علو الهمة الإيمانية

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول همة المؤمن وعلوا همته عندما یطلب من ربه شیئاً المؤمن عندما یقدم الطلب الی مقام أكرم الأکرمین وأقدر القادرین قادر لا یعجزه شيء کریم لا یبخل بالعطاء اذاً اذا طلبت شیئاً من القادر الکریم قل ما بدا لك سل الله عزوجل أعلی الطلبات لم؟ قلنا رب العالمین خزائنه بین الکاف والنون من کان هکذا کثرة الطلبات لا تعجزه هکذا یقال من باب تقریب الفکرة القدرة الخلاقة في عالم التکوین شبیهة الی درجة ما بالقدرة الخلاقة في عالم الأذهان أطلب منکم الآن أن تتصوروا هذا المسجد ملئه ذهب هذا لا یرهقك شیئا تصور طابوقة من ذهب الأمر کذلك ملئ المسجد ذهباً أو طابوقة واحدة في عالم الخیال الأمر سیان اذاً ترید قلیلاً ترید کثیراً الکثیر والقلیل لا یفترق في عالم التصور القدرة الألهية طبعا الأمر اعظم شبیهة بهذا المعنی واتفاقا اهل الجنة في الجنة لهم هذه القدرة لهم فیها ما یشائون ما تتخیله في الجنة يأتيك في دار الدنیا في الشعر في الخیال ولکن في الجنة کلما تریده تراه بین یدیك! اذاً المؤمن في الجنة له هذه القدرة فکیف برب العالمین ولهذا النبي الأکرم في حدیث قدسي عن الله عزوجل یقول لو أن أولكم وآخرکم وحیکم ومیتکم ورطبکم ویابسکم بقي شيء؟ إجتمعوا فتمنی کل واحد ما بلغت أمنيته فأعطیته لم یتبین ذلك في ملکي يعني في ملکي لا یبدوا النقص وفي روایة اخری الا مثل أبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر هذا البحر کم ینقص من غمسة أبره؟ لو أن الله عزوجل اعطی الخلائق ما یریدون الأمر أقل من هذه الغمسة غمسة أبرة في بحر، بعد هذا الکلام نذکر لکم عینتین وانتم تأسوا بهما أحدهم في الأزمنة السابقة وأحدهم في زمان النبي الأكرم في صدر الاسلام انظروا الی علو الهمه! عجوز أو عجوزة في بني اسرئیل موسی علیه السلام طلب منها شیئا قالت لا أفعل يعني یا موسی لا أستيجب لك حتی تعطیني خصالاً اولاً اطلق رجلي یبدوا هذه العجوزة کانت مشلوله! أو لا یمکنها أن تمشي اولاً ارید أن تطلق رجلي وتعید الي بصري امرأة مبتلاة بالعمی وعجوزة کبیرة وترد الي شبابي بقي شيء؟ رابعا وتجعلني معك في الجنة طلبات الدنیا والآخرة جمعتها هذه العجوزة من بني اسرائیل اذاً هذه العجوزة لو لم تکن عالمة عارفة مثلا طلبت الشفاء من هذه العاهة ولکنها کما یقال في العرف ضربت في العالي، واما في زمان النبي الأكرم محمد المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم اذا ذهبت الی الروضة تذکر هذه الروایة حاول أن تتأسى بهذا الذي طلب من النبي هذا المعنی ربیعة من أصحاب النبي النبي فال له خدمتني سبعة سنین أفلا تسألني حاجه؟ یبدوا أنه هذه المدة خدم النبي بلا طلب حاجة فقلت یا رسول الله أمهلني حتی اُفکر أخذ صکاً مفتوحاً من النبي يعني ماذا ترید مني؟ ربیعة لم یستعجل في الجواب؛ فلما أصبحت ودخلت عليه قال لي یا ربیعة هاتي حاجتك فقلت طبعا هذا لم یکن مثلا صاحب حوائج عجوز بني اسرائیل العمی والشلل وغیره قال تسئل الله أن يدخلني معك الجنة ایضا طلبة عجوز بني اسرائیل الآن مقامات النبي لا تخطر ببال أحد ولکن ربیعة طلب هذا المقام فقال النبي من علمك هذا الطلب؟ فقلت یا رسول الله ما علمني أحد لکني فکرت في نفسي وقلت إن سألته مالاً کان الی نفاد وإن سألته عمراً طویلا وأولاداً کان عاقبتهم الموت هنا العقل الفکر العاقل هکذا یربح! الملفت في الروایة كأن النبي لا أقول وقع في حرج واقعا موقف محیر یقول لا أستجيب والذي أثاره قال هاتي حاجتك يقول أستجيب هذا ایضا أمر عظیم انسان خدم النبي سبع سنین الآن أشتری له شیئا بنی له حائطاً ما هذا الخدمة أمر بسیط ولکن یرید مرافقة النبي في الجنه، النبي الأعظم نکس رأسه ساعة يعني یفکر ماذا یقول قال أفعل ذلك أُدخلك معي الجنة ولکن النبي الأعظم طلب منه شیئاً هذا الشيء اعلموا قدره ومنزلته قال فأعني بکثرة السجود اُدخلك الجنة مقابل هذه السنوات من الخدمة ولکن أعني بکثرة السجود من اراد أن يصل الی هذه المقامات العلی علیه بهذا الذي طلبه النبي الأکرم صلی الله علیه وآله.
روایة أخيرة موجزة کما یقال کل الأخبار في هذا الموجز ایضا عن النبي الأکرم سلوا الله وأجزلوا یعني سل الکثیر ولهذا في شهر رجب ماذا تقولون؟ أعطني بمسألتي اياك جمیع خیر الدنیا وجمیع خیر الآخره، وفي الشق السلبي وأصرف عني بمسألتي أياك کذلك اذاً لا فإنه لا یتعاظمه شيء وخاصة مرة انسان یدعوا ساهیاً لاهیاً الآن طلب کثیراً أو قلیلاً دعاء الساهي لیس في مضان الأستجابة قل ما تقول ولکن أن رُزقت الأقبال في مضان الأستجابة تحت قبة الحسین علیه السلام مثلا تذکر هذه الروایة سل الله عزوجل خیر الدنیا والآخره.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج ابلغه عنا تحیة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.