- ThePlus Audio
دروس من سيرة النبي يوسف (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس من سيرة النبي يوسف (عليه السلام)
لا شك أن سورة النبي يوسف (ع) كغيرها من سور القرآن الكريم احتوت على كثير من العبر والدروس. ومن هذه الدروس: ضرورة تفويض الأمور إلى الله عز وجل، وأن مشيئة الله نافذة فيما يريد، وأن العسر لا بد وأن يتبعه اليسر حتى يعلم المؤمن أن المدبر هو الله سبحانه وتعالى.
التصرف الإلهي في قلب العزيز والملك
بعد أن افتضحت امرأة العزيز قرر زوجها أن يلقي يوسف (ع) في غياهب السجن على الرغم من علمه ببرائته وأنه عبد من عباد الله الصالحين؛ فقد رأى شهادة الشاهد الذي أثبت براءة يوسف (ع) من خلال قميصه الممزق من الدبر. ويا لقساوة هذا القلب الذي رأى من أمارات الصلاح على يوسف (ع) وما رأى ومع ذلك أسلمه إلى غياهب السجن.
ولم يشأ سبحانه أن يتصرف في قلب العزيز وكأنه أراد ليوسف (ع) أن يخوض تجربة السجن ولكنه هو الذي تصرف في قلب الملك في الوقت المناسب فلم يعف الملك عن يوسف (ع) فحسب بل أخرجه من السجن وجعله من خواصه وذلك قوله سبحانه: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)[١]، وقلب العبد بيد الله سبحانه يقلبه كيف يشاء وقد قال عز وجل: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)[٢].
شبه صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بالنبيين يوسف وسليمان (عليهما السلام)
ولا ريب في أن الفترة التي قضاها يوسف (ع) في السجن؛ كانت من الفترات المتميزة في حياته، وقد خرج من السجن ليصبح من بطانة الملك وخواصه وهو يشبه في ذلك النبي سليمان (ع) حيث جمع لهما الملك الدنيوي والنبوة. وسيظهر الإمام المهدي (ع) في آخر الزمان فيجمع الله له ملك الدين والدنيا أو الملك الظاهري والملك والباطني.
لا تيأس وإن كانت حاجتك بيد الظالمين..!
ومن الدروس التي نستفيدها من قصة هذا النبي أن المؤمن لا ييأس وإن كانت حاجته بيد ظالم أو حاكم لا يستجيب لأمر الله سبحانه؛ إذ أن الله باستطاعته تقليب القلوب كما حصل ذلك مع فرعون فاحتضن موسى (ع) وحصل ذلك مع يوسف (ع) فأخرجه الملك من السجن عزيزا.
الفرج بعد الشدة
وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ)[٣]، وفيها إشارة جميلة ومقابلة لطيفة في قوله تعالى: (حيث يشاء) بين البئر والسجن وبين الأرض التي أبيحت ليوسف (ع) يتصرف فيها كيفما أراد. فقد قاسى يوسف (ع) في غيابت الجب لحظات من حياته، وفي غيابت السجن فترات أخرى، ولكن الله عوضه عن هذين المكانين الأرض الرحبة يتبوأ منها حيث يشاء.
وآتيناه أجره في الدنيا..!
ومع ذلك يبين القرآن الكريم أن الذي حصل عليه يوسف (ع) في هذه الدنيا من العز والتكريم والتصرف في خزائن الأرض شيء يسير من أجره وإنما الأجر الحقيقي للمؤمنين والجزاء الأعظم هو ما ينالونه في الآخرة وذلك قوله تعالى: (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[٤].
الترتيبات الإلهية في جمع يوسف (عليه السلام) بأخيه من أمه وأبيه
وقد آن الأوان لاجتماع يوسف (ع) مع أخيه من أمه، فانظر إلى الترتيبات الإلهية المعجبة، قال تعالى: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)[٥]، وقد عرفهم يوسف (ع) إما بإخبار إلهي أو بعلم بشري. وهنا يطلب منهم أن يأتوا بأخ لهم من أبيهم من خلال الترغيب، قال تعالى: (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)[٦]، وهنا يشوب الترغيب بشيء من التهديد وهو الذي يتصرف كيف يشاء بعد أن أصبح على خظائن الأرض فيقول لهم: (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ)[٧].
وعندما أزمعوا الترحال جعل لهم ثمن الحنطة في رحالهم قال تعالى: (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[٨]. وبالفعل فقد رجعوا إلى بلادهم ورأوا بضاعتهم ردت إليهم فكانت ذلك سببا في التأثر على أبيهم في السماح لهم باصطحاب أخيهم معهم، فقد رأوا أن العزيز وإن هددهم فقد أحسن إليهم وأكرهم بأن رد إليهم أموالهم.
