عظمة كيد الشيطان

بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
من سمات زماننا هذا في زمان تقدم العلم کما یقال بعد الثورة في بلاد الغرب أنه نری الکثیر من الآثار مما لا یری مما لا تری بالعین مثاله الکهرباء هذا الذي یحرك کل هذه الأجهزة قوة لا تُری، سألنا مهندسي الکهرباء ما حقیقة هذا الأمر؟ تضع سلکاً في میزان حساس تدخل علیه التیار الکهربائي لا یتغیر وزنه ولا یتغیر لونه ولا طعمه اذاً قدرة شيء لا یری لا وزن له لا لون له لا طعم له ولکن البشریة الیوم قائمة علی هذه الطاقة، تتکلم مع صاحبك في أقصی بلاد العالم لیس بینك وبینه اتصال إلا عبر الأثیر تعالج في المستشفیات عبر هذه الأشعیة السینیة وغیرها اذاً الخیرات في هذا العالم قسم منه متوقف علی أمر غیر مرئي، کذلك في الشرور مثاله هذه الجراثیم القاتلة الفرق بین الکهرباء والجرثومة أن الکهرباء لا تُفهگ حقیقتة ولکن هذه الجرثومة تحت المجاهر تری کذلك من أعاجیب عالم الخلقة لله جنود السماوات والأرض ومنها الجراثیم، وثالثا هنالك ایضاً شيء لا یری ولکن منه کل شر الا وهو الشیطات الرجیم لولا إخبار الله عزوجل لما صدقنا لا أحد یدعي أنه رأی الشیطان بعینه یحس بوسوسته بتلقینه الآن یقال في صدر الاسلام تجلی علی شکل سراقة وغیره علی کلٍ الشیطان بطبیعته کما یقول القرآن الکریم یراکم هو وقبیله من حیث لا ترونهم، اذاً القضیة اخواني مخیفة نرید في حدیثنا أن نثیر الرعب في نفوسنا مقدمة لأن نتخذه عدواً، تخیل قیل لنا دخل في هذا المسجد عدوٌ بیده جهاز قاتل سلاح فتاك ولکن المشکلة أنه لا یری بالعین ینتقل من مکان إلی مکان وهو لا یُری الکل یهرب یقول کیف الخلاص منه اذا في زاویة یذهب إلی زاویة أخری؟ نختبئ وراء الإسطوانة مثلا ولکن اذا کان لا یری یأتيك من الخلف مباغتاً هذا حالنا مع الشیطان.
اذاً حقیقتاً یستحق أن نتخذه عدواً وهذا الموجود موجودٌ له صفتان أو ثلاث صفات اولا متکبر ما سجد لأبينا آدم بکلام سخیف هذا أصله من الطین وهو من النار فلیکن! من قال النار مقدسة والطین غیر مقدس؟ هذا اول الکلام اذاً متکبر وحسود لئن الله عزوجل أمره بالسجود آدم کان محضوضاً رب العالمین أمر الملائکة بالسجود لآدم البعض یقول جهة آدم کالقلبة ما قال هکذا! البعض قد یقول سجدوا علی آدم کما نسجد علی التربة لیس هکذا، اسجدوا لآدم وهنا تنحل مشکلة تقبل الأضرحة وغیرها، السجود أعظم أم التقبیل أعظم؟ الشيء اذا کان بأمر المولی فهو للمولی السجود کان لآدم أو تقبیلا لضریح أو سجدةٍ علی تربة الحسین علیه السلام، القضیة قرآنیاً محلولة ولکن البعض لا یعقل المهم اذاً أرجع وأقول متکبر وحسود وثالثا مقتدرٌ عدو قاهر وقادر إلی درجة یخطاب الله عزوجل بعزتة، أنتم تعرفون فرق بین خطاب القائد ما قال فبعزته قال بعزتك یخطاب رب العالمین تحدیاً وابلیس من أکبر الموحدین یتکلم مع الله عزوجل نحن نناجیه هکذا هو یتکلم یأخذ الجواب یتحدی الله عزوجل إلی آخره لأغوینهم أجمیعن، اللام للتأکید النون للتأکید أجمعین للتأکید القسم للتأکید أربع کلمات کلها تأکید فبعزتك قسمٌ أو یلحق بالقسم لأغوینهم فیه تأکیدان أجمعین تأکید ما هذه الجرئة؟ قال فبما أغویتني لأقعدن لهم صراطك المستقیم رأیتم قطاع الطرق یختبئ خلف تلةٍ حجرٍ لینقض علیك فوراً هذا معنی أقعدن لهم اذا رأيت الشخص مقاوماً ثم لأتینهم من بین أیدیهم ومن خلفهم وعن أیمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أکثرهم شاکرین، مرةً ثالثة یقول ربي بما أغویتني یعني کل هذا انتقام منك یا رب العالمین لماذا أمرتني بالسجود لآدم وانا استنکفت فطردتني لعنتني مقابل هذا اللعنة سأنتقم من ولده لأزینن لهم في الأرض، ولهذا الکثیرون من أهل المعاصي کلامنا قد یصل لبعض اهل المعاصي مشکلة أهل المعاصي هذا نحن تکلمنا معهم کما نعاشر المؤمنین نعاشر غیرهم یقولون مشکلتنا جاذبیة الحرام أکثر من واقعه، فتاة هکذا نبحث عنها لیالي وايام وأشهر إلی أن نوقعها في الفخ طبعا بطریق الحرام عندما نصل الیها لا نری شیئاً یُعتد به بتعبیر العلماء الوصال مدفن العشق عندما تأيي إلیه صباحاً یطردها من المنزل یقول شبعت منكِ انتهی الأمر.
الخمر کذلك سئلت بعض المدمنین علی الخمر کم تُسکر؟ قال یعني سویعات وأرجع إلی همي وغمي لا حل في المشکلة! النساء کذلك الخمر کذلك کل شيء هذا لاُزینن لهم قبل أن ترتکب الحرام، الحرام فیه جاذبیة ولکن بعد أن ارتکبته کما یقول القرآن کسراب بقیعة یحسبه الضمآن ماءً.
ولهذا في أول الطریق بعض اهل المعاصي تنتابه حاله من البکاء المریر لأنه رأی ما حصل علیه لا یستحق الغضب الإلهي ولکن بعد فوات الأوان.
وأخيراً تهدیده الرابع قال أرأيت کهذا الذي کرمت علي؟ تعبیر فیه قلة أدب مع رب العالمین والله عزوجل نقلها بحذافیرها في روایة ستأتي الشیطان یفتخر یقول ویحکم یخاطب الشیاطین الصغار ویحکم والله کلامي قرآناً، انا قلت کلاما رب العالمین ترجمه في القرآن الآن ابلیس بأي لغة تکلم مع الله لا ندري بالعربیة أو غیرها ولکن یقول انا رب العالمین ترجم کلامي في القرآن ارأيت کهذا الذي کرمت علي لئن أخرتني إلی یوم القیامة لأحتنکن ذریتة إلا قلیلاً یعني أقضي علیهم جمیعا إلا ما شذ وندر هذا معنی قلیلاً، بعد هذا التخویف ماذا نصنع؟ ما هو السبیل للخلاص؟ من هم المخلَصین؟ من هم عباده الصالحون؟ إن شاءالله في حدیث قادم.

إلهي بفاطمة وأبیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة وسلاما اللهم اجعلنا في جنتك الواقیة اعذنا من شره وهمزه وکیده ووسوسته انك علی کل شيء قدیر بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.