Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

سيرة الإمام المظلوم حيا وميتا

بسم الله الرحمن الرحيم

ميلاد الإمام المجتبى (عليه السلام) في شهر رمضان المبارك

من المناسبات العظيمة في شهر رمضان المبارك هي مناسبة ميلاد إمامنا أبي محمد الحسن المجتبى سبط النبي الأكبر (ع). ذلك الإمام الذي يعلم الله ما أدخله من السرور على المنزل النبوي بميلاده. أما جده (ع) فهو رسول الله (ص) والأم فاطمة (س) والأب أمير المؤمنين (ع).

مظلومية الإمام المجتبى (عليه السلام) في حياته وموته

إن إمامنا المجتبى (ع) من الأئمة المظلومين حيا وميتا. فيعرف الجميع ماذا فعل أصحابه به؛ فقد طعنوه بخنجر، وخاطبوه بما لا يليق بإمامته. وعندما قبضه الله عز وجل واستشهد جرى ما جرى على جنازته الطاهرة ومنع من أن يدفن بجوار جده (ص)؛ فدفن في البقيع. ثم إننا لا نذكر الإمام المجتبى (ع) إلا في ميلاده وفي استشهاده: أما سائر أيام السنة؛ فليس هنالك ذكر يليق بشأنه، والحال أنه في العظمة كالإمام الحسين (ع) لقد وصفهما النبي الأكرم (ص) بوصف واحد فقال: (اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا)[١]، وقال (ص): (إِنَّ اِبْنَيَّ هَذَيْنِ رَيْحَانَتَايَ مِنَ اَلدُّنْيَا)[٢]، والكثير من الأوصاف المشتركة مما يعني أنهما عند الله في رتبة واحدة.

الإمام الحسين (ع) مأموم المجتبى (عليه السلام)

بل نزيد شيئا في هذا المجال وهو أن الإمام المجتبى (ع) لما كان متسلماً لزمام الإمامة؛ هل يُعقل أن الإمام الحسين (ع) كان يخالفه في الرأي أو كان له رأي مختلف عن أخيه المجتبى (ع)؟ بل كان مأموماً له كما كانا (ع) يأتمان بأمير المؤمنين (ع). لقد كان الإمام المجتبى (ع) إمام زمان الحسين (ع) ونحن نعلم في ليلة القدر تتنزل الملائكة على قلب ولي ذلك العصر. فهي في زمان النبي (ص) كانت تنزل عليه، وفي زماننا هذا على قلب إمامنا المهدي روحي له الفداء؛ فتخبره الملائكة بمقدرات زمانه. وهذه ميزة عظيمة للإمام المجتبى (ع) أن يكون إماماً ومن ضمن المأمومين في زمانه أخوه سيد الشهداء (ع).

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

من الكتب الجميلة التي ينبغي لكل مؤمن موال لأهل البيت (ع) أن يطلع عليه هو كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة. من الجدير بنا أن نطلع على مقامات الأئمة (ع) وفضائلهم التي وردت على لسان الآخرين من غيرنا.أما فضائله التي وردت في كتب الخاصة؛ فحدث ولا حرج.

ثم إن ما تحتويه كتبنا وكتاب بحار الأنوار الذي يُعد أكبر موسوعة روائية عندنا في أكثر من مئة مجلد لا يعني أنها كل ما صدر عنهم, فهل حياة أئمتنا (ع) وأقوالهم في قرنين ونصف القرن التي عاشوها في هذه الأمة لا تُمثلها هذه الكتب ولا تعكس لنا من خطبهم ومواعظم في جلواتهم وخلواتهم إلا النزر القليل. لقد بدد الظالمون الكثير من هذا التراث وضيعوا معالمه. إن ما وصلنا من تاريخ الإمام المجتبى (ع) وسائر أئمة أهل البيت (ع) هو نزر يسير جداً من كلماتهم. وهذه من الظلامات التي تعرضوا لها أئمتنا (ع)؛ حيث أن التاريخ والرواة لم ينصفوهم.

الاتصاف بصفات الأئمة (عليهم السلام) وألقابهم الشريفة

ما المانع من أن نطلب من الله المدد ثم نعاهده على التأسى بكل إمام في لقبه على الأقل؟ إن لهم من الصفات التي وردت في الزيارة الجامعة ما لهم ولكن لنتأسى فقط بما اشتهر به كل إماما من لقب. إن كل إمام هو مجمع الفضائل؛ فالإمام موسى بن جعفر (ع) هو الكاظم، وهو الرضا، وهو الجواد، وهو الهادي؛ ولكن لظرف ما قد برزت صفة كظم الغيظ أكثر من غيرها وكذلك الأمر في الإمام الجواد (ع) والرضا (ع) الذي هو مظهر الرضا بقضاء الله وقدره.

الكرم والحلم من صفات الإمام المجتبى (عليه السلام)

هناك صفتان مميزتان في الإمام المجتبى (ع) بحسب ما ورد في النصوص التي وصلتنا. فأولا: هو كريم أهل البيت (ع). إن كرم الإمام الحسن (ع) مما تناقلته الأخبار. ثانيا: حلمه. ما هو هذا الحلم الذي يجعله يستضيف امرأة شركت في دمه؟ إن الإمام (ع) بإذن الله عز وجل يعلم ما يجري في ليلة القدر حيث تتنزل عليه المقدرات. وهذا يعني أنه في السنة التي استشهد فيها كان قد أخبر بقتله وبقاتلته؛ ولكن هل سمعتم في التأريخ أن الإمام أساء المعاملة مع هذه المرأة؟ ولو كان الإمام سيء الخلق لنقلت ذلك هذه المرأة التي لم تتورع عن قتله.

دور التغافل في الحياة الزوجية

علينا أن نتأسى بإمامانا (ع) في التعامل مع زوجاتنا؛ فزوجاتنا مهما يلغن من السوء؛ لا تصل إحداهن إلى هذه الدرجة. قد تقول: إن أوضاع الدنيا وطبيعة الحياة، والبيئة، والمجتمع قد تضطرنا أحيانا إلى أن نخرج عن طورنا. فأقول: أين كظم الغيظ؟ إن لم تكن حليماً فتحلم؛ فالطبع يتكون بعد التطبع. إن لم تكن غافلاً فتغافل، وإلى آخره. إن هذه الملكات العليا تبدأ من نقطة وهي أن تتكلف هذه الصفة إلى أن تُصبح طبيعة لك.

[١] بحار الأنوار  ج٤٣ ص٢٩١.
[٢] الإرشاد  ج٢ ص٢٨.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • هناك صفتان مميزتان في الإمام المجتبى (ع) بحسب ما ورد في النصوص التي وصلتنا. فأولا: هو كريم أهل البيت (ع). إن كرم الإمام الحسن (ع) مما تناقلته الأخبار. ثانيا: حلمه. ما هو هذا الحلم الذي يجعله يستضيف امرأة شركت في دمه؟
Layer-5.png