– لو تأملنا في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }فإننا نلاحظ أن الله تعالى يؤكد تحقق الفلاح للمؤمنين الخاشعين في صلاتهم خاصة ، ومعنى ذلك أن الإنسان الذي لا يخشع في صلاته فإنه ينطبق عليه أحد أمرين: إما أنه إنسان غير مؤمن ، أو مؤمن غير خاشع ، وفي كليهما خسارة بينة!..
وأيضاً فإن في تقديم صفة الخشوع -على غيرها من صفات المؤمنين التي وردت في السورة- دلالة على أهمية تلك الصفة ، ومن الغريب أن الخشوع أمر مستحب وقد قدم على أمور واجبة ، فهلا تأملنا في سبب ذلك؟.
وأخيراً فإن في استعمال صيغة اسم الفاعل حيث قال تعالى:(خاشعون) ولم يقل: (يخشعون) ، إفادة بأن هذه الصفة ثابتة للمؤمن ، ولا تختص بزمان معين او مرحلة..
– قلنا بأن الحل الأساسي لعلاج الشرود في الصلاة هو تغيير الشاكلة ، أي تغيير التوجه القلبي.. فالإنسان الذي هدفه في الحياة أن يحقق الأبدية والخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، لابد أن تكون همته على مستوى تلك الأمنية ، فإن نيل المعالي لا ينال إلا بسهر الليالي!..
ومن المعلوم أن المادة لا تفنى ، وإنما تتحول من شكل إلى آخر ، وبطريق أولى بقاء الروح تلك اللطيفة الربانية التي هي أقرب إلى عالم الغيب..
وعليه فإن الأبدية مكتوبة لنا جميعاً -شئنا أم أبينا-والإنسان بهذه الفترة المحدودة في الدنيا يرسم أبديته ويحدد مصيره ، فإما أن يكون في أبدية الخلد في الجنان ، أو أبدية الأعراف فلا جنة ولا نار ، أو أبدية النار الحريق.. ومن العقل أن يطمح الإنسان للأبدية الأولى بأعلى درجاتها ، لا أن يكون همه فقط هو مجرد تجاوز النار إلى الجنةبغض النظر عن مرتبته في الجنة ، وهنيئا لمن بلغ به سعيه إلى نيل الدرجات العليا بجوار النبي وآله!..
فالدنيا دار امتحان قد فاز بها قوم طارت بهم همتهم ، وخسر آخرون أقعدتهم الأماني وغرهم بالله الغرور.. ومن هنا نلاحظ – حتى في مجال طلب العلم في الدنيا- بأن أهل الجد والطموح لا يقبلون إلا بتحقيق الدرجات النهائية ، بينما ترى ضعيفي الهمة ، كل همهم هو التخطي والتجاوز إلى المرحلة المقبلة أو نيل الشهادة ولو بأدنى الدرجات ، فلننظر أي قسم منهما نكون ؟..
– إن البعض يشتكي من هذه الحالة : وهي عدم تطابق ما يعيشه من الهواجس الرحمانية مع سلوكه العملي في واقع الحياة ، فهو عند سماع الوعظ يرق قلبه إلى أبعد الحدود ، وفي صلاة الليل له حالاته المتميزة ، وعند الدعاء والعزاء يغبطه كل من يسمع بكاءه وأنينه ، ولكن كل تلك المكاسب ما تلبث أن تذهب أدراج الرياح ، وتراه يسقط عند أقل مواجهة في البيت مع الأهل أو مع الجيران أو في العمل!..
ولا خلاف بأن هذا الفعل قبيح جداً ، لا يتحمله الإنسان وهو بينه وبين نفسه ، فكيف به أمام الناس وخاصة إذا ترقى فى الأمر من الاستماع للوعظ إلى وعظ الآخرين ، مما يؤكد عليه انطباق مخالفة القول للعمل!..بل الأهم الأعظم للمراقب الخجل الوجل أن ينظر إلى موقفه أمام ربه تعالى ، وكيف أنه ما أسرع أن أخلف الوعد ، و لم يحترم نعمة القرب!..
