دروس وعبر من قصة مريم (ع) – الجزء 01

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

القرآن رب الكلمات ورب المعاني واما من حيث المشاعر فمن ألذ الذائذ هذه الوقفة الشعورية ما كانت تقوم فاطمة في جوف الليل اميرالمؤمنين عليه السلام ليلة العاشر سمعتم المصيبة كانت لهم دوي كدوي النحل بين تلاوة لكتاب الله عزوجل وبين صلاة بين يدي الله يعني لذة أدراكية ولذة قلبيه الانسان اذا صارت هاتان اللذاتان متاحة له الحياة تتحول الى جنة تصور انسان في السجن السجن محل العذاب والشقاء ولكن لو وجد سجين انسه بكتاب الله والعبادة السجن يتحول الى بستان امامنا موسى بن جعفر عليه السلام شكر الله على نعمة الفراغ يوسف عليه السلام يقول رب السجن أحب الي في قصر زليخا زليخا وما معها ولكن في السجن خلوة مع الله عزوجل فكيف اذا كان الانسان في اسرة مستقرة زوجة مؤمن ذرية طيبة حياة الكفاف حياة المشاعر كفاف وفيه هذه المعاني حقيقتا الدنيا جميلة جداً لأهلها، الذي عينه على الأكل والشرب والنساء والاولاد هذه الحياة الدنيا طبيعي يعيش حالة التذبذب الدنيا تقبل هو يقبل جسمه سليم هو مرتاح بمجرد أن يظهر مرض على جسده يقول في المختبر برز فيك المرض الفلاني تتنقص عيشته ماله ينقص تتنقص عيشته زوجته تغضب تتنقص عيشته ولده لا يتعين تتنقص عيشته هذه الدنيا في كل زاوية هناك نهاية هناك طريق يصطدم فيه الانسان لا يتهنأ طريق الدنيا لذائذ الدنيا مسدودة وقمة الأنسداد ساعة الموت ينتهي كل شيء اذاً العاقل العاقلة المؤمن المؤمنة يبحث عن لذة ما ورائية دنيا أقبلت أكرم وأنعم الدنيا أدبرت لا ضير يوسف في السجن حالته افضل من قصر زليخا لئن في السجن رضا ربه اذاً لنغير من نظرتنا في الحياة البنت تنتظر الزواج سنوات عشرين ثلاثين سنة تنتظر تلك الليلة ولكن بعد ذلك ترى الحياة رتيبة ما كانت تتوقعه في بالها في مقام العمل غير ما رأت هي هذه الدنيا طبيعتها قبل أن تأتي النعمة شكلها أجمل ولهذا القرآن الكريم من ألاعيب الشيطان لأيزنن لهم في الارض اذهب الى بلاد الخارج هاجر اذهب الى الدولة الفلانية الحياة جميلة السكن جميل الهواء عليل الشيطان يزين يذهب الانسان الى تلك الدولة لا يرى سعادة ولا أستقرارا تأتينا رسائل البعض يقول يا ليتني ما ذهبت اذاً الدنيا هكذا الشيطان يغريك بها من بعيد فأذا جائه لم يجده شيئا رأيتم السراب في الصحراء من بعيد ماء يتلألأ ولكن في الواقع لا يرى شيئا، مقطوعة قرآنية أخترت لكم وصاحبة القصة كما يقال امرأة كالنساء امرأة بأسم مريم هذه المرأة حقيقتا حيرت العقول القرآن الكريم يقول وأذكر في الكتاب مريم يعني يا رسول الله اذكر قصتها واذكر حالها في القرآن الكريم، مريم ما هي قصتها؟ اريد أن ادخل في العمق قليلا نحن قرأنا سورة مريم الحامل قبل الولادة تقرأ سورة مريم ولكن أين التدبر؟ واقعاً قصتها جدا معبرة ومغرية اولا صلوات الله وسلامه على هذه السيدة الجليلة التي تشرفت بولادة سيدتنا الزهراء سلام الله عليها مريم من الحاضرات في ولادة السيدة صلوات الله وسلامه عليها اولا طبعا قبل ذكر مريم بسورة مريم هناك ذكر زكرياء ويحيى، زكرياء يتمنى ذرية يتمنى ولد رب العالمين من دون أحتساب رب أني وهن العظم مني وأشتعل الرأس شيبا ولكن رب العالمين لا يعجزه شيء اذا قدمت طلباً للمولى في الحرم لا تفكر يمينا وشمالا لا تضرب الأخماس في الأسداس البشر عنده آلة حاسبة رب العالمين عنده الحاسوب الاعظم كن فيكون حسب الظاهر موسى البحر أمامه والعدو ورائه هل كان يخطر في بال بني اسرائيل أن يشق لهم طريق في الماء مثلا؟ ما كان بخطر ببالهم! ابراهيم في المنجنيق بعد لحظات سيحترق في النار حسب الظاهر يا نار كوني بردا وسلاما يقال ابراهيم لولا قوله سلاما لكان يرتجف في النار كيف الانسان يرتجف؟ عند تساقط الثلوج لكان ابراهيم لعله كان يتأذى من البرد ولهذا قال برداً وسلاما يعني درجة معقولة من الحراره، على كل حال حياة الأنبياء والمرسلين مليئة بهذه القصص الدرس العملي ماذا؟ احداكن عندما تدعوا لا تيأس من روح الله عزوجل حسابات رب العالمين تختلف عن حساباتنا، مريم أنتبذت من اهلها مكاناً شرقيا انس مريم بالعبادة كلما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا ذهبت الى الجانب الشرقي من بيت المقدس الآن لماذا ذهبت الى الجانب الشرقي؟ هناك بعض التأويلات، فأتخذت من دونهم حجاباً يبدوا مريم كانت بحاجة الى فترة من الأنقطاع عن الناس أعتزلت وضعت ستراً حجابا وهي لذتها وانسها بالعبادة واذا بها تتفاجئ بمنظر رهيب بنت في قمة العفة حفظت نفسها واذا بها ترى شاباً جميلا قرأت الليلة وصف هذا الشاب الذي هو جبرائيل بأجمل ما تكون الصورة صورة شاب جميل شعره كذا وجهه كذا مريم تتفاجئ بهذا الشاب من أين جاء؟ اول ما قالت أني اعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا مريم لا تعلم هذا من شاب دخل عليها من دون استأذان مريم انقلب حالها من أنت يا رجل؟ واذا به يقول قال أنما انا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا انا جبرائيل تمثلت على شكل بشر وهنا انا رأيت في بعض التفاسير جملة لطيفة اذا وصلتي لهذه الجملة اعني فيها اثارة عاطفية لطيفة جداً عادة الزوجات المتحابان يعبر عادة عن احدهما بالروح أنت بمثابة الروح أنت روحي أنت كذا والله عزوجل عن جبرئيل يقول روحنا ما هذه العظمة في جبرئيل رب العالمين يقول هذا الروح منتسب الينا المهم الآن هنا بحث مفصل الفاضلات منكن يتأملن يعني كيف تمثل لها بشراً؟ جبرئيل ملك الملك لا جسم له اذاً كيف صار جبرئيل بشرا الشيء لا ينقلب لا يتغير عن واقعه الجسم جسم والروح روح كيف الروح يتحول الى جسم هذا غريب؟ هنا يقول تمثل لها يعني في بالها رأت انساناً والا في الواقع جبرئيل هو جبرئيل في بالها رأت انسانا لا بحسب الواقع اذاً هذا ايضا توجيه لهذه الآية الكريمه.

