- ThePlus Audio
دورالميوعة في تأجيج الشهوات
بسم الله الرحمن الرحيم
الانحرافات الجنسية ودور الميوعة في إيجادها
إن موضوع الانحرافات الجنسية، كان ولا يزال من الملفات الساخنة في حياة الإنسان الذي أودع الله فيه غريزة الشهوة، ضماناً لبقاء النسل البشري. إلا أن الإنسان الظلوم الجهول، حوّلها إلى هدفٍ بدلاً من وسيلة، فلم يعد للبعض شغلٌ شاغل إلاّ العمل بما تقتضيه هذه الغريزة، وكأنها الشيء الوحيد الذي خُلق من أجله.
لقد حارب الإسلام بشدة حالة الميوعة الأخلاقية، وخاصة لدى الأنثى التي تمتلك قدرة غريزية في جذب الجنس المخالف. وقد بين ذلك الإمام علي (ع) عندما مَرّتْ امرأة جميلة بأصحابه، فرمقوها بأبصارهم فقال: (إِنَّ أَبْصَارَ هَذِهِ اَلْفُحُولِ طَوَامِحُ).[١]
لماذا نهى الإسلام عن تبرج النساء؟
إن الإسلام عندما أمر المرأة بعدم التبرج، وعدم الظهور بشكلٍ مثير في المجتمع وكأنها البرج في التميّز وجلب الانتباه، أمرها بالمقابل بتلاوة آيات الله والحكمة، فتكون بذلك عنصر إشعاع فكر واستقامة في البيت الزوجي، بدلا من أن تكون عنصر استغلال واستثمار بيد الرجال.
عناصر الإثارة في قصة النبي يوسف (ع) مع زليخا
إن القرآن الكريم يشير في سورة يوسف إلى عناصر الإثارة التي هيأتها زليخا في قصر العزيز من : المراودة؛ أي الطلب برفق ولين ومن ثم تغليق الأبواب، لتحقق الخلوة المثيرة، والأمر بقولها: هيت لك وهو بيان لشدة حاجتها لما تريد. وفي المقابل بين سبحانه عوامل الاستقامة عند يوسف (ع) من قبيل: الاستعاذة بالله تعالى أولاً، فإن فتنة النساء فتنة عسيرة، ثم التذكر بأنه في قبضة الله تعالى الذي أحسن مثواه؛ إذ ليس من الإنصاف أبداً مواجهة المنعم بمخالفة أوامره ونواهيه، وهو الذي إليه المصير بعد فناء الدنيا بما فيها من شهوات.
عندما يصل القرآن الكريم إلى مسألة الشذوذ الجنسي التي اشتهر بها قوم لوط (ع) يسجل لنا موقفا يستجلب الانتباه والتفكير، حيث يقسم بحياة النبي (ص) وعمره: أن هؤلاء يعيشون حالة السكر والتحير في الحياة، وأي سكرٍ وخبلٍ أعظم من أن يُعامل الانسان مجرى القذارة، معاملة موضع الحرث والنسل..! ولهذا كانت عقوبتهم أن أصبحت قريتهم عاليها سافلها، لأنهم لم يستحقوا الحياة على ظهرها.
أثر الممارسات الجنسية الخاطئة على نفسية الشباب في المستقبل
إن ممارسة بعض صور الفحشاء القبيحة عند الجنسين في سنوات المراهقة، تحدث شرخاً في النفس، يجعل صاحبه يشمئز من نفسه بعد مضي سنوات الرشد. ومن هنا لا ينبغي إتاحة الفرصة للمراهقين لممارسة الأمور التي تبقى تبعاتها النفسية إلى آخر حياتهم، ومع ذلك ينبغي التذكير دائما بعدم اليأس من رحمة الله تعالى.
فقه التعامل مع الأجنبية
إن الذي يبتلى بالتعامل القهري مع الجنس الآخر في العمل وغيره، عليه أن يلتفت إلى فقه التعامل مع الأجنبية أو الأجنبي بكل حدوده: من قبيل تجنب الخلوة المريبة وعدم الاسترسال في الكلام الذي لا ضرورة له وعدم الظهور بمظهر الإثارة والفتنة، فإن الضرورات تتقدر بقدرها.
مصيبة الإنترنت
إن من مصائب التعامل مع شبكة الإنترنت، هو الوقوع في شباك المواقع التي تلهب نار الشهوة في النفوس، من دون وجود ما يخمد تلك النار. فالإثارة متحققة في أوجها، بينما الإشباع الحلال يكاد يكون معدوما؛ فما عساها أن تكون النتيجة غير الكبت أو الاندفاع نحو الحرام بكل صوره؟ وفي هذا السياق ينبغي أن نسأل أنفسنا: ما الداعي لتضييع لحظات العمر في المحادثة التي لا تخلو في حالات كثيرة إما من: اللغو، أو من مقدمات تجر الإنسان إلى حديث شهوي محرم؟