أحدهم شكا هذه الحالة إلى الإمام الباقر (ع) فقال:
أخبرك أطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك : أنّا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترقّ قلوبنا ، وتسلو أنفسنا عن الدنيا ، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجّار أحببنا الدنيا ! .. فقال الباقر (ع) :
إنما هي القلوب مرة تصعب ، ومرة تسهل ، ثم قال الباقر (ع) : أما إنّ أصحاب محمد (ص) قالوا :
يا رسول الله !.. نخاف علينا النفاق ، فقال : ولِمَ تخافون ذلك ؟.. قالوا :
إذا كنا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا ، حتى كأننا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ، ودخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ، ورأينا العيال والأهل ، يكاد أن نحوّل عن الحالة التي كنا عليها عندك ، حتى كأنّا لم نكن على شيء ، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا ؟.. فقال لهم رسول الله (ص) :
( كلا إنّ هذه خطوات الشيطان ، فيرغّبكم في الدنيا ، والله لو تدوموا على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها ل! صافحتكم الملائكة ، ومشيتم على الماء ، ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله ، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا لله فيغفر لهم ) .
فما الحل لمواجهة هذه الحالة من النفاق؟..
– إن الحل يكمن فيما لو استطاع الإنسان أن يعيش حالة الإثنينية في التعامل ، أي حاول أن يفصل بين عالمه الروحي والأرضي.. فلو أن تاجراً ثرياً يشكو من مضايقة الآخرين له ، فأراد ان يعيش عيشه هنيئة وادعة ، فانه يتخذ لنفسه منزلاً فيه ثلاثة أدوار ، ويجعل الدور الأول للعلاقات العامة وينيب عنه من يتولى شؤون العمل ، وأما الدور الثاني فيجعله للعائلة ، وأما الثالث فيخصصه لنفسه للاختلاء والتفكر والابتعاد عن كل مشاكل العمل وغيره.. فالذين يراجعوه بخصوص العمل يوجههم إلى الطابق الأرضي ، ويعطي الأوامر بمنع الصعود إليه أو إلى العائلة.. وهو بهذه الطريقة أنجز عمله وأراح نفسه ولم يتنزل إلى أسفل ، حيث هنالك من يقوم مقامه في تخليص العمل ومواجهة الأعداء وتلقي الضربات وتحمل الإهانات وغيره من مشغلات البال المكدرة..
بمعنى أن هذا التاجر يعيش الإثنينية ، فهو شخصيتان : شخصية فردية عائلية ، وشخصية حقوقية..
والمغزى من هذا المثال: أن يحاول الإنسان أن يجنب روحه التنزل إلى عالمه الأرضي ، ويحفظها من التأثر بما يواجهه في الحياة من الأزمات والصعوبات ، فإن المشكلات لا تنتهي ، ولا أحد يخلو من الهموم ، فكل له همه ، وترى الإنسان إما أنه يحمل هماً في بدنه أو في أهله أو في ماله أو في آخرته..
وعليه فإن الحل للاحتفاظ بالشاكلة أن يعيش الإنسان هذه الإثنينية في التعامل ، فالذي يواجه الأذى القولي والفعلي ، هي شخصيته الأرضية ، وليست شخصيته الروحية ، وهو ليس ملزماً أن يقحم روحه بكل ذلك..
فمما ينقل عن أحد العلماء الأجلاء أنه كانت له زوجة سيئة جداً إلى درجة لا تطاق ، وهو كان يتحملها لوجهه تعالى ، ولأنه كان مشغولاً في عالمه الخاص ، ولا يحب أن يتنزل ويكدر صفو روحه كان يحتمل كل أذاها ، ولكنه في مرة ضاق ذرعاً ولم يتحمل أذى هذه الزوجة ، فخرج يهيم على وجهه في الطرقات يطلب العون والمدد من ربه تعالى ، وإذا به يعيش حالة نفسية خاصة ، إذ رأى أن نفسه شخصية أخرى غير تلك التي تواجه ما تواجه في هذه الدنيا ، وأن الذي يتلقى الضربات والأزمات هو هذا الجسد المادي ، ولكن هذه اللطيفة الربانية هي شأن رب العالمين ، ولا يمكن لأحد أن يصل إليها ، فدخله السرور ورجع إلى منزله ، ومن الطريف أنه لعله كان يتمنى لو أنه يتلقى المزيد من هذه الزوجة حتى يلقى ما يلقى من درجات القرب الإلهي!..
أحد مراجعنا الكبار -الأغا حسين القمي- راجعه أحد المؤمنين وأخبره بأن بعض الناس يتكلمون عليه ، فقال بكل اطمئنان : بأن هذا الكلام ما هو إلا ذبذبات في الهواء لا تضر ، ومادام ليس هناك ضرب فلا يهم كلام الاخرين ، فإن الضربة هي التي توجع!..
ولا شك فإن الإنسان لو وصل إلى هذه الدرجة ، من عدم المبالاة بكلام الناس ، والتأثر بمدحهم وذمهم ، فإنه كم يوفر على نفسه من راحة البال وصفاء القلب!..
