علاج القلب..
إن القلب السليم هو الذي ينفع في عرصات القيامة؛ لذا ينبغي على كل إنسان أن يعلم ما هي عوارض القلب!.. بخلاف طب الأبدان، حيث أنه ليس كل إنسان بحاجة كي يكون طبيباً.. فالإنسان الذي يصاب بمرض، بإمكانه مراجعة الطبيب المختص الذي بدوره يُشخّص المرض، وقد يقرر استئصال عضو منه.. وعلى المريض الاستسلام لذلك؛ لأن الطبيب هو المعالج، وهو الأدرى بالمصلحة.. لذا فإن المريض في غرفة العمليات، يكون بين يدي الطبيب كالميتِ بين يدي الغاسل يقلبه يميناً وشمالاً؛ لأنه عندما يُخدّر لا يَعقل شيئاً.. أما بالنسبة إلى القلوب؛ فإن الأمر يختلف: لا يستطيع الإنسان أن يذهب إلى عيادة من عيادات علماء الدين الكبار، وأهل الكمالات الباطنية، ويشتكي لهم من: الحسد، أو الكبر، أو الحقد، أو غيرها من الأمراض الباطنية.. ثم يقوم ذلك العالم بعلاجه، وإزالة تلك الأمراض عنه، من خلال نظرة؛ فهذا الأمر لا يحدث إلا نادراً!.. حيث أن هناك بعض الشخصيات الكبيرة، رَب العالمين مَكنهم من قلوب الآخرين.. فرب العالمين يربي أولياءهُ إلى درجةٍ تصبح لَهُ إرادة خلاقة، إن لم تَكن في عالم الطبيعة، ففي عالم الأرواح.. ولهذا بعض الوعاظ عندما يتكلم في محضر إنسان، كأنّه يتصرفُ في قلبه، فيقوم ذلك الإنسان من مجلسهِ وقد زهد في الغيبة مثلاً.. أو إن كان يعشق فتاةً، عندما يستمع إليه؛ وإذا بمشاعره تختلف كلياً تجاه تلك الفتاة؛ ولكن هذهِ حالة نادرة!..
أما في الحالة الاعتيادية: فإن الأنبياء، والمرسلين، والأوصياء، والكتب السماوية؛ جاءت لتعطي الإنسان الوصفة ليسَ إلا!.. والإنسان هنا: هو المعالج، وهو الجراح، وهو الطبيب.. ولهذا الإلمام الإجمالي بعالم القلوب؛ أمرٌ ضروريٌ جداً.. فطب الأرواح لا غنى عنه!.. والذي لا يتعلم طب الأرواح، ولا يعلم كيفَ يصف لنفسهِ الوصفة، ولا يعلم كيف يعمل عملية جراحية لقلبهِ، كي يستأصل الغدد السرطانية الخبيثة منه؛ هذا الإنسان يَرد البرزخ مريضاً.. والمريض في عالم البرزخ يعالج؛ ولكن العلاج هناك مختلف تماماً؛ حيث هناكَ العذاب، وهناكَ الانتظار، و…الخ!.. فهنيئاً لمن ماتَ، وخرج من هذهِ الدنيا سالماً؛ لأن السالم لا يعالج!.. يقولون في الأمثال: “آخر الدواء الكي”!.. أما الذي لا مَرض له؛ فلا يداوى بالكي.. فإذن، في عالم البرزخ نداوى بالكي؛ ولكن في الدنيا بإمكانِ أحدنا أن يعالجَ نَفسهُ لا بالكي، ولكن بالعزيمة.
أولاً: ما معنى القلب؟..
إن النبي (صلی الله علیه) هو أفصح من نَطقَ بالضاد، وعندما يشرح النبي (صلی الله علیه) مفردة؛ فإن كلامه هو الفصل، يقول (صلی الله علیه): (إنما سمي القلب من تقلبه!.. إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة، تعلقت في أصل شجرة، يقلبها الريح ظهراً لبطن)؛ وهذا معنى وجداني جداً!.. فقلوبنا مثل الريشة التي تكون في مَهب الرياح؛ حيث أن الإنسان من الصباحِ إلى الليل يمر بحالات مختلفة بل ومتناقضة أحياناً؛ فهو: ساعة يفرح، وساعة يحزن.. ساعة يُقبل، وساعة يدبر.. ساعة يحقد، وساعة يحمل الحب للآخرين.. ساعة يضيق صدره، وساعة ينشرح صدره.. أي من الصباحِ إلى المساء، وهو في أمواج متلاطمة: موجة تقربه، وموجة تبعده!.. وذلك أشبه بإنسان ينتقل من قناةٍ فضائية إلى قناة أخرى، فالقلوب أيضاً تتحول من قناةٍ ضاحكة، إلى قناةٍ مُبكية، إلى قناةٍ راجية، إلى قناةٍ يائسة، إلى قناةٍ حيوانية، إلى قناةٍ شهوية، إلى قناةٍ غضبية، إلى قناةٍ سَبُعية.
