- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا في هذه اللیلة حول طریقة الخروج عن التحیر؛ الانسان في حیاته الیومیة من الصباح الی اللیل یواجه طرقاً مختلفة لا یعلم أين القرار الصحیح منها، بعض الاوقات عند التحیر الانسان یقلب الامر یمیناً شمالاً یحسم الامر اخیراً ولکن ماذا نعمل اذا لم ینحسم الامر؟ بقي التردد في حاله، هناك عدة الطرق لرفع الحیرة في الحیاة منها أن یستلهم الانسان ربه یطلب العبد من ربه أن یلهمه الخیر أن یسدده للخیر طبعا هذا المعنی دقیق اجمالاً لأنك قد تطلب التسدید ولا یأتيك المدد یعني الامور لا تتضح عندك لدی التأمل هذا اولا.
الطریق الآخر طریق المشورة وهو مصب الحدیث في هذه اللیلة المبارك کیف نستشیر ومتی نستشیر ومن نستشیر؟ حدیثنا اللیلة في المشوره؛ اولا القرآن الکریم یخاطب نبیه المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم وشاورهم في الامر النبي الذي هو متصل بعالم الغیب یأتیه المدد من عالم الغیب مأمور بالاستشارة و شاورهم في الامر، الآن ما معنی شاورهم في الامر وهل النبي یحتاج الی رأي فلان وفلان؟ قد یقال فیه امران الامر الاول أن هذا تعلیم للامة النبي لا یحتاج الی مشورة الغیر ولکن یرید أن یعلمنا نظام المشورة هذا رأي، الرأي الثاني يعني خذ آرائهم شاورهم لا بمعنی اتباع رأي الغیر خذ الآراء استجمع الآراء کما یقال في عرفنا هذه الایام استبین الآراء فاذا عزمت فتوکل علی الله یا ایها الرسول خذ مشورة الغیر ولکن عند العزیمة توکل علی الله عزوجل وخذ بما تراه مناسباً ولعل هذا الرأي رأي راجح ایضا لئن الآیة اخری تقول وامرهم شوری بینهم امر المؤمنین شوری بینهم الشاعر في بیت واحد عندما یصل لموضوع الولایة یقول بیتاً جمیلا هذا البیت فیه کتاب یقول امرهم شوری ولکن لیس امر الله شوری القرآن یقول امرهم لا امر الله الامامة لیس بأمر الامة حتی تجتمع علی فرد هذا امر الله عزوجل اذاً المشاورة بالنسبة لنا نحن أمر لازم بل راجح بل واجب طبعا بالمعنی الاخلاقي، النبي صلی الله علیه وآله وسلم عندما بعث الامام الی الیمن بعث امیرالمؤمنین الی الیمن طبعا هنا بحث مفصل أن امیرالمؤمنین کیف تحمل فراق النبي في المدینة ذهب الی الیمن لعل الله عزوجل یهدي به رجلاً واحداً فهو خیر له مما طلعت علیه الشمس؛ قال یا علی ما حار من استخار ولا ندم من استشار، اولا لا ندم من استشار الآن ما یضرك أن تأخذ رأي الغیر؟ هذا الرأي غير ملزم اذاً لا ندامة في الاستشاره! المستشیر یأخذ الآراء یقلبها یجمعها ویأخذ بقرار اذاً لیس من ندامة في البین وما حار من استخار طبعا الآن البعض یفسر هذه الخیرة بالخیرة المتداولة في ما بیننا ولکن هناك ایضا معنی آخر من الاستخاره؛ امامنا الصادق علیه السلام یقول اذا اردت أمراً فلا تشاور فیه احداً حتی تشاور ربك کیف تشاور الله عزوجل؟ قال الراوي وکیف اشاور ربي؟ قال تقول استخیر الله مئة مرة ثم تشاور الناس استشارة الله عزوجل واستشارة الخلق! هکذا تجلس في المصلی بعد الصلاة وتقول مئة مرة استخیر الله یعني یارب ارني الخیر علمني الخیر ثم تشاور الناس تجد احد المؤمنین تقول یا فلان ما رأيك في هذه المسأله؟ بعد أن تقول استخیر الله مئة مرة فإن الله یجري لك الخیرة علی لسان من احب لا ینزل علیك جبرئیل ولکن هذا العبد المؤمن رب العالمین یجري علی لسانه الخیر الذي یهمك، اذاً هذه طریقة من طرق الاستخاره.
