علماء الضلال وعلماء الهدى

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
طلب العلم مزیة عظمی الإنسان بالعلم یسموا إلی الدرجات العلیا، معرفة صفات الله صفات جلاله وكماله بالعلم معرفة الفقه عمل الجوارح هذا بالعلم معرفة آفات الجوانح علم الأخلاق بالعلم، بالعلم نطلع علی سیرة الأنبیاء والمرسلین والأوصیاء وهكذا ولكن ینبقي أن نلفت ایضا إلی آفات العلم والتعلم العلم علی عظمة عبارة أن إنتقاش صورة في الذهن، الذهن البشري أشبه بالحاسوب عندما تغذي الحاسوب معلومةً هل هنالك أثر في الخارج؟ لا، أدخل في الحاسوب فن الطبخ أسماء الأغذیة إلی آخره لا تأكل طعاما هذه المعلومات إذا نقلتها إلی المطبخ تأكل طعاماً شهیاً إذاً الذهن البشري یجمع المعلومات هذه المعلومات مقدمة للعمل إن عملت بها كنت من الفائزین وإلا كان العلم وبالاً علیك ولهذا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یقسم طلاب العلم طبعا عندما نقول من یطلب العلم لا نعني بذلك طلاب الحوازات فقط أنت الآن تستمع لي أنت الآن طالب علمٍ وأي علم أعظم من كلمات اهل البیت علیهم السلام! عندما تذهب إلی مجلس وتستمع لخطیب، هذا علم ینتقل إلیك فأنت في ساعتها طالب علم.
المهم امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول طلبة هذا العلم علی ثلاثة أصناف الامام ما قال طلبة العلم هذا العلم یعني بذلك علم الدین لا كل علم ألا فاعرفوهم بصفاتهم وعیالهم صنف منهم یتعلمون للمراء والجدل (المجادلة) يتعلم العلم لیجادلك من أجل أن یثبت رأیه ولو دخلت إلی قرارة نفسه لرأیتة یعلم أنه باطل، بعض وعاظ السلاطین من یأخذ مالا علی نشر العلم طبیعي هذا الإنسان ینشر العلم علی وفق مراد من أعطاه مالاً إذاً هذا القسم یتعلم للمراء والمجادلة وصنف منهم یتعلمون للإستطالة والختل للتعالي والسیطرة الإنسان بعض الأوقات هكذا یتبجح یستطیل بسلاحه بعض كبار الضباط والعسكریین یستطیل علی الناس بما علی كتفه من بعض النیاشین وبعض الناس یستطیل علی الناس بما أُتي من العلم هكذا یفرض الناس كلهم جهالاً وهو العالم هذا ایضا صنف خطیر وصنف منهم یتعلمون للفقه والعمل یتفقه أولا ثم یعمل بعلمه ثانیةً.
ثم الامام یفصل صاحب المراء والجدل تراه مؤذیاً مماریاً للرجال في أندیة المقال هذه الایام الفضائیات من أندیة المقال طالما رأینا في وسائل التواصل من یتكلم كلاما باطلا یتزیئ بزي اهل العلم لیوجب الإنحراف في الأمة فقط تسربل بالتخشع ظاهره خاشع یتماوت في كلامه یبكي في كلامه في زي الناصحین وتخلی من الورع في الخلوات یعمل ما یعمل، سمعنا البعض من هؤلاء في الخلوات من أفسق الفاسقین فدق الله من هذا حیزومه وقطع منه خیشومه الامام یدعوا علیه بالوبال وأما صاحب الاستطالة والختل فإنه یستطیل علی أشبابه من أشكاله هكذا یتبختر علی الجهلة إذا جلس أمام عالم كبیر تری هذا الانسان یسقط ما في یده.
من علاماته ماذا؟ یقول امیرالمؤمنین ویتواضع للأغنیاء من دونهم یستعمل علمه للتزلف إلی الأغنیاء، ثم یقول كلمة جمیلة فهو لحلوائهم هاضم ولدینه حاطم یأكل من حلوی الأغنیاء من طعامهم في المقابل یحطم دینه فأعمی الله من هذا بصره وقطع من آثار العلماء أثره، من زمان النبي إلی الآن من زمان الغیبة إلی الآن آلاف العلماء ظهروا في الأمة ولكن كم بقي منهم؟ بقي ذكره.
راجع كتاب أعیان الشیعة مثلا الذي دون لبیان أعیان التشیع عدد محدود إذاً لیس كل عالم رب العالمین یكتب له الخلود في هذه الأمة! امیرالمؤمنین یقول وقطع من آثار العلماء أثره ولهذا تری بعض العلماء بمجرد أن یموت، یموت ذكره وكأنه كان جاهلاً، كیف بعض الجهال عندما یموت لا نحس بفقده؟ بعض العلماء هكذا ایضا.
أما صاحب الفقه والعمل (انظروا إلی بلاغتة امیرالمؤمنین) قسم القوم ثم ذكر المواصفات لهم تراه ذا كآبة وحُزن الانسان الذي یضحك كثیرا یقهقه كثیرا یمزح كثیرا هذا الانسان یبدوا من الغافلین لو فكر في آخرتة لو سئلت هذا الانسان الذي یضحك كثیراً قل له قف قلیلا بالله علیك رب العالمین راضٍ عنك أم لا؟ یقول لا أدري! أتدري أنك مرضي عنك وهكذا تقهقه؟ إذاً صاحب الفقه والعمل فیه مسحة من الحزن والكآبة طبعا هذا لیس حزناً مرضیاً الكآبة مرض نفساني ولكن كآبة هؤلاء من فهمهم لواقع الحیاة.
قد قام اللیل في هندسه یعني في ظلامه وقد أنحنی في برنسه یعمل ویخشی خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه، الامام دعی علی الصنفین أما علی هذا الصنف ماذا یقول؟ فشد الله من هذا أركانه وأعطاه یوم القیامة أمانه، الذي یقوم في اللیل خائفاً وجلاً باكیاً نتیجة البكاء في دار الدنیا یقول هائم اقرأوا كتابي ینطلق مسرورا فرحا لأنه ختم حیاته بخیر.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك اجعل عواقب أمورنا خیرا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین أبدا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.