ثانياً: معرفة سبب التقلبات..
إن القَلب في تَقلب مستمر، لذا فإن المؤمن ينظر إلى تقلبات قلبه.. فإن حَزنَ -مثلاً- يحاول أن يعرف: هل حزنهُ لا مبررَ له، أو لَهُ سبب؟.. لأن المؤمن بمجرد أن يحزن، يلجأ إلى العلاج وإلى الوصفة من التُراث المبارك.. فكما أن الإنسان يذهب إلى طبيب القلب عندما يضيق قلبه المادي، كذلك فإن القلب المعنوي أيضاً يضيق: فيرى الإنسان -مثلاً- حزناً فجائياً، رغم أن كل أموره ميسرة: الزوجة بجانبه، والمالُ في جيبه، والأولاد في سلامة، وإذا به يضيق صدرهَ أيما ضيق!.. هنا المؤمن يُدخل قلبه في المختبر؛ وهذا من أعظم المختبرات!.. فيبحث عن موجبات تلك الحالة التي من أسبابها:
١. التقصير في حق الغير.. إن المؤمن يبحث عن موجبات الضيقِ والحزن، إذ لعله أدخل حزناً على قلبِ مؤمن أو مؤمنة؛ فرَب العالمين يلفت نَظره لذلك الأمر من خلال هذا الحزن.. فالإنسان الذي يكون في حالِ سرور، ثم تأتيه موجة من الحُزن، وإذا به يتصل بزوجته -من باب المراقبة والمحاسبة- ويسألها إن صدر منه ما تكره.. وبالتالي، فإن هذا الضيق للمؤمن؛ هو نعمة!.. لأن رَب العالمين، أيقظهُ من سُباته!..
٢. المعصية.. إن الإنسان الذي يقوم بمعصية، كأن ينظر نظرة مريبة، فإن رَب العالمين يضيق عليه القلب؛ ليستغفر.. لذا المؤمن الذي يشعر بضيق أو بحزن، يعمل -كما يقال هذهِ الأيام- مسحاً ضوئياً على القلب، كي يكتشف موضع الخلل، وما الذي ارتكبه من معاصي في ذلك اليوم؟.. البعض إذا سقطَ كأس من يده على الأرض وانكسر، يقف هُنيئة يفكر: من أينَ أوكل؟.. لماذا هذا الكأس سقط في هذهِ الساعة؟.. أو لماذا سقط الصبي؟.. أو إن سقط وشُج رأسه، فإنه يتساءل: أنا كل يوم أمشي في المنزل مئات الأمتار، ولكن لماذا الآن عثرتُ وسقطت؟.. أي يبحث عن الموجبات، عندما يتعرض لأقل تمحيص.. فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ولربما ترك في افتتاح أمرٍ بعض شيعتنا ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فيمتحنه الله بمكروه، وينبّهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾.. لقد دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين يديه كرسي، فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه، فمال به حتى سقط على رأسه، فأوضح عن عظم رأسه، وسال الدم.. فأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بماء فغسل عنه ذلك الدم، ثم قال: ادن مني!.. فوضع يده على موضحته -وقد كان يجد في ألمها ما لا صبر له معه- ومسح يده عليها، وتفل فيها.. فما هو أن فعل ذلك حتى اندمل، فصار كأنه لم يصبه شيء قط، ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عبد الله!.. الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم، لتسلم لهم طاعاتهم، ويستحقوا عليها ثوابها…. فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين!.. قد أفدتني وعلّمتني، فإن أردت أن تعرّفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس؛ حتى لا أعود إلى مثله.. قال: تركُك حين جلست أن تقول: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فجعل الله ذلك لسهوك عما نُدبت إليه تمحيصاً بما أصابك.. أما علمت أنّ رسول الله (صلی الله علیه) حدثني عن الله -جل وعزّ- أنه قال: كل أمرٍ ذي بال لم يُذكر فيه بِسْمِ اللَّهِ فهو أبتر؟!.. فقلت: بلى بأبي أنت وأمي، لا أتركها بعدها، قال: إذن تحظى بذلك وتسعد).
ثالثاً: ماذا نعمل لتقليلِ تقلبات القلب؟..