طبعا هنا مريم استغربت عادة الولد يأتي من خلال الزواج عقد زواج ثم حمل ثم ولادة هذه المراحل كيف تختصر؟ قالت الآن هي هدأت انا رسول ربك اذاً الخوف زال قضية فيها أعجاز وقال هذا الشخص لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام؟ الآن لا خوف ولكن الطريق كيف؟ كيف انا أحمل ولم يمسسني بشر؟ تقول مريم واقعا مريم هذه تثير العواطف تقول لجبرئيل عادة المرأة تحمل اما بالبغاء أو بالزواج لم أك بغيا انا لم أرتكب خطأ الحمل اما من الزواج الشرعي أو من الزواج الغير الشرعي وكلاهما انا بريء منهما واذا بجبرئيل يقول لها أنت مستغربة من الأمر هذا هين على الله عزوجل ولهذا امرأة عاقر رجل عقيم الآن لماذا اليأس من الله عزوجل؟ زوجة وزوج حياة زوجية اسرية هناك بعض المشاكل الطبية لماذا لا تلتجأ الى الله عزوجل؟ مريم بلا زوج حملت الآن المرأة مع زوج اذا حملت بعد عشرين ثلاثين سنة هل من غرابة في البين؟ القضية اذاً هو على الله هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا الأمر قضي ولهذا اقول في ليلة القدر ابحثوا عن التقدير الألهي سلوا الله عزوجل كل ما في بالكم تريد امرأة تريد زوجاً تريد ذرية تريد مالا تريد اطئمناناً سل الله عزوجل كله هين كل حوائجك بين الكاف والنون ادعوا وأنت مطمئن رحم الله احد علمائنا الأبرار من مراجعنا كان يقول أياك أن تختبر الله عزوجل نجرب الزيارة نجرب الدعاء أي تجربه؟ قل وأنت مطمئن الآن الحاجة ما قضيت لا لنقص في القدرة وانما لنقص في المصلحة ماذا تقرأ في دعاء الأفتتاح؟ ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور بحملته هناك بعض الروايات أن تقول لما جاء جبرئيل وأخذ طرف ثوبها فنفخ فيه أحست بالحمل خالته رأته واذا بها حامل سويعات والحمل أكتمل يعني على بعض الروايات حمل مريم ساعات طبعا هناك ايضا أشهر ولكن الشاهد لما خرجت من المحراب يقول عندما واجهت خالتها لحظات واذا بها تستحي لأنها رأت نفسها حامل هذه قدرة رب العالمين المهم هذه المرة ايضا أنتبذت مكاناً قصيا ذهبت الى مكان بعيد لئلا يراها احد وتتهم بما تتهم الآن خالتها تعلم أن مريم قبل لحظات كانت بنت لحظات صارت حامل وظهر الحمل عليها هي تعذرها ولكن ماذا تصنع بلسان الناس بلسان الآخرين؟ ذهبت الى مكان بعيد والله يعلم ما هو حالها، المهم هنا وقفة ملفتة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا يعني يا رب شماتة الأعداء كلام الناس أتهامهم لي لو وضعته في كفة وهذه البشرى في كفة كلام الناس أثقل علي تهمة الزناء هذه التهمة لا تتحمل يا رب لا اريد هذا الولد هذا معنى كلامها ولو كان كلاما هكذا عابراً لما نقله القرآن الكريم قالتها بصدق يا ليتني مت قبل هذا أي عفاف أي عفة يعني يا رب اريد أن أكون نقية سمعتي ما لي والذريه؟ تعطيني عيسى وانا متهمة بهذه التهمة لا أتحمل.

الهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عجل لوليك الفرج والعافية والنصر وابلغه عنا تحية كثيرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.