- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
مشکلة البعض أنه عندما ینظر الی نفسه یعمل لنفسه قائمتین قائمة السلب قائمة الایجاب قائمة البلاء وقائمة النعمة مشکلتنا اننا دائماً ننظر الی قائمة البلاء قائمة السلب؛ انسان بعض الناس الذي یری نفسه مبتلیً مثلا لو جمع البلاء في حیاته قد لا تتجاوز مثلا خمس أو عشرة انواع من البلاء ولکن عندما ینظر الی خانة النعم لا تعد ولا تحصی زوجة مؤمنة مطیعة ذریة طیبة مال وفیر سکن مریح دابة سریعة ارتیاح نفسي توفیق للعبادة یذهب للحج في کل عام بین وقت وآخر یتشرف بمشاهد ساداته کل هذه النعم لا یراها عینه علی وجع في جسمه عینه علی نقص في ماله وهکذا هذا لیس من الانصاف! اذاً کفران النعمة عدم النطر الی ایجابیات من موجبات سلب النعم الموجودة ایضا هذا اولاً.
من آفات النعم أن یستدرج الانسان في النعمة التي هو فیها القرآن الکریم یقول لا یحسبن الذین کفروا انما نملي لهم خیر لأنفسهم انما نملي لهم لیزدادوا اثماً متی تکون النعمة بلاءً؟ استدراجاً عندما تکون عاصیاً وتأتيك النعم! بعض الناس یبجح یقول انا لا اصلي الفریضة الصبح لا استیقیض بین الطلوعین لئن هذا من موجبات توسعة الرزق اعصي ربي من موجبات توسعة الرزق الطاعة ویقول امام بعض فقراء المؤمنین انظروا الی حالي أنت المصلي في اول الوقت هکذا حالك وانا هکذا حالي یتبجح طبعا هذا الانسان انسان مسکین هذا انسان مستدرج، امیرالمؤمنین علیه السلام یقول بابن آدم اذا رأیت ربك سبحانه یتابع علیك نعمه وأنت تعصیه فأحذر! النعمة بعد المعصیة اخواني هذه علامة من علامات الاستدراج المؤمن اتفاقاً بعد کل معصیة یری بلاء في حیاته حتی علی مستوی وجع الرأس مثلاً بعض المؤمنین بمجرد أن يقع في بلیة قبل أن یصب اللوم علی الزمان والایام یقول ماذا صنعت؟ یفتش عن سبب هذا البلاء اذاً الانسان المستدرج هو ذلك الانسان الذي یعطی النعمة فلا یشکر هذه النعمه! سُئل عن قوله تعالی سنستدرجهم من حیث لا یعلمون قال هو العبد یُذنب الذنب فتُجدد له النمعة معه تلهیه تلك النعمة من الاستغفار من ذلك الذنب الانسان عندما یقع في بلیة عادة یتوجه الی الله عزوجل الآن لا حباً لله ولکن من باب کما یقال التفاوض یقول یارب استغفرك وابكي بين یدیك لترفع عني البلاء اما أن الانسان المنعم أوقع معصیة جائته نعمة اخری هذا یفکر في العودة الی الله عزوجل؟ ابداً اذاً هذه ایضا من آفات النعمه.
کذلك من آفات النعمة أن یقصر الانسان في شکر النعمة رأينا بعض الناس حتی من المؤمنین عندما احدهم یقدم له خدمة جلیلة أو حتی غیر جلیلة یبالغ في الشکر الی درجة یقبل یدیه مثلا اذا اسدی له معروفاً مهماً ولکن عندما تأتیه النعمة من الله عزوجل لا یشکر بهذه الطریقة یقول شکرا لله مجاملةً لقلقلة ولکن لا یری في قلبه تذللاً باطنیاً؛ امامنا علیه السلام یقول اتقوا سکرات النعمة بعض الاوقات النعمة بدلاً من أن تورث الشکر تورث السکر ذاك حیث تسکرون من غیر شراب بل من النعمة والنعیم بعض الاوقات النعمة الزائدة توجب السکر انسان مستأجر في شقة متواضعة تراه مثلا یألف المساجد الآن بنی بیتاً کذائیاً تراه ساهیاً لاهیاً وکأن هذا البیت مسکنه الابدي هذا المنزل الجدید صار في حکم الشرابله کان موظفاً مرئوساً الآن صار رئیسا لقسمه کما یقال ایضا سکر هذا المقام أنساه ما أنساه.
وأخیراً ایاکم والتنعم فإن عباد الله لیسوا بالمتنعمین والله العالم قد یراد بالتنعم هنا بالبطر بالترف بعض الناس کما یقال تُبطره النعمة یلعب في المال وکأنه مالك حقیقتاً لهذا المال یحتاج الی دابة يشتري دابتین یحتاج الی دابة من صنف معین یلیق بشأنه هذا المستوی یرید أن یزاحم کبار التجار في هیئته في مرکبه هذا انسان مترف هذا انسان یبطر بالنعمة والله عزوجل کما یقال یوم القیامة العبد لا یمر الصراط حتی یُسئل عن شبابه في ما أفناه وعن ماله في ما انفقه.
إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من بریتك اجعلنا من الشاکرین لأنعمك اللهم لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.