في رحاب الإمام المهدي (ع)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا حول امام زماننا صلوات الله وسلامه علیه کما ندعوا لفرجه نکثر الدعاء لفرجه في صبیحة کل یوم نعاهد الله عزوجل أن نکون من انصاره وأعوانه نندبه في صبیحة جمعة وفي الأعیاد الأربعة عموما کل هذا في جانب الدعاء، ولکن ایضا المعرفة النظریة علی المؤمن المنتظر في زمان الغیبة أن یقرأ ولو شیئا یسیرا في احواله في زمام ظهوره وظائف المنتطرین في زمان الغیبة الکلمات المنسوبة الیه ما یسمی بالتوقیعات الامام کان یُسئل وکان یجیب في زمان الغیبة الصغری، علی کلٍ المؤمن ثقافة مهدویة اطلاعة مهدویة هذا الأمر یزیده تعلقا بامامه، الامام الباقر علیه السلام یصف خروج امامنا فإذا خرج أسند ظهره إلی الکعبة معلمُ التوحید في الأرض أسند الیه ظهره یا له من منظر وحوله واجتمع الیه ثلاثة مئة وثلاثة عشر رجلاً هؤلاء قواده فاول ما ینطق به هذه الآیة بقية الله خیر لکم إن کنتم مؤمنین، ما معنی بقیة الله؟ یعني هذا الامام یمثل الله عزوجل في الأرض؛ الأبحاث کثیرة في معنی بقیة الله عزوجل البقیة من الله عزوجل لیس بمعنی الجزئیة رب العالمین لیس معنی الآیة أن له بقیة في الأرض هذا المعنی واضح قطعا أنه باطل کید الله فوق أیدیهم لیس المراد هذه الجارحة! یعني هذا الامام هو الذي یمثل رب العالمین في الأرض ولهذا یقول انا بقیة الله وحجةُ وخلیفةُ علیکم؛ بقیة الله وحجةُ في سیاق واحد، ثم یسمل علیه المسلمون کل من یسلم علیه یقول السلام علیك یا بقیة الله في أرضه ونحن المنتطرون في زمان الغیبة نسلم علیه ایضاً بهذا السلام.
هنالك رواية تبین لنا وظیفتنا في زمان الغیبة ایضا، الدعاء دعاء الغریق؛ مرة انسان یدعوا في زاوية المنزل دعاءً مسترسلاً دعاء انسان غیر مضطر في زمان الغیبة علیك أن تدعوا بهذا اللحن بلحن انسان مشرف علی الغرق؛ امامنا الصادق علیه السلام یقول ستصیبکم شبهة فتبقون بلا علم یری ولا امام هدیً؛ في زماننا هذا، في الائمة السلف أحدهم یقع في مشکلة في أزمة في حیرة یطرق باب المعصوم ولکن في زمان الغیبة ماذا نصنع؟ قال لا ینجوا منها الا من دعا بدعاء الغریق؛ قلت وکیف دعاء الغریق؟ قال قل یا الله یا رحمن یا رحیم نحن في الشدائد حتی لطلب الفرج اول ما نتوجه إلی الله عزوجل أحدنا عندما یقول یا مولای عجل علی ظهورك الأمر لیس بیده یعني یارب أنت عجل في ظهوره یا الله یا رحمن یا رحیم یا مقلب القلوب ثبت قلبي علی دینك الراوي أراد أن یکرر الدعاء کأنه تعلمها من فوره قال یا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي أضاف من عنده الأبصار واذا بالامام یعترض قال إن الله عزوجل مقلب القلوب والأبصار ولکن قل کما أقول یا مقلب القلوب، ایضا في هذا درس أن أحدنا لا یتصرف في الادعیة لا یزید فیها ولا یُنقص هذا خلاف الامانة في نقل کلمات المعصومین صلوات الله علیهم اجمعین.
