Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

صلاة الأنبياء قبل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

بسم الله الرحمن الرحيم

هل الصلاة خاصة بالمسلمين؟

يعتقد البعض منا أن الصلاة فريضة إسلامية وهي من مختصات النبي الخاتم محمد (ص). إلا أن الذي يتبين لنا من خلال الآيات والروايات؛ أن هذه الصلاة كانت من أهم سماة الأنبياء منذ أن خلق الله آدم (ع) إلى النبي الخاتم (ص). لقد كان آدم (ع) من المصلين، وقد ورد في صحف إدريس (ع): إن الله أوجب صلاة العصر والمغرب والعشاء على آدم في اليوم الأول من إقامته على الأرض.

آدم وإدريس (عليهما السلام) من أول المصلين

وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال عن مسجد سهلة: (كَانَ بَيْتَ إِدْرِيسَ اَلَّذِي كَانَ يَخِيطُ فِيهِ)[١]ويتبين لنا من هذه الرواية أن إدريس النبي (ع) كان يصلي أيضا كما كان آدم (ع). أما نوح (ع) فقد جعل نوافذ لسفينته يدخل منها نور الشمس ليعرف بها أوقات الصلاة. ونبي الله صالح (ع) عندما طلب منه قومه آية قام فصلى ركعتين ثم أهوى إلى السجود، فتضرع، فلم يرفع رأسه من السجود حتى انشق الجبل بأمر الله وخرجت الناقة.

هاجس إبراهيم (عليه السلام) صلاة أولاده

وأما نبي الله إبراهيم (ع) جد نبينا (ص) قال: (رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ)[٢]؛ فكان هذا أول هاجس لنبي الله إبراهيم (ع)، أول هدف له من ترك هذه الذرية في واد غير ذي زرع. وقد مدح الله النبي إسماعيل (ع) في القرآن الكريم وقال: (وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ)[٣]. ومن هذه الآية نتعلم ضرورة دعوة الأهل والأولاد إلى الصلاة. إن بعض المؤمنين يصلي في أول الوقت ولا يذكر أهله بالصلاة؛ بل لابد أن يأمرهم بالصلاة ويصطبر عليها. ما المانع من أن تحاول إيقاظ زوجتك لصلاة الليل مثلا إن كانت راغبة بذلك؟

الأنبياء الذين أمرهم الله بإقام الصلاة

ثم إن الله سبحانه عندما يذكر إسحاق ويعقوب ولوط (ع)، يقول: (وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ)[٤]. هب أنك بنيت عشرات المساجد، فكل ذلك من فعل الخيرات؛ ولكن لا تنسى الصفة اللاحقة التي هي: إقام الصلاة . إن من أهم مشاريع المؤمن في هذه الدنيا إتقان الصلاة لا بناء مكان للصلاة وإن كان في ذلك خير كثير.

ما المراد من إقامة الصلاة؟

إن الفارق بين أصل الصلاة وبين إقامتها؛ كالفارق بين الخيمة المقامة وبين الخيمة التي على الأرض. هذه الخيمة على الأرض هي نفسها التي أقمتها؛ والصلاة بحاجة إلى إقامة وهي إجمالا: إتقانها ظاهرا وباطنا، من وضوء سابغ، وأذان وإقامة وتلاوة وركوع وسجود، وبالإضافة إلى ذلك التوجه القلبي.

صلاة شعيب والكليم (عليهما السلام)

وقد كان قوم نبي الله شعيب (ع) يستهزئون به ويقولون له: (أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ)[٥]؟ لقد كان من أهم صفات ومعالم شخصية نبي الله شعيب (ع) صلاته، ولهذا وضع القوم أيديهم على هذه الصلاة. ثم إن موسى (ع) كان من أولي العزم من الرسل، وكان كليم الله، ويدعي اليوم اليهود الانتساب إليه باطلا؛ إذ أننا نحن المنتسبون إليه حقا. فقد قال له الله عز وجل بعدما أُمر بخلع النعلين في جبل الطور: (إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ)[٦]. فهل بعد هذا يبقى شك في أهمية هذه الفريضة؟

ولقمان قد أمر ولده بالصلاة

لم يكن لقمان من الأنبياء؛ بل كان عبدا صالحا تلقى الحكمة، فكان مما أمر به ولده: (يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ)[٧]. وقد كان داوود (ع) يحكم بين الناس وكان يجعل يوماً لأمور الناس ويوماً للعبادة يصلي فيه قائما بعيداً عن أعين الناس. وسليمان (ع) الذي سُخرت له الرياح والذي أوتي من الملك ما لم يؤتاه أحد من العالمين باستثناء إمام زماننا (عج)؛ كان يصلي الصبح في الشام والظهر في بلاد فارس؛ لأن الرياح كانت مسخرة له.

لو لا الصلاة لما نجا يونس (عليه السلام)

وقد كان نبي الله يونس (ع) من المسبحين، فقد قال سبحانه: (فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ)[٨]، وقد قيل في معناه؛ أنه لو لم يكن من المصلين لبقي في بطن الحوت. فتدل هذه الآية على أنه كان يصلي في بطن الحوت صلاته التي أنقذته.

مريم وزكريا (عليهما السلام) واهتمامهما بالصلاة

ويقول سبحانه في كتابه بصورة غير صريحة أن مريم (ع) كانت من المصلين في قوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ)[٩]. أما بالنسبة إلى زكريا فالعبارة صريحة، وهو قوله تعالى: (فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٞ يُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ)[١٠].

وصية الله عز وجل لعيسى (عليه السلام)

وماذا قال عيسى (ع) في المهد؟ (وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا)[١١]. وفيما أوردنا من الآيات والروايات دليل على عظمة هذه الفريضة التي فرضها الله على جميع الأنبياء والأوصياء، ونختم بما روي عن الصادق (ع): (أَحَبُّ اَلْأَعْمَالِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلصَّلاَةُ وَ هِيَ آخِرُ وَصَايَا اَلْأَنْبِيَاءِ)[١٢].

[١] مستدرك الوسائل  ج٣ ص٤١٣.
[٢] سورة إبراهيم: ٣٧.
[٣] سورة مريم: ٥٥.
[٤] سورة الأنبياء: ٧٣.
[٥] سورة هود: ٨٧.
[٦] سورة طه: ١٤.
[٧] سورة لقمان: ١٧.
[٨] سورة الصافات: ١٤٣.
[٩] هناك آية هي صريحة في صلاة مريم سلام الله عليها وهو قوله عز من قائل: (يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ).
[١٠] سورة آل عمران: ٣٩.
[١١] سورة مريم: ٣١.
[١٢] دعائم الإسلام  ج١ ص١٣٦.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • يعتقد البعض منا أن الصلاة فريضة إسلامية وهي من مختصات النبي الخاتم محمد (ص). إلا أن الذي يتبين لنا من خلال الآيات والروايات؛ أن هذه الصلاة كانت من أهم سماة الأنبياء منذ أن خلق الله آدم (ع) إلى النبي الخاتم (ص).
Layer-5.png