سفر الدنيا والآخرة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

المؤمن في کل حرکاته وسکناته یمشي علی وفق ما أمر به مولاه سفراً وحضراً الآن في الحضر الانسان له نشاطه تجارةً عملاً معاشرة لأهله الی آخره ولکن السفر وإن کان في السنة الانسان قد لا یسافر کثیراً عندما یسافر ماذا یصنع؟ علیه بآداب السفر، قلنا المؤمن یتأدب بالآداب سفراً کان أو حضراً بعض الناس في الوطن متقید بالصلوات في أوقاتها في المساجد مثلاً ولکن في السفر یخفف من صلواته الآن هو في المطار المؤذن أذن بإمکانه أن يصلي لا يصلي الا عندما یصل الی المقصد متأخراً زوجته ذات حجاب مطابق للشریعة لا بأس ولکن عند السفر تخفف من حجابها مثلاً الی دون المستوی الشرعي هو في البلد في هيئة حسنة زیه زي ايماني عندما یذهب یتزیی بزي لا يليق به کما یقال یخرج من ثیابه هذا ایضا غیر لائق هو بعین الله عزوجل سفراً کان أو حضراً هو بعین الله في الخلوة أو الجمع، من أهم آداب السفر أن لا یکون سفر الانسان في معصیة الله عزوجل! الذین یذهبون الی بلاد الغرب لفترة قصیرة علاجاً دارسةً هؤلاء بإمکان أحدهم أن یحفظ علی دینه ولو کان کالقابض علی الجمر! المشکلة في الذي یقیم في هذه البلاد والمشکلة لا له وإنما لأولاده لا لأولاده المباشرین لأحفاده في المستقبل یوم القیامة یُسئل الانسان عن هذه الذریة هو کان سبباً في أن یجعل نسله في بلاد الکفر الذي أقوله هذا التخویف من روایات اهل البیت لیس من عندنا، سأله أي الامام الصادق علیه السلام محمد بن مسلم عن الرجل یجنب في السفر فلا یجد الا الثلج أو ماءً جامداً یعني ماذا یعمل؟ الامام یقول هو بمنزلة الضرورة يعني لم یغتسل لأنه لیس الا الثلج أو ماء الجامد یعني ماذا یصنع؟ له حکم الضروره؛ ولکن تتمة الروایة یقول لا أرى أن یعود الی هذه الأرض التي توبق دینه لیس الکلام في الأنحراف لا یذهب الی بلد یخاف علی تکلیفه فکیف اذا ذهب الی بلد یسلب منه الایمان ویوقعه في المهالك! اذاً الامام الصادق إن کنت ترضی به اماماً وترضی بمن اذا لم ترضی به لا یسوغ لك السفر الی بلد یوبق دینك هکذا امامنا صلوات الله علیه وفي روایة أخرى عن اميرالمؤمنين لا یخرج الرجل في سفر یخاف فیه علی دینه وصلاته اذاً امامك ایضا یوصیك بهذه الوصیه.
اما الآداب الأخرى في السفر اذا سافرت مع قوم هناك بعض الآداب تأدب بآداب الشریعة بذل الزاد حسن الخلق لا تکن دقیقاً في الحساب بعض الناس یسافر مع الرفقة یوزعون الطعام علی بعضهم البعض یحاسبهم في الفلس والفلسین قل طعامكم في هذا السفر علي أو هذا الیوم علي لا تکن دقیقاً کن باذلاً للزاد کن حسن الخُلق المزاح في السفر مطلوب طبعا المزاح مطلوب دائماً المؤمن له مزاح لطیف ولکن یبدوا في السفر تعب السفر إرهاق السفر یربط الأجواء بالمزاح النبي الأعظم صلی الله علیه وآله یقید المزاح في غیر المعاصي لا یمزح استهزاء بأخیه المؤمن لا یمزح مزاحاً جارحاً، المؤمن في الوطن الآن لیس في سفر هل من الراجح أن یذهب الی مکان بعید في الوطن الی مکان هادئ لطیف لیستجن مثلا هل هذا فیه مانع؟ هذا لیس فیه مانع! ما یعبر عنه بالنهزة اتفاقا الامام الصادق علیه السلام عبر بهذا التعبیر دخل علیه عمر بن حریث وهو في منزل أخیه یعني الامام إتخذ مکاناً آخر فقلت له جعلت فداك ما حولك الی هذا المنزل؟ قال طلب النزهه ما المانع أرید أن أتنزه! طبعا فرق بین نزهة الامام نزهة هادفة یختلي مع نفسه بالعبادة وغیرها وبین من یذهب للنزهة للصید وغیر ذلك! المؤمن حتی في نزهته هادف.
کلمة أخيرة هنیئاً لأبي ذر؛ أبوذر من اصحاب النبي لیس من المعصومین ولکن وصل الی درجة الامام الباقر یصبح راویاً لأبي ذر یقول قام أبوذر عند الکعبة فقال انا جندب اکتنفه الناس عرفوا أنه هو أبوذر أخذ ینصح قال لو أن أحدکم اراد سفراً لأتخذ فیه من الزاد ما یصلحه، کلامنا کان في سفر الدنیا ننقل الکلام الی سفر الآخره! ترید أن تذهب شهراً الی بعض البلدان منذ فترة وتستعد فکیف بسفر الآخره؟ أبوذر أرشدهم دلهم علی هذا الطریق قالوا له أرشدنا یعني ماذا نعمل؟ فقال صم یوماً شدید الحر للنشور طبعا هذه عینة یعني هذا زادك للآخره! صم یوماً شدید الحر للنشور وحج حجةً لعظائم الأمور وصلي رکعتین في سواد اللیل وحشة القبور، علی الأقل يعني إجعل هذا المقدار من الزاد في دیوان أعمالك وأخيرا امامنا ماذا کان یقول امیرالمؤمنین؟ آهٍ من قلة الزاد وطول الطریق وبعد السفر وعظیم المورد.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك أنك على كل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.