سلبيات كثرة المال

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة عن کثرة المال وکیف أن المال اذا صار کثیراً بطبعه مشغل الا من عصمه الله اذاً طبیعة الانسان في خسر طبیعة الانسان خُلق هلوعاً طبیعة الانسان إنه جزوع وطبیعة الانسان أن المال الکثیر یلهیه هذا هو الطبع الاولي، هذه الآیات الأربع اجعلوها علی بعضها البعض تؤكد هذه الحقیقه؛ ألهکم التکاثر التکاثر یلهي فرق بین انسان عقیم لا ذریة له وبین انسان یمشي وخلفه العشرون من الولد طبیعي هذه الکثرة موجبة للالهاء واُؤكد علی کلمة موجبة یعني فیها قابلية لا علة تامة لیست کالنار والحرارة القضیة يعني مهیئة لقضیة الألتهاء ویل لکل همزة لمزة الذي جمع مالاً وعدده ذرني ومن خلقت وحیدا وجعلت له مالاً ممدودا والذین یکنزون الذهب والفضة ولا ینفقونها في سبیل الله فبشرهم بعذاب أليم اذاً هذه الآیات الأربعة تشیر الی هذه الحقیقة أن المال اذا زاد طبیعة بني آدم أنه یلتهي بذلك المال الحل ماذا؟ أن تسأل الله عزوجل الکفایة هذه هي الحالة الطبیعیة لا هو فقر یحوجك الی الغیر ولا هو غنیً یلهیك عن الله عزوجل ولکن کما یقال في عرف القوانین تبصرة تتمة قل یارب انا ارید أن أعبدك لا أرید مالاً یلهیني ولا فقراً یشغلني ولکن إن کان ولابد من ذلك كتبت لي مالاً وفیراً وفقني لإنفاقه في سبیل الله یعني وفقني لأمرين اولا اجعل في قلبي حب الأنفاق لا تجعل هذا المال قیداً علی قلبي وثانیاً هيئ لي مورداً ترضاه بعض الناس رأيناهم یرید الخیر ایضا لا یصیب الهدف یعطي المال هنا وهناك ولا نری له کذا أثراً في المجتمع ولعل السر من المال الذي يأتي من غیر الحلال حتی لو اُنفق في الخیر یصبح مسجداً مهجوراً هذا المسجد قد یُهدم في ظرف من الظروف حتی خیره لا یدوم اذاً سل الله عزوجل أن یعطیك التوفیق للإنفاق إن أعطاك مالاً وفیراً.
هناك أکثر من روایة تجعلك تخاف من کثرة المال اعتقد أن هذه الروایة کافیة لمن ألقی السمع وهو شهید ولا کثر ماله الا أشتد حسابه هل من الأنصاف فقیر مؤمن لا یجد قوت یومه هذا یُحاسب یوم القیامة كغني مؤمن مترف؟ هذا المال الزائد فیه حساب ایضا طبعا الآن اذا لم یعطي الواجب فیه عقاب واذا لم یعطي المستحب فیه عتاب الفقیر الذي لا زائد له عن مئونة السنة لا خمس علیه اذاً عقاب ترك الخمس مرتفع عنه وعتاب عدم الأنفاق ایضا مرتفع یقول یارب أنت تراني لا أجد قوت يومي إن لم أصل جاري رحمي لا عتاب علي اذاً المؤمن الفقیر الذي لا یجد فائضاً لا یُطالب بواجب ولا بمستحب ولکن الغني هذا المعنی یقع في حقه الآن بالمناسبة في تتمة الروایة ولا کثر تبعه الا کثر شیاطینه هناك قسم من الناس یقال عنه في عرفنا أنه انسان اجتماعي له عشرات الأصدقاء هذا لا یُغبط یذهب الی مجالسهم هذا یغتاب غیبةً هذا تهمةً هذا نمیمةً شیاطین اصدقائه ینضمون الی شیطاینه ما لك وهذه الکثرة ما لك وهذا الجمع؟ أنت ما غلبت شیطان نفسك تريد أن تضم الیهم شیاطین الناس ایضاً العبارة دقیقة ومخیفة ولا کثر تبعه الا کثر شیاطینه، من أصحاب النبي الذي کان معروفاً بالزهد وترك الدنیا بل کره الدنیا ذلك الذي کان من حواري امیرالمؤمنین ایضا من هو؟ أبوذر الغفاري کان معروفاً بالزهد وترك الدنیا بُشر بغنم له قد ولدت فقال أباذر أبشر فقد ولدت غنمك وکثرت فقال ما یسرني کثرتها یعني هذا الخبر لیس بخیر سار الآن غنمة غنمتان عشرة یستسهل السیطرة علیها ولکن الغنم اذا زاد عن حد یحتاج الی رعایة یأخذ من جهد الانسان قال فما قل کفی أحب الي مما کثر وألهى انا أبوذر ما لي وکثرة الغنم ارید أن اتفرغ لعبادة ربي هنیئاً له معنی کلامه، أبوذر کانت له خلوات نقبطها مع رسول الله هنیئاً لهذا الصحابي کان من خیار اصحاب النبي وامیرالمؤمنین ومات في الربذة وحدة یقول خرجت لیلة من اللیالي فإذا رسول الله یمشي وحده ولیس معه انسان فجعلت أمشي في ظل القمر یا لها من لیلة لیلاء رسول الله في ظلمة اللیل في ظل القمر یمشي في مکان لوحده أبوذر يمشي من بعید المهم لم یکن یرید أن یزاحم النبي یقول فظننت أنه یکره أن يمشي معه أحد راعی الأدب واذا بالنبي یقول من هذا؟ قلت أبوذر جعلني الله فداك قال یا أباذر تعال لو لم یکن أبوذر أهلاً لما جعله النبي معه في جوف اللیل في هذا المکان! قال إن المکثرین هم الأقلون یوم القیامة الا من أعطاه الله خیراً فلنفح منه بیمینه وشماله وبین یدیه وورائه وعمل فیه خیراً ما معنی الروایه إن المکثرین هم الأقلون؟ الذي أفهم من الروایة أن اصحاب المال الکثیر هم الأقلون بمعنی المتمیزین یوم القیامة سیاق الروایة هکذا المکثرین هم الأقلون الا من اعطاه الله خیراً وعمل فیه خیراً یعني اصحاب کثرة المال إن کانوا من هذا الصنف هم الفائزون ولکنهم الأقلون عدداً.
تتمة الروایة خارجة عن الموضوع ولکن فیها نفحة یقول مشیت معه ساعة فقال لي إجلس ها هنا أجلسني في قاع حوله حجارة فأنطلق في الحرة حتی لم أره وتواری عني النبي أکمل عبادته في تلك اللیلة بعد أن ترك أباذر.
ایضا من الروایات الملفتة في هذا الباب طلبت فراغ القلب فوجدته في قلة المال ترید فراغ القلب وترید أن تکثر من أموالك طبیعة المال قلنا ملهیة فعلیه من یرید فراغ القلب ایضا یجد هذا المعنی في قلة المال.
روایة أخيرة الامام الصادق علیه السلام روي عنه ما کثر مال رجل قط الا عظمت الحجة لله تعالی علیه قلنا قبل قلیل روایة ماذا قالت؟ أشتد حسابه هنا أقول عظمت الحجة لله تعالی علیه یعني معصیة الغني تختلف عن معصیة الفقیر الغني الذي أعطاه الله عزوجل لو عصی ربه کأنه یقال ما لك تعصینا وفتحنا لك باب الخیر؟ الامام الصادق علیه السلام یقول فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فأفعلوا أرفعوا الحجة يعني رب العالمین یوم القیامة یحتج علیك اجعل لك جواباً ما هو الجواب؟ قال بقضاء حوائج أخوانکم من أموالکم شکر هذه النعمة أن تساهم في قضاء حاجة الغیر لیس الخیر أن یکثر مالك وولدك ولکن الخیر أن یکثر علمك وأن یعظم حلمك وأن تباهي الناس بعبادة ربك، اذاً اخواني ملخص الکلام الذي ينبغي أن تصب علیه الأهتمام ما یبقی معك أبد الأبدین العلم معك في الدنیا في البرزخ والجنة حلمك معك في الدنیا والبرزخ والجنة هذا لصیق بك واما الغنم والاولاد والعقار وغیر ذلك کما یقال أمر منفصل عنك بالموت الکل ینفصل تذهب الی ربك وحیداً غریبا جئتمونا فرادی کما خلقناکم اول مره.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك ارحمنا برحمتك الواسعة لا تخرجنا من هذه الدنیا الا وقد رضیت عنا لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.