وقد أشار أمير المؤمنين (ع) إلى هذه الإثنينية حين قال: (صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى)..وهنيئاً لمن وصل إلى هذه الرتبة!..
ومن هنا من المناسب قراءة هذه الفقرة في المناجاة الشعبانية بداعي الطلب:(إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ؛ حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور ، فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك)..
– وبعد أن أنهينا مقدمات الصلاة ندخل في مفتتح الصلاة وهي تكبيرة الإحرام.. نحن نكبر الله عزوجل قائلين : (الله أكبر) ، فماذا نعي بذلك ؟.. فمن المعلوم في اللغة العربية أن لكل مفضل مفضل عليه يسانخه في النوع ، فالمفضل عليه هنا ما هو؟.. الله أكبر من أي شيء؟..
وهل يصح أن يجعل في مقابل رب العزة والجلال – وهو علة الوجود – أياً من المعلولات؟..فلو قلنا رب الأرباب أكبر من التراب.. الدائم أكبر من الزائل .. الباقي أكبر من الفاني .. فهل يوجد جامع بين هذه العوالم والرب جل وعلا حتى يصح التعبير؟!..
فإذن، الأكبرية هنا بمعنى غاية المدح ، فالمراد ان رب العالمين أكبر من أن يوصف..فمثلاً: لو جاء شاعر ووقف أمام الممدوح وألقى عليه قصيدة فيها مئة بيت ، ثم جاء آخر وقال مئتين ، وجاء الثالث وقال ألف بيت ، وجاء الرابع وقال أنا لساني عاجز عن وصفك ، فأنت أكبر من أن توصف ، فبلا شك أنه هو الذي يفوز بالجائزة!..
فعليه فإن هذا المعنى أرقى درجات المدح ، أضف إلى أن المادح ينبغي أن يحيط بشيء من الممدوح -ولو بجزئية موجبة- إلا أن رب العالمين يقول عن نفسه: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ}..فإذا كان علمه لا يمكن أن يدركه الإنسان ، فكيف بقدرته ، فكيف بعظمته ، فكيف بجلاله وكماله ؟!.. وسائر وصفه سبحانه وتعالى..
فعندما يقول الإنسان: (الله أكبر) ، أي أنه يقر بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل وصف ، وأنه ليس في مستوى المدح والوصف ، وهذا الذي نعرفه في مناجيات أئمة أهل البيت(ع).
و(الله أكبر) هي مفتاح الصلاة ووزنها في الصلاة كوزن التلبية في الحج ، فمن المعلوم أن الحاج إذا لبس الإحرام ثم مات ولم يلب فإنه لا يعد حاجاً أو معتمراً ، فهو عندما يلبي يدخل ساحة العزة الإلهي ، فالمصلي أيضاً عندما يقول: (الله أكبر) فقد دخل في جوهر الصلاة ، فلماذا رب العالمين جعل مفتاح الصلاة تكبيرة الإحرام؟..
إن التكبير بمثابة جرس الإنذار ، أي أنه عبارة عن عملية تنبيه للإنسان بأنه في حضرة الله عزوجل ، وأن عليه أن يلتزم بالأدب ويستحي ولا يغفل وهو في الصلاة ، فكم قبيح أن يعاهد الإنسان ربه في بداية الصلاة بأنه أكبر من أن يوصف ، ومن ثم هو يغفل هنا وهناك مستغرقا في توافه الدنيا!..فلهذا فهو بين كل فعل وفعل يكبر الله تعالى ، ليذكر نفسه بعظمة الرب سبحانه وتعالى ويصرفها عن كل شاغلة وواردة..
– ومن الملاحظ أن التكبير ذكر متكرر في الأذان والإقامة ، وتكبيرة الإحرام ، وفي أثناء الصلاة ، وبعد التسليم التكبيرات الثلاث..فلو أن الإنسان أنس بذكر الله عزوجل فقد حاز باللذة العظمى ، فلك ان تسال بأن لفظ الجلالة كم مرة يكرر في الصلاة اسماً ظاهراً ووصفاً وضميراً!..
كم من الجميل ان سيتظهر العبد هذا الجلال والكمال الالهي عند كل ذكر لاسمه الشريف !.. ان الذي يرى شيئا من نفحات هذا الجمال الالهي الذي منه كل جمال فى الوجود ، فانه لا يحتاج الى التذكير للالتفات الى صاحب هذا الجمال الخالد!
