- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
المؤمن یحتاج الی باطن هادئ خالٍ من موجبات التشویش القلب المشوش القلب المضطرب هذا لا یجد استقراراً في حرکته الی الله عزوجل، المشوش لا یتقن صلاةً ولا یرکز في مطالعة ویهیم حتی أن في نومه یعیش حالة الواکبیس والأضطراب الباطني اذاً القلب المشوش هذا القلب لا یکون محلاً للفیوضات الألهية ومن روافد التشویش کلامنا اللیلة في الروافد من هذه الروافد الحقد علی الغیر مؤمناً کان أو غیر مؤمن المؤمن لا یکون حقوداً متی یحقد الانسان؟ عندما یری من غیره إیذاءً اولا حدیثنا هذه اللیلة قد یکون مورد ابتلاء الکثیرین؛ اولا أنت تتصور أن غیرك أذاك والحال أنه ما کان قاصداً فرق بین الأيذاء الفعلي الفاعلي بین الایذاء القصدي والسهوي أحدهم لا شعوریاً أذاك بشيء لم یکن قاصداً أنت لست في قلبه لا تقل فلان أذاني قل صدر منه فعل أذاني إن أردت أن تکون دقیقاً بمثابة انسان له محل في السوق یأتي انسان ویفتح محلاً في قباله هذا قد یخسر في تجارته لا تقل فلان أذاني هو یترزق هو أمهر منك في التجارة في مقام العمل خسرت هو ما خسرك ما نوى أن يجعلك تخسر فعله یؤذيك ما لك وتقییم الفعل! انسان مثلا تدخل البیت تسلم علی الزوجة تجيب عليك بفتور هي بالها مشغول بشيء لها وعکة لم تخبرك بها اذاً لا تقل هي معرضة عني نعم لم تقصد الأعراض عنك انا حقیقتاً أرى بأن معظم الخلافات الأجتماعیة الأسریة وغیرها منشأها کثیر منها منشأه الوهن والشیطان ینفخ في النار کما تعلمون یجعلك تتوهم هذا المعنی ولهذا کثیراً ما یتفق أنك كنت متوهماً ایذاء أحد لك في مقام العمل تکتشف الخلاف فتستحي من نفسك اذاً اولا إدفع موجبات الحقد والتأذي وثانیا هب أنك قطعت أن فلاناً یقصد ایذائك لا تشغل نفسك بالغیر قل الله ثم ذرهم علاقتك بالبشر علاقة في الدنیا لا تجعل تأذيك بالغیر یشوش علی علاقتك بالله عزوجل کل من علیها فان هذا المؤذي یوم القیامة تراه في محکمة العدل الألهي إن لم تأخذ حقك منه في الدنیا دریهمات أو أمتار من الارض مثلا یوم القیامة تأخذ منه الحجج والزیارات إن کان مؤمناً وإن کان من اهل التار تعطیه من سیئاتك اذاً لماذا أنت مستعجل؟ لا تشغل بالك بالخصوم إن أمكنك هدایتهم اعمل والا أوکل أمرهم الی الله عزوجل.
الآن الروایات في هذا المجال الروایات كثيرة نقرأ بعضاً منها؛ الامام الصادق علیه السلام یبین لنا معنی واقعیاً المؤمن يغضب يتأذى یقول حقد المؤمن مقامه وهو جالس یتأثر لحظات وینسی المشکلة هذه صفة إيمانية لا تکن حقوداً أن تتأذى لدقائق تأذیاً بحق هذا من حقك ولکن لا تجعل الأذی مستقراً في باطنك یقول ثم یفارق أخاه فلا یجد علیه شیئاً رأيتم الصیبان یتنازعون یضرب بعضهم بعضاً بعد ساعة الطفل ببرائته یعفوا عن الطفل ونحن الکبار لا نعفوا یقول امامنا وحقد الکافر دهره وهو یعني الکافر هذا یحقد علیك دهراً المؤمن سریع الرضا متشبه بالله عزوجل في هذا الأمر، امیرالمؤمنین یقول إحترسوا من سورة الجمد والحقد والغضب والحسد الحسد والغضب والحقد له فورة كأمواج البحر إرکب الموجة الی أن تهدأ المؤمن اذا سکت من ساعته بعد ساعة لا یجد في قلبه غضباً وهذا مجرب الانسان متی ینتقم؟ متی یعمل المؤامرات علی الغیر کما یقال اذا کان حقوداً؟ الذي لا حقد له لا یفکر في الأنتقام من الغیر الامام یقول الحقد مثار الغضب الذي لا یحقد لا غضب له، الانسان الحقود لا یهدأ الا عندما ینتقم من الخصم الحقد نار لا تطفئ الا بالظفر ولکن أنى لك بالظفر بالخصم؟ حتی ملوك الدنيا لا یغلبون خصومهم مع ما لهم من القوة والعتاد والعدد لیس الحل أن تغلب كل الأعداء هذا لا تصل الیه اذاً من یرید أن یظفر بالخصم هذا یعیش الحقد الدائم لأنه لا یتغلب علی کل خصومه، قد یقول قائل هناك من يؤذيني تنهاني عن الحقد ماذا أصنع امامي انسان مشاکس وقد تکون هذه زوجة قد تکون رحماً اذاً لیس الحل دائما بالتجاوز امیرالمؤمنين یقترح أمراً یقول العتاب خیر من الحقد في قلبك شيء علي أخيك اولا الحل الأساسي أن تنسى أخاك في هذا المجال قل الله ثم ذرهم رأيت في قلبك قلیاناً أذهب وعاتب قل یا فلان صدر منك کذا وکذا هل کنت قاصداً أيذائي مثلا؟ لقنه الحجة والعذر ولهذا بعض المؤمنين له صفة جیدة یقول انا عندما أتأذى من أحد لا أضمر العداوة قلبي علی لساني أقول يا فلان لماذا صنعت کذا وکذا؟ الامام یقول العتاب کما قلنا خیر من الحقد هذه روایة عن الامام الهادي علیه السلام؛ امیرالمؤمنین له کلمة جمیلة واقعا کم امامنا ظُلم في حیاته ومماته رأس الحکمة وامام الحکماء یقول امامنا لیس الفخر کل الفخر أن لا تحقد هذه صفة أيمانية متعارفة في المؤمنين الکمال کل الکمال أن تنزع الحقد من قلب الغیر أن تعالج هذا المسکین أنت بحمدالله متعالي عن الحقد ولکن أخاك مبتلى أنقذه من الحقد الذي یحرقه یقول امامنا انما اللبیب من أستسل الأحقاد اللبیب یعني العاقل هو الذي یخرج الأحقاد من قلوب الغیر.
وأخيرا الذي لا یحقد اولا له منزلة عند الله عزوجل ومنزلة عند رسوله ومنزلة عند امام زمانه ومنزلة عند اميرالمؤمنين غیر الحقود محبوب وأخيرا هو یرتاح في الدنیا من أطرح الحقد استراح قلبه ولبه هذا الانسان کما یقال في تعبیر هذه الایام هذا الانسان ذو صحة نفسیة له عنده اضطراب وقلق همه في الأهداف العالیة لا في الدخول مع الخصوم.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر انك على كل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.