واما مِن الکلمات البلیغة في هذا المجال أن أحدنا بإمکانه أن یستفید من امام زمانه في غیبته لا أقول تماماً کما في حضرته ولکن اجمالاً یستفید؛ من یخرج إلی الصحراء ویری الشمس فوق رأسه هذا یستفید من الشمس ولکن إن حجبت سحابةٌ بینه وبین الشمس هذا ایضا یستمتع بنور الشمس ایضاً؛ بالنسبة له الوقت نهار لیس اللیل البعض في زمان الغیبة علاقته مع امام زمانه کعلاقته بالشمس المجللة بالسحاب ولهذا الروایة عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم روایات الغیبة روایات المهدویة النبي الأکرم تکلم فیها ولکنها لم تصل الینا الا عبر أولاده المعصومین طبیعي لا تری هذه الروایات في غیر مدرسة اهل البیت؛ الروایة منقولة عن النبي الأکرم سُئل عن الانتفاع بالامام في غیبته قال اي والذي بعثني بالنبوة إنهم لینتفعون به النبي معني بولده المهدی طبیعي ایضا یُدلي دلوه في هذا المجال وهو جده انهم لینتفعون به ویستضیئون بنور ولایته في غیبته کانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب، اذاً اخواني واخواتي لئن کنت بعیداً عن امام زمانك صلوات الله وسلامه علیه بُعدك الآن امام زمانك کبعد مثلا المحبین في الهند في زمان امامنا الصادق علیه السلام مع صعوبة المواصلات تلك الایام الذي کان یعیش في الهند والصین مثلا الامام الصادق بالنسبة له امام غائب أي لا یصل الیه أعني لا یصل الیه لصعوبة الذهاب الیه؛ والامام بنفسه یقول واما وجه الانتفاع بي في غیبتي تلك روایة النبي وهذه روایة الامام المهدی فکالإنتفاع بالشمس اذا غیبها عن الابصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض کما أن النجوم امان لأهل السماء، اذاً بیُمنه رُزق الوراء بوجوده ثبتت الأرض والسماء لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها؛ وما کان الله معذبهم وأنت فیهم یعني یا رسول الله وجودك في الامة رافع للعذاب وجود امام زماننا صلوات الله علیه مثبت للنعمة ودافع للنغمة.
النبي صلی الله علیه وآله وسلم قال لأصحابه إنكم اصحابي بقي شيء؟ نعم واخواني قوم في آخر الزمان؛ مقام الاخوة أعلی من الصحبة واخواني قوم في آخر الزمان لماذا اخوانه وهم اصحابه؟ النبي یُبین السبب یقول آمنوا ولم یروني؛ من رأی شق القمر من رأی تسبیح الحصی في یده من رأی آثار نصرة الملائکة في بدر من رأی جمال المصطفی طبیعي یمیل الیه نحن آمنا به ولم نره نحن اخوانه؛ ثم یقول لاحدهم أشد بقیة علی دینه من خرط القاتد في اللیلة الضلماء هذه شوکة أو کالقابض علی جمر القضی اولئك مصابیح الدجی یُنجیهم الله من کل فتنة غبراء مظلمة ! ما نحن فیه من الفتن الشهوات المستعرة ادوات الانحراف لو کانت هذه الادوات في زمان رسول الله لعله ما بقي الا القلیل علی الدین؛ هؤلاء سمعوا طبول التجارة یبیعون ملحاً وغیره واذا سمعوا تجارة أو لهواً انفضوا الیها ونحن ماذا نری من الملهیات؟ أو علمتم صدقتم نحن اخوان رسول الله؟ نحن ثبتنا علی الدین مع ما نراه من الملهیات والمفسدات ثم یقول النبي في روایة أخری الرجل الواحد منهم له أجر خمسین منکم انتم الصحابه؛ البعض منهم استفسر قالوا یا رسول الله نحن معك ببدر واُحد وحنین ونزل فینا القرآن قال انکم لو تُحملوا لما حُملوا لم تصبروا صبرهم لو کُلفتم من الصبر ما یتحمله القوم الآن هنیئاً لنا نحن في هذا العصر عصر الفتن والمحن ولکن القابض منا علی دینه یدخل في زمرة اخوان النبي هنیئاً لمن کان کذلك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.