فلو أن أماً تريد أن تزوج ابنها ، وكلما فتحت له موضوع الزواج أعرض عنها وقال بأنه لا يريد أن يتزوج ، والحال بأن شهوته على أوجها وفي ذهنه العديد من صور الفتيات!.. فلو أنها أحضرت له صورة الفتاة التي تريد خطبتها له أو جاءت بها إليه ، فعندئذ تعرف مقاومته!..فنحن مشكلتنا في عالم الجمال والكمال الإلهي هو مجرد وصف عموميات ، وإلا فأين ذلك الذي رأى هذا الجمال وما رام عنه بدلا!..
ولهذا فإن إمامنا الحسين (ع) يقول في دعاء عرفة : ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهِر لك؟.. متى غبت حتّى تحتاج إلى دليلٍ يدلُّ عليك؟.. و متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟.. عميت عين لا تراك!.. وإمامنا زين العابدين (ع) يقول في مناجاة المحبين : اللهم اجعلنا ممن أخليت وجهه لمشاهدتك!..
وعليه فإن الإنسان إذا ترقى في مشاعره يجد ذلك الجمال ، وإلا فمن يقتصر على معرفة الله عزوجل بمعلولاته ، وأن لكل أثر مؤثر ، والبعرة تدل البعير ، لينتقل من العلة إلى المعلول ، وغيرها من الدروس التي تعطى للمبتدئين ، فإنه لن يجد شيئاً يعتد به!..
– ومن الملفت في قراءة السورة هو تكرار صفة الرحمة ، مرة في البسملة ومرة في الحمد ، والحمد تقرأ مرتين في الصلاة ، أي أن الإنسان أربع مرات وهو يكرر (الرحمن الرحيم ) ، فلماذا هذا التكرار؟..ولماذا انتخاب هذه الصفة بالذات؟..فمن المعلوم أن أسماء الله الحسنى تقارب الماءة ، لماذا لم يذكر المنتقم الجبار مثلاً؟..
إن في هذا درسا عمليا : وهو أن يكون الإنسان مظهراً لأسماء الله الحسنى ، ولا شك أن الوصول إلى هذه الأسماء لا يكون بمجرد التكرار اللفظي ، وإن كان أثر العبادات اللفظية أثر لا ينكر ، ولكن هذا القالب إذا لم يكن له معنى فلا قيمة له يعتد به ، ومثله كعملة نقدية مزيفة لا يعترف بها لعدم وجود رصيد وراءه!.
وكم من الجميل أن تتجلى هذه الصفة في الإنسان ويكون مظهراً للرحمة الإلهية على العباد!..ولو أنه بعد ذلك دعا الله عزوجل مرة واحدة ، وقال: يا رحمن يا رحيم !. إنك تعلم بأني رحيم بأهلي وشفيق على من حولي ، يا رب برحمتك الواسعة ارحمني!.. فإن ذلك يكفيه ، ولا يحتاج إلى أن يكرر لفظ الرحمة ألف مرة وهو يطوف حول الكعبة!.. وهكذا الأمر في باقي الصفات ، أي أن الوصول إلى ملكوت أسماء الله الحسنى لا يتم إلا بالتطبيق العملي ، والتخلق بأخلاق الله عزوجل ، حتى لو دعا بهذا الاسم وهو في نفسه يحمل شيئاً من معناه ، كان له التأثير الحقيقي والسريع..
ولنا بأئمتنا (ع) خير أسوة:
قال أنس : كنت عند الحسين (ع) ، فدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟.. قال : كذا أدّبنا الله ، قال الله :
{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } وكان أحسن منها عتقُها .
ويناسب أيضاً ذكر هذه القصة:
أحدهم سمع بولي من أولياء الله في قرية اسمها أراك قرب قم ، فشد الرحال إليه ، ولما قدم بيته سأل زوجته عنه ، فإذا بها تنهال عليه بالتنقيص ، وتقول بان فلان الفلاني ليس موجودا!.. ثم التقى به في المزرعة وتبعه إلى بيته ورأى فعلاً بأنه صاحب مقامات عالية جداً ، وطلب من زوجته أن تعد طعاماً للضيف ، فأتبعته بالشتائم كعادتها!..فاستغرب الرجل كيف أنه يتحمل مثل هذه المرأة!.. فقال له بأن الذي اوصله الى هذه المقامات هو صبره على أذى مثل هذه الزوجة!..
فإذن، إظهار الرحمة والشفقة على الناس عموماً ، وخصوصاً الأقرباء والزوج والزوجة ، وتحمل الأذى لوجه الله عزوجل من موجبات نيل المقامات والدرجات العليا.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.