کلمة أخيرة من نشاور؟ بعض الاوقات الانسان یشاور احداً یزیده حیرة هو محتار الطرف الثاني یضیف له شبهات وتشکیکات یقول ما خرجت من عنده الا وانا في حیرة اعظم! بعض الناس لیس هکذا یدلك علی طریق الخطأ انسان یرید أن یزوج فتاتة انساناً مؤمناً اذا اتاكم من ترضون دینه وامانته تستشیر فلان من اهل الدنیا لا بصیرة له ما رأيك بفلان؟ یقول فلان مؤمن ولکن لا منزل له لیس له راتب مغري مثلا یشکك في هذه الزیجة کان من المفروض أن یقول توکل علی الله عزوجل إن یکونوا فقراء یغنهم الله من فضله المال آخر الخیارات المستشار ویتفق أن البعض الآن جداً ومزاحاً یقول لا بارك الله في فلان استشرته فغشني دلني علی طریق الخطأ ولهذا ثلاث فئات لا یشاورون یا علی لا تشاور جباناً فإنه یضیق علیك المخرج انتم تعرفون التجارة تحتاج الی جرئه! الذي لا جرئة له في التجارة من المعروف أنه لا یفلح انسان جبان یحسب حساب اقل المخاطر طبیعي هذا الجبان یضیق علیك المخرج ولا تشاور البخیل فإنه یقصر بك عن غایتك ما رأيك اساعد فلان المشروع الخیري الفلاني هو بخیل ویبخل الغیر ایضا یمنعك من بلوغ الغایه، ولا تشاور حریصاً فإنه یزین لك شهراً الانسان الحریص تستشیره في بناء منزل أنت وزوجتك یکفیك منزل متعارف هذا حریص یأمرك أن تبني بناءً بخمس طوابق هو حریص ویجرك الی الحرص ایضاً وهناك صنف رابع في روایة اخری طبعا هذه الروایة قد تزعج بعض النساء المرأة قد لا ترتاح من هذا الحدیث ولکن اذا تأملنا في هذا الحدیث یرتفع العجب أو یرتفع الاذی یقول علی علیه السلام ایاك ومشاورة النساء لا تشاور المرأة هذه المشورة من الممکن بمعنی کلامنا الیوم أن ینحرف بك عن المسیر لم؟ طبیعة المرأة عاطفیة عاطفتها تغلب علی عقلها طبیعي عندما تتکلم تتکلم بمنطق العاطفة ولهذا في زمان النبي صلی الله علیه وآله وسلم احدهم عندما کان یذهب للقتال لعله کان یتفق عندما یخرج زوجته تمنعه من الخروج لئن هذا السفر فیه شهادة وموت، من باب تطییب خاطر النساء امیرالمؤمنین علیه السلام یستثني طائفة من النساء اذاً القاعدة العامة ایاك ومشاورة النساء الا؛ امیرالمؤمنین یضع کل شيء في موضعه یقول من جُربت بکمال عقل اذا کان عقلها غالباً عقلها کاملاً هذه استثناء والا تستشیر المرأة من الممکن أن لا تدلك علی الطریق الصحیح، نسئل الله عزوجل أن یرینا الاشیاء کما هي في مناجاتك في جوف اللیل عند اضرحة المعصومین عند البیت قل اللهم ارنا الاشیاء کما هي.
اللهم بصرنا سبیلنا لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.