استسلام يعقوب (عليه السلام) لذهاب ابنه الآخر
وقد استسلم لهم يعقوب (ع) كما استسلم من قبل في أخذ يوسف (ع) ولكن على مضض فقال: (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[٩]، ولكنهم لم يكن ليدعه يذهب من دون أخذ المواثيق من إخوته فقال لهم: (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)[١٠]، وهذه سياسة المؤمن في الحياة فهو مع تفويضه لأموره إلى الله عز وجل: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا) لا يغفل عن أخذ المواثيق اللازمة في الأمور المهمة وفي معاملاته مع الناس: (حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا). فلا مانع من أن يكون دنيويا في تخطيطه وإحكام أموره هو ما روي عن المعصومين (ع): (اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَاِعْمَلْ لآِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً)[١١].
خوف يعقوب (عليه السلام) من إصابتهم بالعين
ثم أوصاهم يعقوب (ع) ببعض الوصايا منها قوله لهم: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ)[١٢]، ويقال: إنما كان يخاف عليهم أن يراهم الناس فيصيبهم عين أو يحسدون، وقد ذكر الله سبحانه الحسد صراحة في كتابه حيث قال: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)[١٣]، وهناك الكثير من الأمور التي نجهلها، وقد كان النبي (ص) يُعوِّذ ولديه الحسن والحسين (ع). والنبي يعقوب (ع) على الرغم من كونه مستجاب الدعوة قال: (وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)[١٤]، ولكن الله سبحانه إذا أراد جعلهم وسطاء بينه وبين خلقه، وشفعاء لأممهم، ووسيلة لحط الذنوب عنهم.
ولعل من الأسباب التي دعت يعقوب (ع) أن يوصي أبناءه بالدخول على يوسف (ع) من أبواب متفرقة هو أن يستفرد يوسف بأخيه من أمه وأبيه، فقد قال سبحانه: (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[١٥].
كيد يوسف (عليه السلام) في إبقاء أخيه عنده
وقد أراد يوسف (ع) أن يبقي أخاه عنده فعمد إلى هذا الكيد: (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)[١٦]، وقد تعجب إخوة يوسف أشد العجب علمهم ببرائتهم وأنهم لم يأتوا للسرقة وقد كان يكفيهم ما قد أتوا من قبل. وهنا أراد إخوة يوسف (ع) أن يستفسروا عن الأمر: (قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ)[١٧]؟ فأجابهم يوسف (ع) وأعوانه: (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)[١٨]. ثم قالوا: (فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ)[١٩]؟ فقالوا وهم على ثقة من برائتهم: (جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)[٢٠]؛ أي أن الذي يوجد في رحله الوعاء يؤخذ كعبد ويسترق.
وهنا قام يوسف (ع) بتفتيش الأوعية فقال سبحانه: (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ)[٢١]؛ لكيلا تتوجه إليه تهمة أن السرقة مدبرة، وهكذا كان التدبير الإلهي ليوسف (ع) في إبقاء أخيه عنده قال تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ)[٢٢]. وقد يسأل سائل: كيف يتهمون بالسرقة وهم لم يسرقوا شيئا؟ ويمكن القول: أن الشرطة أو رجال الأمن لم يكونوا على علم بهذه التمثيلية التي دارت بين يوسف (ع) وأخيه وهم الذين نعتوا إخوة يوسف (ع) بالسارقين. ولو لا هذا التدبير الإلهي وهذه التمثيلية المتقنة هل كان يهتدي أحد إلى السبيل الأمثل لإبقاء يوسف (ع) أخاه عنده؟
نجاح التمثيلية
وقد شق على إخوة يوسف (ع) أن يتركوا أخاهم وقد وعدوا أباهم بالحفاظ عليه، وقد كانوا حرموه من قبل من يوسف (ع) فقالوا: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ)[٢٣]. وقد صدق إخوته هذه التمثيلية لقوله تعالى: (ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)[٢٤].
ثم ننتقل بعد ذلك إلى وصف القرآن الكريم لحالة يعقوب: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾[٢٥]، فلا زال يتذكر ولده الذي كان عليه سيماء الأنبياء، وجمال الخلق.
إن البعض قد يستغرب من مبالغة يعقوب (ع) في حزنه على يوسف (ع) والحال أن ولده رجع إليه في نهاية المطاف، ولكن الأغرب من ذلك والأفجع حزن الإمام السجاد (ع) على الحسين (ع) وشهداء الطف؛ فكان يبكي صباحا ومساء، وفي كل مرة كان يُعطى شربة من الماء يتذكر أباه الذي قُتل عطشانًا على صعيد كربلاء، وكذلك عندما كان ينظر إلى شاة تُذبح وتسقى قبل الذبح. لأن عاطفة الإمامة من أقوى العواطف، وخاصة أن المفقود ولي من أعظم أولياء الله عز وجل والمسبيات هن بنات رسول الله (ص).
