الشيخ حبيب الكاظمي
نص المحاضرة (النسخة الأولية)
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
هنالك سلة من الأذكار الطیبة یلتزم بها المؤمن بحسب مزاجه، سُئل أحد العلماء عندما نرید أن نذكر أي ذكر نقدم؟ التهلیل الاستغفار الصلاة عن النبي وآله؟ هذه تقریبا مثلث الأذكار المعروفة والبقیة یعود الیها صیغ الصلاة علی النبي مختلفة صیغ التهلیل لا اله الا الله لوحده؛ الا اله الا الله الملك الحق المبین واما صیغ الإستغفار فحدث ولا حرج من ذكر الیونسي إلی آخره تقریباً مُعظم الأذكار أو تعود إلی هذه الأذكار الثلاث؛ المهم أحدهم سُئل قال أنت علی المائدة ماذا تصنع؟ تأكل الطعام الذي تشتهیه؟ بحاجة إبی الحلوی تأكل الحلوی مثلا تقدمه مزاجك ینسجم معه الآن تأكل شیئاً مالحاً في وقته وهكذا، اُنظر إلی مزاجك؛ مزاجك في بعض الأوقات یستلزم الإستغفار كیف؟ تری في قلبك إدباراً تتذكر المعاصي السابقة وقد إرتكبت معصیة قریبة مثلا أنت الآن عاصي وبعد العصیان مثلا تذكر ماذا؟ المناسب هو الإستغفار یونس علیه السلام إختار ذكر في بطن الحوت إذهب مغاضباً استغفرالله عزوجل بهذه الصیغة الجامعة المانعة؛ الانسان یذهب إلی حرم النبي مثلاً سابقاً استغفر دخل الروضة كله شوق إلی رسول الله صلی الله علیه وآله طبیعي یلهج بالصلاة علیه وآله قد المقام مثلا لا یناسب الإستغفار الیونسي هو بجانب الضریح یزور الحسین علیه السلام وهكذا اذاً مزاجه مع الصلوات، ویتفق المؤمن یجلس في خلوة یرید أن یذكر الله عزوجل لا عن ذنبٍ ولا عن شيءٍ یهلل اتفاقاً مضی في شهر رجب من الأعمال في شهر رجب كان التهلیل ألف مرة الآن انتهی شهر رجب ولكن نصیحة لومه الله إن كنت من أهلها؛ رب العالمین یفتح شهیة البعض وقد یفتحه لفترة مؤقته لیری صدقه لا تعول علیها لا تقل انا من الكاملین، في سنة في شهر فتح شهیتك لیختبرك كن حذراً إن أدبرت بعدها طردوك من المنزل من القصر الملكي هذه منحة بطاقة مؤقته كما یقال! جرب في وقت الإقبال خذ زاویة الآن أغمض عیناك أو علی بحر أو غیره وقل ألف مرة مهللاً بتوجه لا یأخذ من الوقت كثیراً أقل من نصف ساعة وقد أكملت ألف تهلیل! ولكن كیف تهلل؟ تنقطع عن كل شيء لا اله الا الله یعني لا مؤثر في الوجود الا هو اتفاقا من طرق أخذ الحاجة هو هذا أن تأخذ زاویة خلوة وأنت مهموم ترید حاجة تقول یارب أنت الذي لا معبود سواك یا غیاث المستغیثین ألیس هذا هو ذكر الحسین علیه السلام في ساعة مقتله؟ اذاً اذا صار لسانك لهجاً بالتهلیل وغیره من ألذ لذائذ الوجود أن تأخذ هكذا خلوة! الخلوة مع الزوجة جید مع الأصدقاء جید ولكن أين الخلوة مع التراب والخلوة مع رب الأرباب؟ لا قیاس بینهما، اذاً التهلیل هذا الذكر كما قلنا یناسب البعض.
قبل أن نختم الحدیث فقط نعلق علی الضلع الثاني والضلع الثالث بأذن الله لاحقاً؛ واما الإستغفار الصیغة الجامعة للإستغفار هكذا إحدی الصیغ أستغفرالله الذي لا اله الا هو الحي القیوم ذو الجلال والأكرام وأتوب اليه صیغة معروفة نحللها لعناصرها الأولیة كما یقال كل جملة فیها معنی؛ اولا أستغفر یعني أطلب المغفرة الطالب له هیئة عادة الطالب ذلیل هذا معروف السئوال ذُل ولو لإرائة الطریق؛ تطلب المغفرة هكذا وأنت شامخ بأنفك لا یمكن تأتي إلی رب العمل قمت بجریمة نكراء بإضرار بلیغ تقول یا فلان یارب العمل یا صاحب المعمل إغفر لي وأنت تحك رأسك یقول أُخرج من عندي أنت مستهزئ بي أين دمعتك أين خجلك أين وجلك أين رأسك المطأطئ إلی الأرض؟ اذاً الاستغفار مع البشر هكذا ولهذا رأینا في العساكر الآن هذا التعبیر دارج عادة الجندي یخاطب الضابط الكبیر سیدي یكررها عشرات المرات یعني أنت سيدي یقولها وهو منكسر اذاً أستغفرالله قلها مرة واحدة ولكن استشعر هذه الحالة من الندامة؛ أستغفرالله الذي لا اله الا هو الحي القیوم؛ تستغفر من؟ تستغفر حیاً یعني یارب عصیتك قبل قلیل وكنت الناظر إلي یا له من خجل، حيٌ قیوم قائم بكل شيء جعلتك أهون الناظرین فأغفرلي اذاً كلمة الحي القیوم یوجب لك خجلاً مضاعفاً مرة تستغفر غائباً میتاً بعض الناس یذهب إلی قبر والده یقول إغفرلي أبوه میت ولكن تستغفر رباً حیاً قیوماً یعني حیاته وقیومته یوجب الخجل، ذوالجلال والإكرام أنت جلیل أنت عظیم أنت مُكرم أكرمتني وعصیتك بجارحة أكرمتني بها لساني كرامتك عصیتك بجوارحي كلها.
وأخیرا وأتوب الیه یعني يارب انا عدت الیك الاستغفار انتهی طلبت منك المغفرة الآن رجعت الیك يعني لا أرجع إلی الذنب؛ ذكرنا هذا المثال سابقاً ولداً عاق یهرب من المنزل یتصل بأبيه یقول إغفرلي ذنبي یقول غفرنا لك یعاود الذنب یستحي من الرجوع إلی البیت یقول إغفرلي یقول غفرنا لك استغفار متواصل ولكن اذا جاء إلی منزل وطرق الباب وقال یا أبي اقبلني رجعت الیك تُبت الیك أنبت اليك يعني أفتح الباب استقبلني بالأحضان وسوف لن اُفارقك هذه إنابة إلى أبيه، اذاً كن هكذا یعني بعد الإستغفار المتواصل عُد إلی الله عزوجل ومن عاد إلی الحي القیوم ذوالجلال والإكرام هذا لا یفارقه ابدا لما یستشعره من الأنس والحنان.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها نستغفرك یا حي ویا قیوم یا ذوالجلال والإكرام من جمیع الذنوب والآثام ونتوب الیك أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.
