Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الضحك أو البکاء حالتان تنتاب الانسان المؤمن البکاء مما یحزن مما یُقلق والمؤمن لا یذرف دمعته لما لا یستحق دمعة المؤمن وقف علی الله ورسوله ولما یُعذر فیه الانسان، الانسان الذي یبکي لأقل موجب هذا علی الاقل بین الرجال لا یعد امراً ممدوحاً فلمؤمن اذا بکی یبکي لما هو راجح اما خوفاً من الله عزوجل أو حباً لا ینبقي أن ننسى أن هنالك الحب وهنالك الخشیة والخوف هذان عالمان، البکاء علی مصائب اولیائه یعود الی الله عزوجل ثانیا، وثالثا البکاء علی مصیبة یرجح فیه البکاء کفقد العزیز النبي صلی الله علیه وآله وسلم بکی لفقد ولده ولم یقل الا حقاً هذا بالنسبة الی البکاء.
واما بالنسبة الضحك ما یقابل البکاء لابد أن نتحدث في هذه النقطة ایضا المؤمن طبعا یضحك بمعنی یتفاعل في المواطن التي فیها ما یوجب الضحك ولکن ضحك المؤمن هو التبسم إن ضحك لا یعلوا صوته هکذا في روایات اهل البیت یصف المؤمن عندما یضحك لا یقهقه القهقهة صفة سلبیة اهل الغفلة یقهقهون المؤمن الآن لو وقع في غفلة وصدرت منه قهقهه ماذا یقول؟ امامنا الباقر علیه السلام یعلمنا نقول اللهم لا تمقتني یعني المقام مقام المقت یارب لا تمقتني علی ما صدر مني! المؤمن بامکانه أن یحول ابتسامته الی حسنة بعض الابتسامات مقدمة للنار کإبتسامة الاجنبیة امام الاجنبي أو العکس کم من المحرمات الکبری بدأت من ابتسامه، ولکن ابتسامة المؤمن في وجه اخیه المؤمن هذه حسنة طبعا کانت له حسنة لیس بمعنی حسنة بسیطه! یقول هذه حسنة یسجل في دیوان اعماله وانا اعتقد بأن المؤمن اذا رفع الحزن عن اخیه المؤمن هذا العمل من الاعمال الکبری لا اقول هذا العمل مثلا علیه حوریة أو ما شابه! مؤمن حزین کئیب له ما یقلقه بإبتسامة تدخل علیه السرور والله العالم انا رأيت في روایات اهل البیت مدحاً کثیرا لإطعام المؤمنین وولیمتهم من آثار الولیمة ادخال السرور علی من اولمت اذاً القضیة ليست الطعام القضية في قضية الاکرام واذهاب الهم من الصدر، الانسان الذي یضحك کثیرا ما هو جزائه؟ داوود علیه السلام یقول لسلیمان صلوات علیه یا بني ایاك وکثرة الضحك فإن کثرة الضحك تترك العبد حقیراً أو فقيرا یوم القیامه، الآن لماذا حقیرا؟ لئن الله عزوجل یُفهم في بعض الروایات أن الانسان في بعض الحالات یسقط من عین الله عزوجل ومنها الضحك من دون سبب، کان رجلا في المدینة بطال یضحك الناس اتفاقا هذه الایام بعض البطالین بعض المهرجین مطلوبون في بعض المجالس البعض یصطحب معه بطالاً مضحکاً لیسلیه في السفر هکذا، کان رجل في المدینة بطال یضحك الناس قال اعیاني هذا الرجل أن اضحکه أي من؟ یعني امامنا زین العابدین علیه السلام الآن الامام زین العابدین وارث احزان کربلاء مصیبة ابیه طبیعي هذا الوجود المبارك لا یمکن أن یضحك ضحكة البطالین! فمر وخلفه مولیان له فجاء الرجل انتزع رداء الامام من رقبته نزع رداء الامام من باب المطائبة والمضاحكة اراد أن یلفت نظر الامام بهذه الحرکة اللهویة لم یلتفت الیه الامام اتبعوه واخذوا الرداء منه رداء الامام اخذه مزاحاً یعني فقال لهم من هذا الذي اخذ ردائنا بلا مناسبه؟ انسان یمازح المعصوم وخاصة الامام زین العابدین بما له من الاحزان قالوا هذا رجل بطال یضحك اهل المدینة یبدوا هذا دیدنه، فقال علیه السلام قولوا له إن لله یوماً یخسر فیه المبطلون یکفي هذا التهدید سيأتي یوم من الایام یخسر فیه المبطلون وأنت يعني مبطل تعیش الخسارة في عمرك.
كلمة أخيرة هذه الایام واقعا حدیث ذو شجون بعض الناس في کبر سنه مغرم باللعب واللهو هناك بعض المدن في بعض البلاد اصلا اسمها منفر یقولون هذا مدینة الملاهي هو اسمه منفر المؤمن یجل نفسه من الذهاب الی هذه الاماکن الآن هذه الروایة لا ادري هل تنطبق علی المسرحیات الفکاهیة أم لا؟ انسان یذهب الی مکان یدفع مالاً ساعتان لیضحك اذا کان من شیعة امیرالمؤمنین امامه سید المتقین یقول وقروا انفسکم عن الفکاهات، الفکاهة للمؤمن بمقدار ملح الطعام نحن رأينا بعض المراجع الکبار ایضا یمزحون ولکن مزحتهم دقیقة في ساعة اما أن یجلس الانسان امام التلفاز ساعتین لیضحك یقول وقر نفسك الامام ما حرم ولکن یقول وقر نفسك عن الفکاهات ومضاحك الحکایات، في شهر رمضان المبارك القنوات الفضائية تتسابق في عرض الفکاهیات ومضاحك الحکایات ومحال الترهات عبارات جمیلة بعض الاماکن تُنقل فیه الترهات ما معنی الترهات؟ أي الامور الباطلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع واحدنا من الممکن أن یجرب کما یقال تجربته مجانیة اذهب الی مجلس البطالین والفکاهیین مثلا انظر الی ما یضحك في التلفاز ثم بعدها تعال الی المسجد تری في قلبك قساوة ما وراها قساوه! ترید أن تخشع في الصلاة فلا يأتيك الخشوع أنت الذي اوقعت نفسك في هذه الورطة امیرالمؤمنین صلوات الله علیه لم یحرم! المؤمن في بعض الامور یوقر نفسه یجل نفسه في أن یستمع للاباطیل من اصغی الی ناطق فقد عبده، إن کان ینطق عن الله عبد الله إن کان ینطق عن ابلیس فقد عبد ابلیس وفقنا الله وایاکم لئن نکون من عباده الصالحین.

اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.