ركائز التوبة

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من وساوس الشیطان القاتلة والمدمرة للانسان وخصوصا العُصاة والیأس من رحمة الله عزوجل منطق البعض عندما یُکثر من المعصیة لسانه لسان ذلک ألذي یقول انا الغریق فما خوفي من البلل یعني ما دمت ارتکبت هذه الموبقة أقرنها بموبقة اخری انا تارک الصلاة مثلا اترک الصیام مثلا وهکذا، والحال بأن هذا المنطق منطق مرفوض شرعا اولا لکل معصیة ملفها، للصلاة ملف وللصیام ملف للنظر ملف وللسمع ملف، إن سقطت في هذه المادة انجح في المادة اُخری هکذا في المدارس، رأيت طالباً عاقلا یقول ما دمت رسبت في هذه المادة فلأتعمد الرسوب في المواد الاخری اذاً هذا منطق مرفوض اولا.
وثانیا باب التوبة مفتوح دائما وابداً الا أن یُشرک به، بحمدلله قل ما نسمع انساناً مسلما ارتد عن الدین وصار کافرا ولهذا اذا ظهر انسان بهذه الصفة یُصبح حدیث الساعة یقولون فلان صار کافرا هذه ظاهرة ملفتة، اذاً غیر الکفر رب العالمین یغفر الذنوب جمیعا، أل في اللغة العربیة اذا دخلت علی الجمع یفید العموم یغفر الذنوب، ورب العالمین تأکیدا ذکر کلمة جمیعا اذا ما بقي شیء من التردید، بالمناسبة نقول هناک قانون في قانون التجارة انسان یفتح محلاً تجاریا یری نفسه في خسارة وارد المحل أقل من تکالیفه ماذا یصنع؟ یغلق الباب یقول منع الضرر ربح في نفسه الا أن یکابر، انسان غیر عاقل یقول قلبي لا یطاوعني یبقی في خسارة دائمة، في عالم الذنوب الامر هکذا أن توقف الذنب الیوم خیر من أن توقفه غداً الکلام الکلام، مثال المحل لا تنسی، اذاً الذي عکف علی المعصیة دهراً من عمره هذه اللیلة یتوب خیر له من یوم غد، هذا المنطق انا الغریق فما خوفي من البلل منطق مرفوض جملةً وتفصیلاً.
الی متی تُقبل التوبة؟ في روایات اهل البیت قبل أن یُعاین، من تاب قبل أن یعاین أن یعاین الموت قبِل الله توبتة، في روایة نبویة ما لم یغرغر المیت قبل أن یموت هکذا یُزبد یصدر منه بعض الاصوات غرغرة الموت حشرجة الموت اجارنا الله وایاکم من سکراتة، اذاً قبل أن یعاین باب التوبة مفتوح یعني حتی لو کان في فراش المرض، لو اُصیب بمرض قاتل بعض الامراض مأیوس من علاجها لا بأس وأنت في حال المرض المأیوس استغفرالله عزوجل ومن هنا اتفاقا هذه من الطاف الله في حق البعض، البعض یموت فجأة في حادث سیر مثلاً لم یُصي ولم یستغفر ولم یتشهد وبعض الناس یُبتلی بمرض یقال أنت تموت بعد سنة في هذه السنة کم یعمل من الصالحات؟ اذاً بعض الامراض في ظاهرها یقال انه مرض خبیث وهو مرض مبارک للبعض طبعا، إن تدارک المواقف قبل أن یموت اذاً رب العالمین فتح باب التوبة.
نختمها بهذه الجملة؛ البعض عندما تقول استغفر من هذا الذنب یتلفظ بالاستغفار، امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یُعاتب یقول إن العبد اذا اصاب ذنباً یقول استغفرالله بالتحریک یُحرک لسانه وشفتة یرید أن یُتبع ذلک بالحقیقة، امیرالمؤمنین یقول أین الحقیقة؟ حرکة الفم واللسان ما أیسرها، ما المطلوب اذاً؟ امیرالمؤمنین وامام المتقین یعلمنا الاستغفار، التوبة علی اربعة دعائم کرسي بعمودین یسقط حتی بالثلاث یسقط لابد من أربعة ارکان ودعائم، ندمٌ بالقلب الندامة في القلب لا یعرفها أحد، بینک وبین الله عزوجل واستغفار باللسان القلب اذا ندم یُظهر الاستغفار! تسیئ في حق زوجتک أو العکس تندم تقول لها یا فلانة سامحیني هذه الکلمة ناتجة من ندم الباطن انتهی الامر الآن، وعمل بالجوارح، کنت تارک الصلاة ندمت جید استعفرت لا بأس ولکن عمل بالجوارح علیک أن تقضي ما فات واذا کانت علیک کفارة ترک الصوم عمدا علیک بدفع الکفارة ایضا هذه الندامة.
ورابعا وعزمٌ أن لا یعود بعض الناس بعض الشباب الی الصباح یسهر علی الحرام اذا طلع الفجر یقول استغفرالله واذا جنَ اللیل عاد لمعصیتة أي استغفار هذا؟ وعزمٌ علی أن لا یعود!
النبي الاکرم ایضا یفصل کلهم نور واحد امیرالمؤمنین ذکر کلاماً وللنبي کلامٌ التائب اذا لم یستبن علیه اثر التوبة فلیس بتائب، توبة اللفظیة لا تفع یُرضي الخصماء، أتلفت مال الغیر اکلت مال الغیر تقول استغفرالله، أرجع المال الی صاحبه ویُعید الصلوات النبي یضع یده علی الجزئیات ویعید الصلوات ویتواضع بین الخلق من مصادیق التواضع أن یقضي حوائجهم مثلا ویتقي نفسه عن الشهوات عزم علی أن لا یعود ویُهزل رقبتة بصیام النهار، أکلت في شهر رمضان الآن بادر بالقضاء والاستغفار، اللطیف بعض المؤمنین له مال بإمکانه أن یدفع کفارة اطعام ستین مسکیناً ولکن یُلزم نفسه بصوم شهرین متتابعین عن یوم واحد، أفطر یوما بعمد یضیق نفسه شهرین من صیام لیعیش هذه الحالة من الندامة.

اللهم ثبتنا علی الهدی والتقوی خلصنا من الذنوب ما ظهر منها وما بطن أبلغ سلامنا اللیلة وفي کل لیلة بلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد منه السلام والفاتحة مع الصلوات.