من الدروس؛ عدم اليأس من روح الله عز وجل
ومن الدروس التي نستفيدها من هذه القصة الصبر وعدم اليأس من روح الله عز وجل، فقد قال يعقوب لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[٢٦] فكان إلى آخر لحظة يترقب وصول نبأ عن يوسف (ع).
ومن دروس هذه القصة المباركة أن إخوة يوسف (ع) عندما وقفوا على خطأهم طلبوا من أبيهم الاستغفار وقد قبل منهم يعقوب (ع) ذلك: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[٢٧]، ويتبين من ذلك أن الأنبياء (ع) لهم ميزة خاصة وقرب استثنائي ولا يرد دعئهم من قبل الله عز وجل، وقد أوصى الله سبحانه هذه الأمة بأن تجعل نبيها المصطفى (ص) وسيطا في الاستغفار لها قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)[٢٨]
ضرورة التأسي بيعقوب (عليه السلام) في حزننا على فقد ولينا
ألا يجدر بنا أن نتشبه بيعقوب (ع) في حزننا على غيبة الولي والإمام الذي يعيش بين ظهرانينا، ويشهد حَجنا، ويشهد مجالسنا، ويدعو لنا، وفي ليالي القدر تُعرض أعمالنا عليه؟ هذا الإمام الذي لو ثُنيت له الوسادة، ولو أُعطيت له مقاليد الحكم لأرجع كل شيء إلى نصابه، ولرفع هذا الذل الذي أصاب المسلمين، لفقدهم هذه القيادة الإلهية.
ولا نقول أن أحدنا يصل إلى هذه الدرجة، أن تبيض عيناه من الحزن؛ ولكن ليتألم، ولا ييأس من روح الله عز وجل، وليدعو لدولته الكريمة. ونحن نحب أن نلتقي به في موقف من المواقف، ولكن اللقاء الأعظم والأكثر بركة هو اللقاء الذي يكون فيه فرج الأمة عندما يظهر للجميع على السواء مسلمهم وغير مسلمهم.
[٢] سورة الأنفال: ٢٤.
[٣] سورة يوسف: ٥٦.
[٤] سورة يوسف: ٥٧.
[٥] سورة يوسف: ٥٨.
[٦] سورة يوسف: ٥٩.
[٧] سورة يوسف: ٦٠.
[٨] سورة يوسف: ٦٢.
[٩] سورة يوسف: ٦٤.
[١٠] سورة يوسف: ٦٦.
[١١] مستدرك الوسائل ج١٢ ص٥١.
[١٢] سورة يوسف: ٦٧.
[١٣] سورة فلق: ٥.
[١٤] سورة يوسف: ٦٧.
[١٥] سورة يوسف: ٦٩.
[١٦] سورة يوسف: ٧٠.
[١٧] سورة يوسف: ٧١.
[١٨] سورة يوسف: ٧٢.
[١٩] سورة يوسف: ٧٤.
[٢٠] سورة يوسف: ٧٥.
[٢١] سورة يوسف: ٧٦.
[٢٢] سورة يوسف: ٧٦.
[٢٣] سورة يوسف: ٧٨-٧٩.
[٢٤] سورة يوسف: ٨١.
[٢٥] سورة يوسف: ٨٤.
[٢٦] سورة يوسف: ٨٧.
[٢٧] سورة يوسف: ٩٧-٩٨.
[٢٨] سورة النساء: ٦٤.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- لا شك أن سورة النبي يوسف (ع) كغيرها من سور القرآن الكريم احتوت على كثير من العبر والدروس. ومن هذه الدروس: ضرورة تفويض الأمور إلى الله عز وجل، وأن مشيئة الله نافذة فيما يريد، وأن العسر لا بد وأن يتبعه اليسر حتى يعلم المؤمن أن المدبر هو الله سبحانه وتعالى.
- ولم يشأ سبحانه أن يتصرف في قلب العزيز وكأنه أراد ليوسف (ع) أن يخوض تجربة السجن ولكنه هو الذي تصرف في قلب الملك في الوقت المناسب فلم يعف الملك عن يوسف (ع) فحسب بل أخرجه من السجن وجعله من خواصه وذلك قوله سبحانه: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) ، وقلب العبد بيد الله سبحانه يقلبه كيف يشاء وقد قال عز وجل: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ).
- من الدروس التي نستفيدها من القصة يوسف (ع) الصبر وعدم اليأس من روح الله. قال يعقوب لبنيه: (يا بَنِيَّ اذهبُوا فَتحَسَّسوا مِن يُوسفَ وأَخِيه ولا تَيأَسوا مِن رَوحِ الله إِنَّهُ لَا يَيأَسُ مِن رَوحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فكان إلى آخر لحظة يترقب وصول نبأ عن يوسف (ع).