Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

دور الإمام المنتظر (عج) في إحياء الدين وتفسير القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

لواء لكل إمام يوم القيامة

إن الحديث عن الإمام المهدي (عج) حديث عن إمام سنحشر تحت لوائه يوم القيامة؛ فالأمم تُحشر تحت ألوية أنبيائهم وأئمتهم. إننا لا شك أننا نُحر تحت لواء النبي الأكرم (ص) فهو خاتم الأنبياء ونبي هذه الأمة (ع)؛ ولكن ما المانع من أن يكون لواء لكل إمام تحت لوائه الأكبر؟

نزول المقدرات في كل زمان على النبي وآله (صلوات الله عليهم)

وفي كل زمان إمام معصوم تتنزل عليه المقدرات، ويجري على يديه الخير. قد يستنكف البعض أو يستغرب من هذه الكلمة: (يجري على يديه الخير) ويرى فيها مبالغة. والحال أن الله سبحانه هو الذي يُجري مقدراته ويدبر أمور هذا العالم من خلال ملائكته؛ فقد نسب سبحانه التدبير إليها في قوله: (فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرࣰا)[١]. فالله سبحانه هو القابض للأرواح بالأصالة وذلك قوله:(ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ)[٢] ولكنه أوكل الأمر إلى ملك الموت عزرائيل فقال عز وجل: (قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ)[٣]. إننا نعتقد بأن الله سبحانه قد أعطى للإمام هذه الاختيارات. إننا نخاطب إمامنا قائلين: (السلام عليك يا إمام الإنس والجان) وكذلك هو إمام الملائكة بالتأكيد؛ بل إن الملائكة من خدامهم (ع). ومن الطبيعي أن يُجري الله عز وجل المقدرات على يد وليه.

التالي لكتاب الله عز وجل حقا

والإمام في كل عصر هو التالي لكتاب الله، لا بمعنى التلاوة المتعارفة، وإنما بمعنى الفهم الشامل؛ أما التلاوة المتعارفة فيقوم بها حتى الأطفال الصغار ويحفظ البعض منهم القرآن كله. إن الإمام (عج) هو المفسر لكتاب الله عز وجل وهو أعلم بمراد الله سبحانه من غيره لما ورد فيهم: (إِنَّمَا يَعْرِفُ اَلْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ)[٤].

هل علم النبي (ص) ووصيه أمير المؤمنين (ع) هو كعلم المفسرين؟ إن للقرآن الكريم ظاهر هو اللسان العربي المبين وباطن لا يسبر غوره إلا النبي والوصي. أين فهم العلماء من فهم النبي وآله (ص) لكتاب الله عز وجل؟ هب أن العلماء يعرفون ظواهر القرآن الكريم؛ فما هم صانعون في قوله تعالى: (الم)؟ ولذلك يقول البعض منهم في تفسير هذه الآيات: الله أعلم بمراده؛ أي لا رأي لدي. هل ينزل الله سبحانه في كتابه الخالد فقرة لا يُعرف معناها؟ لقد أراد سبحانه أن يبين للناس ما في هذا القرآن من رموز وإشارات وألغاز لا يحلها إلا من خوطبوا بالقرآن الكريم.

لابد من تفسير القرآن من جديد

إن من مهام إمامنا في زمان الغيبة؛ أن يفسر مبهمات القرآن الكريم، والآيات المتشابهة والرموز القرآنية القرآن. إن أقصى ما يصل إليه العلماء أن يكشفوا عن ظاهر القرآن الذي فيه من البطون ما فيه. ولذلك عنما يأتي الإمام (عج) ويكشف لنا عن مكنون هذا الكتاب، يظن البعض أنه قد أتى بكتاب جديد. ونحن نقرأ في زيارة آل ياسين: (اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اَللَّهِ وَ تَرْجُمَانَهُ)[٥]

عندما يجد الإنسان كتابا بلغة لا يعرفها، يبحث عن مترجم لفهم ذلك الكتاب. إن لإمامنا (عج) هذا الدور الذي سيلعبه عند الظهور؛ وهو ترجمة القرآن الكريم بطريقة كأننا كنا نقرأ القرآن بلغة أخرى. إن القرآن الكريم وإن كان قد نزل باللغة العربية إلا أننا لم نستوعب معانيه جميعها، ولا نريد أن نبالغ ونقول: إننا لم نفهم منه شيئا وإن الإمام (عج) هو الذي سيعيد شرحه وتفسيره وترجمته.

دور الإمام الحجة (عجل الله فرجه) في إحياء الدين

إن في القرآن إشارات ورموز لا يعرفها إلا إمامنا (عج). إن المعصوم في كل زمان هو عدل القرآن الكريم لما ورد عن النبي (ص): (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)[٦]؛ فالقرآن عدل المعصوم والمعصوم عدل القرآن.

إن من أكبر الإنجازات لإمامنا (عج) في زمن الظهور؛ إرجاع الدين غضاً طرياً، فبيننا وبين النبي الأكرم (ص) قرون وقرون والروايات التي يعمل على ضوءها الفقهاء هي روايات نحتج بها يوم القيام وهي صحيحة ورواتها ثقة بحسب الظاهر؛ ولنكن الإمام في زمن الظهور يدع كل ذلك جانبا ويعلم بعمله اللدني. فهو (عج) يعلم ما قاله جده المصطفى (ص)، ويعلم ما روي عن أمير المؤمنين (ع) حقاً.

إن إمامنا هو هو الترجمان للقرآن والمصحح لروايات أجداده، بالإضافة إلى أنه هو مصدر العلم ومنبعه من خلال النقر في القلب أو الإلهمام من عالم الغيب أو ما شابه ذلك. ولهذا عندما نسأل الله عز وجل بتعجيل الفرج؛ نسأله لكي نصل إلى هذا المعين العذب الذي لم يتغير.

[١] سورة النازعات: ٥.
[٢] سورة الزمر: ٤٢.
[٣] سورة السجدة: ١١.
[٤] بحار الأنوار  ج٤٦ ص٣٤٩.
[٥] بحار الأنوار  ج٩١ ص٢.
[٦] اثبات الهداة  ج٢ ص١٨٩.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • وفي كل زمان إمام معصوم تتنزل عليه المقدرات، ويجري على يديه الخير. قد يستنكف البعض أو يستغرب من هذه الكلمة: (يجري على يديه الخير) ويرى فيها مبالغة. والحال أن الله سبحانه هو الذي يُجري مقدراته ويدبر أمور هذا العالم من خلال ملائكته، والإمام فوق الملائكة؛ بل هو إمامهم.
Layer-5.png