- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کلنا یعلم أن في غريزة بني آدم هناك القوی الثلاث الغضب والشهوة والوهم من سیطر علی هذا المثلث اضلاع هذا المثلث فقد توجه الی الکمال؛ التخلیة ثم التجلیة أو التحلية من کان أسيرا لغضبه أو لشهوته أو لوهمه هذا الانسان لا یصل الی الکمال.
الآن من مصادیق السیطرة علی الغضب أن نواجه اساءة الآخرین بالتعالي والتکرم الانسان عندما یُزعج عندما یُساء الیه في نفسه هکذا یری شعلة من الغضب وحقیقتا شعلة تحرق جوفه یرید أن ینتقم الآن مرة یکون الإنتقام شرعیاً السن بالسن القصاص الإنسان عندما یعتدی علیه یقتص منه اذاً في مقابل الإساءة هناك انتقام غیر شرعي العشائر في بعض البلدان المتخلفة في الغابة کما یقال یکیل الکیل کیلین یصفعه علی وجهه مثلا یجرحه یجرحه یقتله یقول کلاما غیر لائق هکذا یُنزل علیه أشد العقوبات هذا طبعا في دائرة الغضب السبعي هکذا یقولون الشهوة البهیمیة والغضب السبعي! ولکن هناك درجة اخری من الانتقام الشرعي الی هنا في الإنتقام الشرعي لا ملامة في البین ولکن حدیثنا اللیلة في الدرجة الثالثة وهو أن يرد الإنسان السيئة بالحسنة هذا مقام الکبار من عباد الله الصالحین وإن عاقبتم أذکر الآیات؛ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به لو زدت عن العقوبة لو زدت بالعقوبة أنت کنت معتدیاً ذاك ظالم وأنت ظالم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خیر للصابرین اذاً هناك المنتقم انتقاماً شرعیاً ولکن هنالك صابر والصابر له مقام عند الله عزوجل ما مقام الصابر؟ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي علیه لینصرنه الله فرق بین انسان ینصره القانون ینصره المحامي تنصره العشیرة وبین انسان رب العالمین وعده النصر! هنا اللام لام التأکید النون نون التأكيد لینصرنه الله، آیة اخری الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدی علیکم فأعتدوا علیه بمثل ما أعتدی علیکم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقین واتقوا الله جائت بعد فأعتدوا علیه ما معنی اتقوا الله؟ أي اجعل الله عزوجل رقیباً علیك، آیة اخرى وجزاء سیئةٍ سیئة مثلها فمن عفی وأصلح فأجره علی الله أي جزاء اعظم من هذا الجزاء؟ أنت اذا انتقمت تؤذي الخصم ولکن الآیة تقول فأجره علی الله فلا ترید الأجر؟ هذا الأجر للصابرین هذه الآیات في هذا المجال.
اما الروایات: امامنا الصادق علیه السلام یقول من أكرمك فأکرمه ذکرنا البارحة الإکرام بأمور ثلاث تشکره تدعوا له تکافئه بالمثل هذا الجزاء المماثل ولکن من أکرمك فأكرمه ومن استخفك فأكرم نفسك عنه انسان سفیه قال کلاماً لا یلیق لماذا تتنزل الی مستواه؟ أكرم نفسك عنه ولهذا یقال اذا اردت تغیض مسیئاً اذا کان المسيء یعلم ثقافة القرآن قل له سلاماً سلاما ماذا یفهم من هذه الآیه؟ أنه جاهل! واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، امامنا الصادق علیه السلام یقول من کافئ السفیه بالسفه فقد رضي بما اُوتي الیه حیث احتدی مثاله؛ انسان قال کلاماً سفیهاً أنت عندما ترد علیه یعني انا سفیه مثلك هکذا لسان الحال یعني كلامك هذا کلام وزین ولهذا انا بادرتك بالمثل والحال بأن المتکلم تقول عنه أنه سفیه لماذا السفیه یتکلم تغضب علیه اذا کان کلامه یستحق الغضب کلامه له وزن معنی ذلك ما عاد سفیهاً واذا کان علیك أن ترد عليه یعني هذا الانسان في مقام الرد له وزنه اذاً مکافئة السفیه بالإعراض عنه، امامنا صلوات الله علیه یقول من انتقم من الجاني أبطل فضله في الدنیاه وفاته ثواب الآخرة کظم الغیظ انسان یکظم غیظه یُفهم من بعض الروایات هذا المضمون رب العالمین یملئ جوفه نوراً ما کظمت الغیظ ماذا حصلت علی ماذا علی أي شيء؟ ولکن بکظم الغیظ تقربت الی الله عزوجل وبینت فضلك عليه انا اقول اتفاقا للمؤمنین اذا أردت أن تبین أن الطرف المقابل لا وزن له لا تتکلم معه أعرض عنه معنی کلام موقفك أنك أنت دون مستوی المواجهة معي انا اتکلم مع نظرائي أنت لست بنظير لي إذهب ولقد أمر علی اللئیم یسبني فمضیت ثمة قلت لا یعني اقول هذا لا يعنيني انا اذاً من أنتقم من الجاني أبطل فضله في الدنیا، صلوات الله علی امامنا زین العابدین طالما قلنا للإخوان الآن دعاء أبي حمزة الثمالي جيد طبعا هو دعاء من الامام زین العابدین لأجل البکاء والتوبة ولکن دعاء مکارم الأخلاق للتربیة لا للبکاء فقط بإمكان أحدنا أن يقرأ مناجات التائبین فقط یتوب اما في مناجات مکارم الأخلاق في هذا الدعاء نترقی ماذا یقول امامنا زین العابدین؟ طبعا في کل فقرة يبدأها بالصلاة علی جده حیث یقول اللهم صلي علی محمد وآل محمد وسددني لأن اعارض من غشني بالنصح الامام لا یقول أعرض عن الذي غشك یقول عارضه بالنصح واُجزي من هجرني بالبر واُثیب من حرمني بالبذل واُکافئ من قطعني بالصلة هذا في الأرحام یتفق کثیرا یزور الرحم المرة والمرتین لا یزوره یقاطعه یقول قاطعني فاُقاطعه هذا ذلة أن أزور من لا یزورني امامنا زین العابدین علیه السلام یعلمك عکس ذلك یقول واُکافئ من قطعني بالصلة وأخيراً واُخالف من اغتابني الی حُسن الذکر هذا یغتابني ولکن انا أذکره بخیر.
روایة أخيرة للذي يغلي في باطنه غضباً علی الغیر؛ امامنا الصادق يقول إن في التوراة مكتوباً التوراة الحقیقة عند اهل البیت لا عند الیهود! یقول یأبن آدم اذا طُلمت بمظلمة فإرضی بإنتصاري لك اجعلني محامیاً عنك إن الله یدافع عن الذین آمنوا لم؟ یقول فإن انتصاري لك خیر من انتصارك لنفسك! الطرف المقابل أذاك كثيراً تريد الإنتقام جید قل یارب أنت أنتقم منه فرق بین إنتقام جبار السماوات وبین انتقام مستضعف مثلك اذاً أوکل الأمر الی الله عزوجل یریك انتقامه في عدوك في الدنیا قبل الآخره.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابله عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.