سكر العشق

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
القرآن الکریم دقیق في تعبیراته، هنالك کلمة حب في القرآن الکریم الذین آمنوا أشد حباً لله مشتقات الحب في القرآن متعددة ولکن في سورة یوسف هنالك اشارة إلی حب وقع بین بشر وبشر طبعا من جهة واحدة وهو حب زلیخا لیوسف التعبیر ما هو؟ التعبیر قد شغفها حباً، الحب شغفها أي دخل شغاف القلب ما هو شغاف القلب؟ حجاب القلب، الانسان لا یحب کل شيء هناك حجاب في قلبه انسان ینظر إلی اولاد الناس لیس ملزماً بحب اولاد الناس ولکن عندما ینظر إلی ولده حب الولد کأنه یشق حجاب القلب ویصل الیه، المؤمن العفیف یری النساء کثیر ولکن لا یعتني بهن زوجته المؤمنة تدخل حجاب قلبه قد شغفها حباً وهذا لا ضیر فیه زلیخا انما ذُمت لأنها شُغفت بیوسف أين یوسف وأين زلیخا هذا نبي أجنبي عنها ما لزلیخاء ویوسف؟ اما المؤمن والمؤمنة اذا کان طبعا کفئین هذا المعنی مقبول جداً، ولکن في تراث اهل البیت علیهم السلام اشارة إلی العشق وإلی الحب بالمعنی السلبي ایضاً انسان یحب ما لا ینبقي أن یُحب مثاله کما ذکرنا حب الأجنبیة امرأة أجنبیة عنك ولطالما یتفق بعض الناس وخاصة عند التداخل بین الرجال والنساء في العمل زمالة العمل وغیره انسان محصن متزوج یدخل في قلبه حب أجنبیةً لا یمکن أن یصل الیها لأنها متزوجة مثلا، هذا الحب ماذا تفسیره؟ سألت اباعبدالله علیه السلام عن العشق! هذا الحب الذي لا معنی له غیر مطلوب شرعاً فقال علیه السلام قلوب خلت عن ذکر الله فأذاقها الله حب غیره، اخواني انتبهوا جیداً اذا رأيتم عاشقا ذکروه بهذا الحدیث یقول قلوب خلت عن ذکر الله طبعا الذکر الذي یورث المحبة فأذاقها الله حب غیره؛ هنا الانسان هو أوقع نفسه في الفخ نظر إلی امرأة نظرة مریبة وهي نظرت الیه فحصل ما حصل لماذا رب العالمین یذیقه حب الغیر؟ هنا اخواني مبدءان في الواقع احدهم خطیر والآخر مبشر وهما التوفیق والخذلان؛ التوفیق أن یجمع الانسان رب العالمین بین الانسان وبین الخیر یهيء له المقدمات إن الله عزوجل اذا أراد بعبد خیراً قذف في قلبه حب الحسین علیه السلام أو حب زیارة الحسین لماذا البعض یشتاق إلی زیارة المشاهد والبعض لا یشتاق؟ هنا رب العالمین یوفق بینك وبین العمل والخذلان ایضا الانسان اذا خلی قلبه من ذکر الله ومن حبه یخذله ایضاً، انسان یقع في قلبه أن یذهب إلی مکان فیذهب واذا به یقع في حب من لا یجوز حبه اذاً رب العالمین یذیق البعض حب الأغیار من باب العقوبة أنسی رب العالمین یُنسي البعض ذکره نسوا الله فنسیهم، اذاً هذه نقطة.
قد تقول الآن کیف نجمع بین حب الله عزوجل وبین حب الزوجة والاولاد؟ المؤمن کلما زاد ایمانه زاد حبه لأسیرته هذه المرأة أسيره، هذا الحب یختلف عن ذلك الحب الاول، اولاً هذا الحب انعکس من محبة الله عزوجل اُحب هذه الزوجة لئن الله عزوجل أمرني بودها ومحبتها وجعل بینکم مودة ورحمه، هذه مودة من الله ومودة الأجنبیة من الشیطان فرق بین هذه المودة وبین هذه الموده! المودة اذا کانت من الله عزوجل لیس فیها خطر اولا لا تعلوا علی محبة الله، هو جعل المودة المودة منه مستحیل المؤمن یأتي علیه یوم یحب زوجته أکثر من حبه لله هذه من الله شعاع من محبة الله أين المحبة الشمس وأين شعاع الشمس حزمة من شعاع الشمس لا کل الشعاع، اذاً المحبة لا یغلب علی محبة الله عزوجل.
