رحيق العلوم

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
الحدیث عن العلم والتعلم، أحدنا من أول بلوغه إلی أن یموت یتعرض لمجالس العلم والتعلم وببركة منبر الحسین علیه السلام منذ أن قُتل الامام إلی یومنا هذا كم تخرجوا من هذا المنبر المبارك! مجالس الحسین علیه السلام في ختامها عَبرة ولكن قبل ذلك العِبرة هذه المجالس ینبقي أن تغتنم كیف؟ النبي الأكرم صل الله علیه وآله وسلم یُبین طبعا الروایة عن حفیده الامام الصادق علیه السلام قال له سائل یا رسول الله ما العلم؟ قال الإنصات؛ أوله الإنصات هذا أدب حضور المجالس البعض یجلس تحت المنبر وهو یحدث صدیقه مشافهةً أو بواسطة هذا الجهاز، هذا خلاف أدب المجلس قال ثم ماذا؟ قال الإستماع؛ الغریب أن البعض یستمع یجلس تحت المنبر صرف وقتة جاء من مكان بعید لعله في مكان بارد أو شدید الحر وهو لا یستمع لو سألته ماذا قال المتكلم؟ لا یتذكر جملة واحدة ما الفائدة من هذا الحضور؟ النبي الأكرم یقول الإنصات ثم الإستماع قال ثم ما؟ قال الحفظ كم تعلمت من العلوم؟ كم سمعت الروایات؟ أحدنا حضر المجالس أربعین سنة لو سألتة عن أربعین حدیث لا یعلم لا یحفظ كم سمعنا المواعظ القصص الروایات الآیات ما حفظناها ولكن نحفظ ما نحب! بعض الشباب هذه الأیام یحفظ أسماء الفرق الریاضیة بأفرداها إذاً هو یحب هذا الشيء ولكن العلم النافع هكذا
إذاً قال ثم ما؟ (یبدوا هذا الرجل هذا الصحابي له متابعة ) قال العمل به كنت منصتاً كنت مستمعاً كنت حافظاً الآن إعمل به، بالله علي وعلیكم نسبة العمل إلی العلم كم؟ كم نعلم وكم نعمل؟ عملنا أقل من العمل بكثیر! إذاً العمل به، البعض یظن أن القضیة إنتهت بدأنا بالإنصات وانتهینا بالعمل هذا الصحابي قال ثم ما یا رسول الله بقي شيء؟ قال نعم قال نشره، إذاً كنت مستمعا كنت حافظا كنت عاملا اُنشر هذا العمل، ذهبت إلی مجلس تعلمت كلمة نافعة اُنقل هذا الكلام لزملائك لزوجتك لأبنائك لا تكن بخیلاً، البعض مستواه العلمي والثقافي یختلف كثیرا عن أهله ولو نقل إلیه ما تعلمه فقهاً وغیره لكانوا في مستوی.
نختمها بروایة فیها تفصیل ولكنها روایة بدیعة جداً أنا رأیتها لأول مرة كم هذه الروایة مغیرة من مجری الحیاة!؟ الامام الصادق علیه السلام متمیز من بین أئمة اهل البیت بكثرة التلامیذ أحد تلامیذه أبو حنیفة ألذي یقول نعمان یقول لولا السنتان لهلك النعمان، كان في مسجد النبي له الكثیر من التلامیذ كما یقال، أحدهم سئله الامام قال أي شيء تعلمت مني؟ هذه المدة في محضرنا ما إلذي أستفدت؟ قلنا قبل قلیل حفظ العلم ما الذي حفظت مني قال یا مولاي ثمان مسائل أنا أخذت من كل علومك ثمان مسائل قال قصها علي لأعرفها ما الذي تعلمت مني؟ قال الاولی رأیت كل محبوب یفارق عند الموت حبیبه، تحب الزوجة تفارقك الاولاد یفارقونك المال هكذا فصرفت همتي إلی ما لا یفارقني بل یؤنسني في وحدتي وهو فعل الخیر فقال له الامام أحسنت والله هذه الاولی.
الثانیة رأيت قوماً یفخرون بالحسب وآخرون بالمال والولد ورأیت الفخر العظیم في قوله تعالی إن أكرمكم عند الله أتقاكم فأجتهدت أن أكون عنده كریما ما لي والسمعة! قال أحسنت والله.
والثالثة رأيت لهو الناس وطربهم الناس یطربون بالغناء وغیره سُكر، الرئاسة ایضا مطرب وسمعت قوله تعالی: (وأما من خاف مقام ربه ونهی النفس عن الهوی فإن الجنة هي المآوی) فأجتهدت في صرف الهوی عن نفسي حتی إستقرت علی طاعة الله تعالی فقال الامام أحسنت والله.
الرابعة رأيت كل من وجد شیئا یكرم عنده إجتهدت في حفظه، أحدنا یأتیه خاتم من الماس مثلا یحتفظه عنده یلبسه مثلا هذا عزیز عنده وسمعت قوله تعالی من ذا الذي یقرض الله قرضاً حسناً فیضاعفه له فأحببت المضاعفة فلم أری أحفظ مما یكون عنده فكلما وجدت شیئا یكرم عندي وجهت به إلیه أرسلته لله عزوجل فقال أحسنت والله.
الخامسة رأیت حسد الناس بعضهم للبعض في الرزق وسمعت قوله نحن قسمنا بینهم معیشتهم ما لك تحرص علی الدنیا، هو المقسم فما حسدت أحداً ولا أسفت علی ما فاتني فقال أحسنت والله.
السادسة رأیت عداوة الناس عداوة بعضهم لبعض في دار الدنیا هكذا النزاع رأیت أحداً یتنازع علی الصلاة في المسجد؟ أبداً یتنازعون في الاسواق وسمعت قول الله تعالی إن الشیطان لكم عدوٌ فأتخذوه عدوا فأنشعلت بعداوة الشیطان عن عداوة غیره هذا إلذي شغلني فقال أحسنت والله.
السابعة رأیت كدح الناس وإجتهادهم في طلب الرزق وسمعت قوله تعالی وما خلقت الجن والأنس إلا لیعبدون یعني هذا إلذي ینبقي أن تسعی فیه فأشتغلت بما له علي عما لي عنده ( العبارة فیها حكمة) إشتغلت بما له علي العبودیة عما لي عنده الرزق، وعدني بالرزق وما من دابة إلی آخره قال أحسنت والله.
وأخیراً رأیت قوماً یتكلون علی صحة أبدانهم وكثرة أموالهم إلی آخره وسمعت قوله تعالی ومن یتقي الله یجعل له مخرجا لا الصحة تنفعك لا المال ینفعك لا العشیرة تنفعك فأتكلت علی الله وزال إتكالي علی غیره كم الكلمات بدیعة! هنا الامام قال كلمة هنا لم یقل له أحسنت والله هذه الأخیرة قال والله إن التوراة والأنجیل والزبور والفرقان وسائر الكتب بقي شيء؟ ترجع إلی هذه الثمان المسائل كل دعوة الإنبیاء لتصل إلی هذه الأمور الثمانیة إذاً هذا الرجل حقیقتا كان عالما من بین تلامذة الامام الصادق علیه السلام.

إلهي بحق أولیائك بارك لنا فيما رزقتنا أفتح علینا فتحاً یسیر إجعل عواقب أمورنا خیرا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.