- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
وظیفة المؤمن في مناسبات ائمة الهدی علیهم السلام ولادةً واستشهاداً أن یتدبر في سیرتهم بالاصافة إلی التفاعل العاطفي یفرحون لفرحنا یحزنون لحزننا وهنا أذکر بین قوسین أمر قد یُستفاد منه أنه هذا الحزن ینبقي أن یکون حزناً باطنیاً تلقائیاً من دون تذکیر؛ صاحب المصیبة من فقد ولده لا یُذکر بولده هو یتذکر ولده فتجري عبرته هکذا الاُم الثکلی هکذا الأب الفاقد! الانسان اذا وصل إلی مرحلة من التعلق الولائي بأهل البیت علیهم السلام لا یحتاج إلی مذکر في المجالس ولهذا في الروایة المعروفة عن الرضا علیه السلام من تذکر مصابنا وفي المقابل من ذُکر بمصابنا تذکر أو ذُکِر یعني تارة هو یتذکر وتارة یُذکر بالمصیبة المؤمن في مناسبات اهل البیت علیهم السلام هو یتذکر من دون مذکر طبعا اذا اشتد العلاقة العاطفیة، أقول هذه الخانة خانة لازمة محترمة من کواشف الولایة ولکن اخواني اخواتي لا ینبقي أن ننسی عنصر التأسي إن کنتم تحبون الله فأتبعوني هذه قاعدة في الحب الالهي مدعي الحب لا یُصدق الا اذا اتبع الله عزوجل فأتبعوني یحببکم الله؛ حبك لله یدعوك للعمل العمل اذا صدر خالصاِ مخلصاً الحب الإلهي یتوجه إلیك هذه القاعدة بحذافیرها تمطبق علی اولیائه، بدأ بالنبي إلی آخر معصومٍ، من کان یدعي حب النبي اذا کان صادقاً لابد أن یتبعه إن أتبع النبي أطیعوا الله وأطیعوا الرسول! اذا أطاع النبي؛ النبي ایضا هو صاحب القلب الواسع بالمؤمنین رئوف رحیم حریص علیهم إلی آخره، اذاً من أراد أن یکون صادقاً في اتباعه للامام السجاد علیه السلام مثلا فلیکن صادقاً في ادعائه.
من موراد التأسي بالامام علیه السلام نحن دائما هکذا نتخذ لقب ذلك المعصوم ذریعة للتأسي به في تلك الصفة علی الأقل وهکذا بالنسبة إلی آبائه؛ لو أخذنا اللقب المختص بکل معصوم! المعصومون الأربعة عشر أخذنا من کل معصوم لقبه وصیرناه في أنفسنا کظم الغیظ الرضا بالقضاء الجود هدایة الناس السجدة الطویلة الصدق في القول إلی آخره هذه الصفات مشتقة من القابهم صلوات الله علیهم.
