرآن الکریم یقول هذا هو الفتح المبین، طبعا المتأمل في سورة الفتح یری شواهد علی أن المراد بهذه السورة ما وقع في هذا الصلح الآیات مختلفة یراجع في محله الآیات الدالة علی أن المراد بهذا الفتح هو هذا الصلح، هذا الصلح صار مقدمة لتعریف الاسلام، من بنود المصالحة التي کتبها النبي مع وفد من قریش أنه المسلمون لا یزاحمون في دعوتهم معاهدة بعشر سنوات کما یقال یُرفع فیها القتال اذاً کتبوا معاهدة لعشر سنوات بعدم مقاتلة في ما بینهم ومن الطبیعي عندما ینتفي القتال بال المسلمین لا ینشغل بالمعارك منذ أن بُعث النبي وجاء إلی المدینة وهو مشغول بحرب بعد حرب ولکن بعد صلح الحدیبیة تفرق المسلمون للدعوة إلی الله عزوجل ما عاد بالهم مشغولاً بحرب ابداً هذه مزیة من مزایا هذا الصلح.
الکلام في الآیة اللاحقة وهي حقیقتا آیة محیرة لیغفرالله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، الآن غفران ذنب النبي وباقي الأنبیاء علیهم السلام اُجیب علیه النبي لا ذنب له نعرف أن النبي معصوم من الزلل النبي الذي یعصي هذا النبي فاقد للصلاحیة في دعوة الناس إلی الله عزوجل، اذاً مسئلة الذنب هذا أمر مفروغ عنه أن النبي لا یذنب فکیف نفسر مغفرة الذنب؟ رب العالمین غفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هنا أجوبة في البین؛ الجواب الاول بإعتبار اُمته الأمة تعصي والنبي واجهة لهذه الأمة رأس لهذه الأمة رب العالمین کأنه یقول ایها النبي ذنب الأمة ذنبك بمعنی من المعاني، عندما الولد یؤذي إبن الجار یذهب صاحب المنزل ویقول مثلا سامحني یقول لجاره الذي آذی ولده صاحب البیت کان في المنزل لئن هذا الولد یخصه یعتذر من جاره، نحن هکذا وزننا دورنا أو موقعنا من النبي، النبي كأنه هو الذي یتحمل هذا الوزر بإعتباره أبو هذه الأمة هذا معنی.
هناك معنیً دقیق آخر یقولون الذنب هنا الذنب الذي کان في بال أعدائه من الکافرین النبي منذ أن بُعث وهم بین حرب وکذا فقدان مال فقدان نفس حقیقتاً قریش ما قر قرارها بعد الدعوة؛ تعرفون ما جری في بدر؟ تعرفون اضطرابهم کیف أن النبي کان عنصر خوف لهم طوال حیاته المبارکة یعني هم هکذا حملوا النبي ذنب ما جری علیهم فإذا جاء صلح الحدیبیة مقدمة لفتح مکة کأن هذه التبعات إنتفت؛ کیف إنتفت؟ انتفت بهزیمتهم، الذي کان یظن بالنبي ظناً خاطئاً یحمله الإثم هذا رب العالمین کسر شوکته وانتفی وجوده، والشاهد علی هذا المعنی کیف أنه تصور الغیر یُعد ذنباً ما قاله موسی علیه السلام یخاطب رب العالمین ولهم علي ذنبٌ، موسی ما أذنب دفع القبطي فأرداه قتیلا یعني ما نوی قتله في الدفاع ذاك الذي من شیعته، موسی علیه السلام یقول لهم عليَ ذنب یعني هذا الذي في بالهم انا لست بمذنب ولکن في بالهم أني مذنب الکلام یأتي هنا ایضا، یعني في بال قریش أن النبي مذنب هذا الاحساس وهذا التصور رب العالمین مسحه غفره بهذا الفتح المبین.
ویتم نعمته علیك: بصلح الحدیبیة فُتح الفتح المبین بقي شيء في المستقبل یُتم فعل المضارع یعني هناك ایضا فتح آخر به تمام النعمة البعض فسرها بحجة الوداع وقصة الغدیر الیوم أکملت لکم دینکم وأتممت علیکم نعمتي؛ ویُتم نعمته علیکم، اذاً بصلح الحدیبیة بفتح مکة تحقق هذا الفتح الظاهري دعائم النبوة توطدت وترسخت اما في إتمام النعمة في الغدیر طریق الوصایة فُتح، النبي شق طریق الامة وأوصی لأمرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه.
کلمة أخیرة ما هو أثر هذا الصلح وهذا الفتح المبین؟ هو الذي أنزل السکینة في قلوب المؤمنین؛ هذه السورة اتفاقا رب العالمین کرر التعبیر بالسکینة في ثلاث مواضع في سورة واحدة: موضعان عد السکینة بعلی یعني أنزل السکینة علی المؤمنین ولکن في صدر هذه السورة عبر بالسکینة في قلوب المؤمنین یعني هذه السکینة تقلقلت في قلوبهم لیس علی وانما في أصبحت السکینة کالماء في الظرف کالظرف والمظروف طبعا ما کان علیه المسلمون في صلح الحدیبیة من التشکیك في صدق النبي البعض عرض قال بهذا الصلح اُهنا وعدتنا العمرة وها نحن راجعون إلی المدینة خابت آمالنا البعض کأن قلبه أراد أن یزیق رب العالمین منَ علیهم بما ذکر أنزل السکینة في قلوب المؤمنین لیزداد ایمانهم یعني مع ایمانهم.

اللهم ثبتنا علی الهدی والتقوی اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.