حالة رجاء المولى عزوجل

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي

حدیثنا هذه اللیلة حول مسئلة الرجاء أن یکون الانسان رجائه بالله عزوجل لا بأس بل من الطبیعي أن نسعی في عالم الاسباب هذا أمر لابد منه ولکن فرق بین من یسعی في عالم الاسباب وعینه علی الاسباب وبین من یسعی في عالم الاسباب وعینه علی مسبب الاسباب! انسان یبذر البذر ویری أن عمله هذا کافي لئن یخرج زرعه وبین انسان عندما یزرع یقرأ قوله تعالی أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟ اذاً المؤمن یجمع بین صفتین بین صفة السعي وبین صفة الرجاء امله بالله عزوجل والغریب أن الذي یؤمل غیر الله عزوجل یجعل امله في غیر الله في حالات کثيرة المؤمن رب العالمین یعاقبه بالخیبة الآن غیر المؤمن رب العالمین یهمله ترك أمره الی نفسه ولکن المؤمن رب العالمین یؤدبه یربیه تقول الروایة اجعلوا کل رجائكم لله سبحانه ولا ترجوا احداً سواه طبعا قلنا لیس معنی ذلك ترك السعي! فإنه ما رجا احد غیر الله تعالی الا خاب اذا جعلت املك بغیر الله عزوجل رب العالمین الاسباب بیده لك کما یعبر عنه هذه الایام بالواسطة لك محامي مثلاً اتفاقا في وقت المعاملة هذا الذي کنت ترجوه یقسوا قلبه یتعمد أن یعرقل معاملتك، رب العالمین یحول بین المرء وقلبه.
امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه فدته نفوسنا درر الحکم من هذا الوجود الطاهر الذي ما عُرف قدره الروایة تقول کن لما لا ترجوا أرجی منك لما ترجوا؛ الانسان یسعی في طریقین هذا الطریق بحسب الظاهر فیه نتیجة وهذا الطریق بحسب الظاهر نتیجته بعیده، اتفاقا رب العالمین یفتح لك النجاة والفلاح في الطریق الثاني! الآن امیرالمؤمنین یأتي بأمثلة یقول فإن موسی بن عمران خرج یقتبس لأهله ناراً اراد شهاباً قبساً رأى من بعید ناراً ذهب الی النار فکلمه الله عزوجل فرجع نبیاً اذاً هو ما ذهب لیکلم الله عزوجل ذهب لیقتبس ناراً جذوة من النار الآن یتدفی بها أو غیر ذلك ولکن ذهب ورجع نبیاً وخرجت ملکة سبأ لمواجهة سلیمان فأسلمت مع سلیمان صارت مؤمنه، وخرج سحرة فرعون یطلبون العزة لفرعون فرجعوا مؤمنین کما یقال هذه الایام خلاف التوقعات موسی ذهب لیقتبس ناراً رجع کلیماً ملکة سبأ ذهبت لتقارع سلیمان رجعت مؤمنة وهکذا السحره، رب العالمین الذي هذا دأبه مع عباده علینا أن نعتبر بذلك.
روایتین هذه الروایة ایضا من غرر الروایات سئله بشر بن شریح قال للامام الباقر صلوات الله علیه أیة آیة في کتاب الله أرجی؟ لو تصفحت القرآن من الفاتحة الی الناس أي آیة فيها رجاء یبعث في الانسان الأمل؟ الامام صلوات الله علیه قام بحرکة تربویة حتی یتبین علم الامام جعل بینه وبین هذا السائل کما یقال مسابقة علمیة إن ح التعبیر؛ قال ما یقول فیها قومك أنت ماذا تقول؟ قال یقولون یا عبادي الذین اسرفوا علی انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله یغفر الذنوب جمیعاً، الآن قبل أن ننتقل من هذه الآیة حقیقتا هذه الآیة غریبة ولهذا بشر بن شریح قال هذه ارجی آیة في کتاب الله، انظروا الی الکفتین کفة فیها من؟ یا عبادي الذین اسرفوا علی انفسهم، الذي یرتکب السیئة السیئتین لا یقال مسرفاً المسرف في المال من هو؟ الذي تجاوز الحد في معصیة الله عزوجل یسمی أسرف علی نفسه اذاً المتهم في هذه الخانه، الحزاء ما هو؟ إن الله یغفر الذنوب الف لام اذا دخلت علی الجمع یفید العموم جمیعاً اذاً هذا مسرف علی نفسه الجزاء ماذا؟ إن الله یغفر الذنوب جمیعا طبعا في آیة اخری الا أن يشرك به، الی الآن بشر بن شریح رشح هذه الآیة لتکون أرجی آیة في کتاب الله عزوجل، امامنا الباقر وهو باقر علم النبیین الباقر أي الذي شق علومهم قال لکنا اهل البیت لا نقول ذلك اولاً ما قال ما اقول! انا اهل البیت؛ یعني کلنا علی رأي واحد الامام المتکلم الرسمي عنهم في کل عصر کل معصوم کذلك بشر بن شریح قال فأي شيء تقولون فیها؟ الآن انا ذکرت أرجی آیة وهي هذه الآیة حقیقتا في مضان انها أرجی آیه؛ ولکن امامنا الباقر علیه السلام قال نحن نقول أرجی آیة في کتاب الله ولسوف یعطیك ربك فترضی النبي یرض بالقلیل؟ ابداً ما هذا الذي یعطی النبي حتی یرضی؟ یوم القیامة رب العالمین بنائه علی التکریم النبي بأي شيء یرضی؟ قال امامنا الباقر علیه السلام بعبارات مؤکدة الشفاعة والله الشفاعة والله الشفاعه! یعني يأتي الانسان یوم القیامة تقریبا یائس من رحمة الله عزوجل یری الصحائف المسودة یری الحسنات المتطایرة اعطی هذا من حسناته هذا من حسناته لم یبقی من حسناته شيء بقیت السیئات مع سیئات الغیر هکذا تعرفون یوم القیامة المطلوب اذا لم تکن له حسنات یأخذ من سیئات الآخرین یا لها من فضیحه، الحسنات تطایرت سیئاته بقت مع سیئات الآخرین هذا الانسان مستعد لدخول جهنم ولکن تأتي الشفاعة بغتةً تخلصه من اهوال الجحیم، انها الشفاعه، اذاً اخواني اخواتي المؤمن یجمع بین السعي الحثیث في مقام التجارة والمعاملة من اکثر الناس نشاطاً ولکن في الوقت نفسه له حالة من حالات الرجاء الشدید.

نختم الحدیث بدعاء صغیر کشاهد وکدعاء انتم ایضا ادعوا معي؛ اللهم صلي علی محمد وآل محمد اللهم یا سبب من لا سبب له ویا سبب کل ذي سبب ویا مسبب الاسباب من غیر سبب سبب لنا سبباً لن نستطیع له طلبا اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصیتك وبفضلك عمن سواك یا ارحم الراحمین والفاتحة مع الصلوات.