وثانیا هذه المحبة لا تدعوه إلی الحرام؛ مودة الأجنبیة تدعوه إلی النظر المحرم والحدیث المحرم ثم اللقاء المحرم ولکن من أحب زوجته لله ثم أمرته بما لا یرضي الله؛ أمرتا بالتبذیر والاسراف ایضا مستحیل یسمع کلامها هذا الحب لا یسلبه عقله ومنطقه اذاً هذا حب آمن ولیس فیه ما یُخاف منه.
الآن موجبات هذا العشق وهذا السُکر ماذا؟ هل للمرأة فقط؟ لا، الرواية تقول أن هنالك سُکر بخمس خمس روافد للسُکر منها الخمر! الخمر یُسکر الانسان ولکن لعل هنالك ما هو أشد من سُکر الخمر! الخمر یُسکر الانسان ساعة ساعتین سألنا بعض الذین یشربون هذا الحمر یقولون ساعات وینتهي یعود إلی وضعه ولکن سُکر الشباب السُکر بخمس الشباب والإمرة والمال والخمرة والعشق؛ خمس مصادیق للسُکر، الشباب طبیعي الشاب لا یفکر بمنطقه ولهذا ورد في خبر طریف یقول رأي الشیخ (یعني کبیر السن) أحب الي من جلد الغلام، الغلام فیه طاقة فیه عنفوان وشیخ کبیر السن له رأي حاذق هذا جالس مکانه والشاب یقفز هنا وهناك یقول رأي الشیخ أحب إلي من جلد الغلام، الذي له شاب جمیل یذکر له بعض النصائح أب کان في بلاد الغرب وأرتکب بعض الهفوات التي لا یعلم بها احد الا الله عزوجل الآن کبر في السن صار متقاعداً کما یقال انتهت السکرة وبقیت الفکرة هذا عندما یذهب إبنه لبلاد الغرب لا بأس یقول له بُني لیلة للسفر إياك وإياك أن تعمل ما عملته انا، قبل ثلاثین سنة ایام الشباب ذهبنا إلی بلاد الغرب ارتکبنا ما ارتکبنا نسیت وأنقض الأمر ما بقیت منها الا صور انتهی الأمر ما بقي الا الوزر طبیعي هذا الشاب ممکن والله العالم اذا أخذ الله بیده من الممکن أن یرتدع والإمرة امیر طبیعي الامرة الحکومة التسلط ولو علی مجموعة صغیرة بعض الناس یصبح رئیس قسم واذا به ینسی القواعد والقوانین یغضب بغیر حق ویعاقب بغیر حق، المال معروف سُکر المال ایضا والخمرة والعشق؛ أعتقد هنا المراد بالعشق یعني عشق النساء هذه خمسة روافد لماذا؟ للوقوع في هذا السُکر.
وأخیرا عن علی صلوات الله علیه اقرأ الروایة بلا تعلیق کثیر من الروایات المخیفة في هذا المجال؛ بعض الناس عندما یحب حراماً یرتکب الکثیر من المخالفات یقاطع اهله یخالف القانون یهتك الأحکام الالهیة یذهب في طریق ملتوي من عشق شیئاً أعشی بصره وأمرض قلبه؛ العین لا تری عندئذٍ لئن الغالب علیه ما هو بصدده فهو ینظر بعین غیر صحیح عینه لا تری الواقع ویسمع باُذن غیر سمیعة تقول یا فلان ماذا تعمل؟ ما تعمله هلاك الدنیا والآخرة ولکنه لا یسمع قد خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنیا قلبه؛ صلوات الله علیك یا امیرالمؤمنین کیف یصف المریض بهذه الامراض الخمس سُکر الشباب والحکم والمال والخمرة والنساء.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.