إن هناك أموراً يجب على المؤمن إتباعها؛ كي يجعل نبضاتَ قلبه الباطني منتظمة، منها:
– مراقبة الروافد.. إن الذي يريدُ قلباً سليماً هذهِ الأيام يستعمل زيتاً نباتياً، ويتجنب الزيوت المُشبعة، والدهون الحيوانية، و..الخ؛ أي لابدَ أن يتجنب المواد المترسبة في الشرايين.. هذا الكلام بعينهِ يجري على عالم القلوب، والمؤمن يهمه هذا الأمر؛ لأن رأس مال الإنسان إلى الأبد هو القلب السليم.. فالذي يموت على القلب السليم، يُحشرُ في زُمرةِ إبراهيم (عليه السلام)؛ لأنّهُ جاءَ رَبهُ بقلبٍ سليم.. ومن حُشرَ في زُمرةِ إبراهيم، أيضاً حُشرَ في زمرة ولدهِ النبي محمد (صلی الله علیه).. فمن موجبات صحة القلب: مُراعاة، ورعاية، ومحاسبة الروافد!.. صحيح أن رَب العالمين جعلَ القلبَ معنوياً؛ فالإنسان لا يدري أين قلبه، ولا أين عقله، ولا أين روحه؟.. ولكن هُنالكَ ارتباطاً وثيقاً بينَ هذا القلب الذي لا يُرى، وبينَ العين التي ترى، وبين الأذن التي تسمع، وبينَ اللسان الذي يتكلم.. هنالكَ نظرية تقول: أنَ هذا المُخ الشحمي، هو عبارة عن برزخ؛ أي حلقة الوصل بين القلب الذي لا يُرى، وبين العين التي ترى.. حيث أن هناك ذبذبات عصبية تذهب من العين إلى المُخ، ومن المخ تذهب إلى مكانٍ ما، ومن ذلكَ المكان يتم الارتباط اللاسلكي معَ القلب.. وبالتالي، فإن القلب الذي لا يُرى، مرتبطٌ بهذا الدماغ.
أ- البصر: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (القلب مصحف البصر)؛ والمُصحف يعني الكتاب المُصحّف من الجلدِ إلى الجلد.. وعليه، فإن معنى كلامه (عليه السلام): أن بَصر الإنسان هو الذي يكتبُ في قلبه.. فالكتابُ في القلب، ولكن القَلم: في العين، وفي الأذن، وفي اللسان.. مثلاً: عندما يفتح الإنسان التلفاز؛ فإن القَلب يكتب ما يراه الإنسان بعينه.. ولهذا هناك اقتراح؛ ألا وهو: أن يكتب الإنسان فوق التلفاز حكمة؛ بدلاً من أن يضع وردة أو لوحة!.. هذه الحكمة هي عبارة عن الحديث المروي عن رسول الله (صلی الله علیه) الذي يقول فيه: (من أصغى إلى ناطق فقد عبده: فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ؛ فقد عبدَ الله.. وإن كان الناطق عن إبليس؛ فقد عبد إبليس).. فالبعض بحجة التثقف، يستمع للقنوات المُنحرفة فكرياً، فيوقع نفسه في شُبهة ربما لا يستطيع الخروج منها!.. فإذن، إن القلب مصحفُ البصر، وما يراه الإنسان ينعكس على فؤاده، يقول تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾.
ب- الأذن: يقول أمير المؤمنين (عليهِ السلام): (القلب ينبوع الحكمة، والأذن مغيضها)؛ أي كأن هُنالكَ نبعاً، وهذا النبع يَصبُ في مكانٍ ما.. فعلاقة القَلبِ بالأذن، هي كعلاقة النَبعِ بالحوض: أي هذا الحوض الباطني، تأتيهِ الحكمة من الأذن.. ولهذا المؤمن يكون حذراً في تصديق كل ما يتلقاه، يقول تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾؛ وقد فُسرَ الطعام هنا بالعلم من أينَ يأخذه.
ج- اللسان: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (القلب خازن اللسان)؛ أي المعلومات التي تأتي من خلال اللسان، تنعكس في القلب.. لأن الإنسان عندما يتكلم، يُرسخ المفاهيم والمعاني في رأسه.
الدرس العملي:
١. إذا أراد الإنسان أن يكون قلبه سليماً مُتزناً غَيرَ مُضطربٍ، عليه أن يتحكم في هذهِ الروافد، وخصوصاً الأذن.. حيث أن مُشكلة الأذن تختلفُ عن مُشكلة العين، وذلك لأن الإنسان الذي يمر على منظر محرم أمامه خياران:
أ- إغماض العين: أي بإمكانه أن يطبق جفنيه، ويدخل في مُناجاة معَ رَب العالمين؛ فلا يرى شيئاً.