امامنا مشتهر بهذه الصفة صاحب الثفنات صاحب السجدات الضراعات المتصلة کان یُقتطع جزء من لحمه الشریف هذا اللحم الذي کان یصیبه ما یصیبه من کثرة السجود طبعا صفة البکاء ایضا امامنا من بکائي التأریخ تارة في مصیبة فقد والده واهل بیته وتارة في مناجاته مع رب العالمین، اذاً من أراد أن یکون سجادیاً متأسیاً بإمامه لیحاول أن یحقق في نفسه هذه الحالة، طبعا السجدة کحرکة بدنیة لا قیمة لها الانسان في بعض الحالات قد تکون له هذه الحالة من باب ریاضة البدن الصلاة لو جردتها من معانیها ما عادت الا ریاضة خفیفة کما هو معلوم! السجدة بمعنی الانقیاد الباطني اتفاقا البعض یفسر السجود بمعنی الإنقیاد هکذا یُفهم من بعض الآیات لسنا في مقام ذکر هذا المعنی أنه یخرون للأذقان یبکون هنا قد تکون کنایة عن اتباع آیات الله عزوجل وإن لم یسجد ببدنه؛ المهم السجدة بمعنی الانقیاد الباطني طبعا هذه الحالة الباطنیة عندما تتعالی الانسان لا یملك الا أن یسجد؛ اولا یضع محاسن أشرف مکان في وجوده علی التراب الرأس هو افضل بقعة في البدن فیها العینان فیها المخ فیها السمع فیها النُطق وأشرف بقعة في الرأس هي الجبهة الانسان ساجداً یضع هذه البقعة الشریفة علی أرخص شيء في الوجود الا وهو التراب، الانسان الساجد عندما یسجد یتلملم ببدنه وهو واقف یری امامه ما یری الا أن یغمض عینه، عندما یرکع تتضیق دائرة رؤیته یری شیئا قلیلا ولکن عندما یسجد لا یری الا طرف أنفه مثلا لو أغمض عینه او لم یُغمض لما رأی فرقاً کثیرا؛ الانسان الساجد حسیاً ونظراً منقطع عن الدنیا وما فیها لو کان في سوق صاخب وسجد لا یری شیئاً، هذه الحرکة الجسمانیة حرکة في حد نفسها مذکرة للانسان، المؤمن في السجود یعیش بعض العوالم التي تُدرك ولا توصف رب العالمین في کتابه الکریم وعدنا بوعد نحن مع الأسف رأینا نصف الوعد ولم نسمح للوعد الآخر أن یتجلی في نفوسنا، ما هو هذا الوعد؟ رب العالمین وعدنا بهذا الوعد سنریهم آیاتنا في الآفاق وفي أنفسهم! الآفاق الآیات الآفاقیة يعني البرق یعني السحاب یعني البحر یعني البر إلی آخره یعني المجرات؛ رب العالمین أرانا ذلك والوسیلة لرؤیة هذه الآیات هما العینان لنا عینان ظاهریان بهما نری جمال الطبیعة بهما نری جمال الوجوة إلی آخره، اذاً الرؤیة الآفاقیة آلتها ماذا؟ العینان وهو متحقق الا في الأعمی ولکن مع الأسف نحن فقدنا البصر الباطني فما رأینا الآیات الأنفسیة، الآیات الأنفسیة يعني التجلیات الالهیة في نفس الانسان أن یری الانسان اللطف الالهي متجلیاً في قلبه الرأفة الالهیة متجلیةً فيه وأخیراً أن یستشعر حلاوة الحب الالهي في وجوده هذه آیات أنفسیة من یستشعرها؟ مثاله امامنا زین العابدین صلوات الله علیه.
إن وصلت إلی درجة راقیة من الایمان بإمکانك أن تفهم بعض ما یریده امامنا في مناجات المریدین؛ مناجات المریدین علی اختصارها تمثل بیان قمة علاقة الانسان بربه علاقة عاطفیة، في أحدی مناجاته الامام یقولها بکلمة جامعة یا نعیمي وجنتي یعني یارب انا قبل أن أدخل الجنة دخلت جنتك جنة الوصال جنة القرب الجنة الباطنیة المؤمن یستصحبها في حیاته الدنیا؛ عندما یذهب للبررخ یذهب مع جنةِ الباطنیة یدخل الجنة بقلب سلیم القلب السلیم هي جنة المؤمن، اذاً اخواني اخواتي الحدیث طویل في هذا المجال من أراد أن یستفاد من نمیر امامنا ذلك النمیر العذب فلیلهج بمناجاته وخاصة في مواطن الاستجابة والرقة من صار بکاءً اجمالاً في مناجات ربه وفي ذکر مصائب اولیائه تشبه بهذه الصفة السجادیة.
وفقنا الله تعالي وایاکم لئن نکون من المتشبهین بهم دائما وأبدا.
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك ألحقنا بعبادك الصالحین لا تفرق بیننا وبینهم طرفة عین ابدا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.