خشوع النبي في الصلاة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من موارد ومصادیق الاستنان بسنة النبي صلی الله علیه وآله وسلم هو الاستنان به والاقتداء به في صلاته؛ هناك آیة معروفة منسوبة الی النبي الأعظم أنه شبه الصلوات الخمس بمثابة النهر الجاري الذي یغتسل منه الانسان کل یوم خمس مرات ثم سئل هل یبقی من درنه شیئاً؟ قالوا لا یا رسول الله ولکن التعبیر الروائي دقیق یغتسل منه ما قال یرد علیه ما قال یجلس بجانب النهر؛ الاغتسال من النهر یعني الدخول داخل النهر والسباحة فیه والا الدرن یبقی اتفاقا الذي علی رأسه درن قذر ودخل النهر الی وسطه ثم خرج بمقدار ما دخل یتنظف ولکن رأسه یبقی قذراً لابد أن یغطس في الماء بکل بدنه یغتسل مثلا غسلاً ارتماسیاً عندئذ یزول عنه کل درن؛ اذاً الدرن هذا درن خمس مرات في الیوم وانا قلت في حدیث أنه مثل الصلوات الخمس هذه الایام النبي شبهها بالنهر الجاري ولکن هذه الایام البعض منا یصاب بمرض بإلتهاب یعطی له مواد حیوي الطبیب یؤکد علیه ویقول حاول أن تأخذ هذا الدواء في الیوم ثلاث مرات لأنه هذا الدواء یأثر أثره اذا اُخذ بإنتظام الصلوات الخمس بمثابة المضاد الحیوي طبعا مع فارق التشبیه هذا یرفع عنك رجز الشیطان المضاد الحیوي یدفع عنك بعض الأمراض الدنیویه؛ المهم النبي صلی الله علیه وآلا وسلم لم یکن محافظاً علی اوقات الصلوات فحسب کیفیة صلاته أعلی الکیفیات هذه العبارة في بالي منسوبة الی ابراهیم الخلیل عندما کان یدعوا کان یُسمع له أزیز کأزیز المرجل؛ المرجل هو ذلك الإناء الذي یُغلی فیه الماء مثلا الماء اذا یغلي یصدر منه صوتاً یسمی ازیز المرجل هکذا کان ابراهیم الخلیل ولکن حبیبنا المصطفی محمد صلی الله علیه وآله کان حبیب الله، روي عن النبي أنه اذا کان صلی سمع أو سُمع لصدره أزیز کأزیز المرجل من الهیبة فرق بین الهیبة والخوف؛ في ختام الحدیث الحدیث لا یسع الی التفصیل ولکن هذه انواع الخوف حتی نفهم هیبة النبي العبارة في کتاب الخصال لشیخ الصدوق رحمه الله الخوف خمسه، خمسة انواع من الخوف قد البعض لا یکون فیه أي نوع من هذه الانواع خوفٌ خشیةٌ وجلٌ رهبةٌ هیبه؛ کلها في جو الاحساس بالعظمة ولکن الوانها تختلف اللون الأبیض عندما نحلله یتحول الی الوان عدیدة هو لون واحد ولکن عند المنشور الثلاثي یتحول الی الوان، الخوف لمن؟ هناك خوف العاصین وقد یکون فاسقاً فاجراً في ساعة الفسق یخاف ربه؛ اما الخوف فلأجل الذنوب قال الله عزوجل ولمن خاف مقام ربه جنتان الآن لماذا ما قال خاف ربه خاف مقام ربه؟ لئن الله عزوجل بما هو هو لا یُخاف منه الخوف من مقامه من غضبه من ناره، واما الخشیة قلنا خوف وخشیه! الخشیة لأجل رؤیة التقصیر وهو للعلماء العالم مهما سعی یری نفسه مقصراً ولهذا یقول انما یخشی الله من عباده العلماء من منا یحرز أن کل دقیقة في حیاته مطابق لرضا الله عزوجل؟ ولهذا الانسان اذا حاول أن یحاسب نفسه بالدقة یری نفسه ظالماً لنفسه یکفیك من النوم ست ساعات لماذا نمت الساعة السابعه؟ هذا ظلمت نفسك أمت نفسك بإختارك لئن النوم أخ الموت! إن کان تشبعك خمس لقیمات لماذا اکلت السادسه؟ هذه السادسة مال الله ادخلته في جوفك كأنه مال مغصوب لیس بالمعضوب الفقهي رب العالمین أجل من أن یحاسبنا ولکن مع الدقة ولهذا هذا خوف الخشیة لا خوف نار جهنم هذا لیس فیه عقاب، النوم الزائد اطعام الزائد لیس فیه عقاب، واما قلنا خوف وخشیة ووجل واما الوجل فلأجل ترك الخدمة الذین اذا ذُکر الله وجلت قلوبهم أنت الآن مثلا لست بنائم عکس المثال الاول أنت مشتغل بعمل طیب ولکن من قال أن هذا هو الأطیب؟ أنت الآن مشغول بدعاء وفي جانبك اُمك العجوزة من قال أن محادثتها لیس أرضی لله عزوجل من دعائك الآن؟ لأجل ترك الخدمة اُعبدني حیث اُرید لا حیث ترید البعض هو یخترع لنفسه طریقة العبودیة والحال بأنه لیس کذلك.
قلنا الخوف قلنا الخشیة قلنا الوجل والرهبة لرؤية التقصیر ویدعوننا رغباً ورهباً ولهذا الأنبیاء حتی اولوالعزم کانوا یبکون خوفاً من هذا التقصیر کلمة ترك الأولی معروف في قاموس الأنبیاء.
وأخیراً الهیبة لأجل شهادة الحق عند کشف الأسرار ویحذرکم الله نفسه، تلخص مما قلنا کان کلامنا في هیبة رسول الله في صلاته من أراد أن یکون قریباً من مقام النبي کلمة أخیرة إن شاءالله تبقی في بالکم الی الابد من أراد أن یکون في رتبة النبي یوم القیامة طبعا رتبته یعني لا في قصره هذا مقام لا یبلغه احد الرتبة أي المنطقة التي فیها النبي وهذا فوز عظیم صحیح منها کفالة الیتیم الکفالة قلنا مراراً غیر مساعدة الیتیم الکفالة ککفالة أبي طالب للنبي الاعظم انسان یتکفل یتیماً یکون له کالأب هذا طبعا المعنی المتیقن الآن ممکن مساعدة الیتیم ایضا فیه شيء من هذه الدرجات ولکن انا اعتقد والله العالم أن من أراد أن یکون في رتبة النبي فلیتأسی بالنبي في ما کان ذلك قرة عینه في الصلاه، الصلاة اعظم انجاز في حیاة النبي عندما کان النبي یتحدث مع الآخرین ویدخل وقت الصلاة یقول کأنه لا نعرفه ولا یعرفنا یتنکر لمن حوله وما قیمة الناس امام رب العالمین؟ من طور من صلاته ووصل الی درجة وصل فیها الی الخشوع الفکري علی الأقل، الخشوع البدني سهل تضع یدیك علی رکبتیك تطأطئ برأسك هذا سهل جداً، الخشوع الذهني أن تفکر فیما تقول هذا ایضا حسن طبعا الخشوع القلبي أن تخشع بخشیة الله وعلامة جریان الدمع الخشوع الفکري لا یوجب جریان الدمع علی کلٍ خشوع البدن والفکر هذا اقل الدرجات وهنیئاً لمن مزج الخشوعین بخشوع القلب هذه الدموع تُطفئ بحاراً من غضب الله عزوجل ارقی قطرة في الوجود دم الشهید وقطرة سُکبت من خشیة الله.

اللهم وفقنا للاستنان بسنته اللهم اجعلنا في درجته اللهم ارزقنا شفاعته اللهم لا تفرق بیننا وبینه وبین آله طرفة عین ابدا والفاتحة مع الصلوات.