ب- غض البصر: أي بإمكانه أن لا يُغمض عينيه، بل ينظر ولكن لا يرى شيئاً.
وبالتالي، فإن العين مشكلتها سهلة بالنسبة للمؤمن.. أما المشكلة فهي في الأذن؛ لأن الإنسان -أحياناً- يضطر للتواجد في أماكن فيها غناء محرم؛ كالطائرة مثلاً!.. هنا يجب التفريق بين السماع والاستماع، وهذا يصيب الإنسان بإرهاق؛ إذ كيفَ يكون الإنسان صادقاً في أنه في هذه اللحظة يسمع ولا يستمع؟!.. الصوت يَدخلُ في باطنه، وإذا بالقلب يتأثر بالظاهر؛ وهذا شيء قهري.. فإذن، علينا أن نتحكمَ في هذهِ الأعضاء الخارجية.
٢- إن الإنسان عليه أن يفرّق بين الجسم والقلب، حيث أن الكثيرين -هذهِ الأيام- يعتنون بأجسادهم.. فالمرأة إذا رأت آثار طفح جلدي، تذهب إلى أرقى المستشفيات، والرجال هكذا.. ولكن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (عظم الجسد وطوله لا ينفع، إذا كان القلب خاوياً).. هذهِ الأيام الرياضيون أخذوا عقول الناس، يقولون: هذا بطل في رفع الأثقال، وهذا هدّافٌ عالمي، وهذا سبّاحٌ، وهذا عدّاءٌ، وهذا يقفزُ في الهواء.. ولكن قيمة الإنسان ليست بهذهِ الأمور، كما يقول الإمام (عليه السلام)!.. فالإنسان من الصباح إلى الليل، كم يهتم بهذا الجسد؟!.. إنْ شم رائحة عَرقه، يسرع لغسل جسمه بالماء والصابون؛ ولكن من الصباح إلى الظهر؛ كم تتلوث روحه بالحرام: سواء من نظر محرم، أو كلام محرم، أو استماع محرم؛ ومع ذلك فإنه لا يُبالي!.. فأين سلامة القلب؟.. فإذن، إن كان القلب خاوياً، ليس هناك شيء ينفع الإنسان!..
رابعاً: ما الفرق بينَ القلب والروح؟..
إن هُنالك روحاً حيوانية، هذهِ الروح مسؤولة عن النبض، وعن التنفس، و..الخ.. فإذا نامَ الإنسان؛ هذهِ الروح تبقى في عملها، وهي آخر ما يخرج من بدن الإنسان ساعة الموت.. فالإنسان الذي يموت دماغياً هو: لا يعقل، ولا يشعر، ولكنّ جسمهُ الخارجي سالم؛ لأن فيه الروح الحيوانية.. ولكن الكلام ليس عن هذه الروح، بل عن العقلِ والقلب؛ لأن هذا هو الأساس.. فما معنى العقل، وما معنى القلب؟..
١. العقل: إن العقل هو الجهاز المُدرك، الذي يستقبل المعلومات ويُحللها؛ عندئذ يستطيع الإنسان فهمها.
٢. القلب: إن القلب هو الذي يُغلف الفكرَ بغلافٍ عاطفي: حُباً، وبُغضاً.
مثلاً: إن الإنسان المُدمن على التدخين أربعين سنة، فإنه مهما قرأ كتباً عن مضار التدخين؛ لن تؤثر فيه.. وهناك بعض الأطباء المختصين، وقد رأوا في المشرحة الرئة الفاسدة بسبب التدخين، ومع ذلك فإنه من أشره الناس في هذا المجال!.. والسبب في ذلك هو: محبته للتدخين، رغم أن العقل: قرأ، ودرس، وحلل، ..الخ.. ولن يُقلع عنه؛ إلا عندما يكرهه!.. ولا يكون ذلك إلا إذا عاهد الله -عز وجل- وأقسم على تركه؛ عندئذ يكرهه؛ لأن المخالفة بعد ذلك تعني نار جَهنم.
فإذن، إن المؤمن إذا أرادَ أن يعمل معقوله مفعولاً في الخارج، لابدَ أن يُغلف العقل بغلاف عاطفي.. فقد روي عن الإمام الصادقِ (عليهِ السلام) أنه قال: (… وموضع العقل الدماغ، ألا ترى أن الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغه!.. والقسوة والرقة من القلب وهو قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ﴾)؛ أي العقل في جانب، والقسوةُ والرقة معنيان عاطفيان؛ موضعهما القلب.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.