- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا اللیلة حول علاج ظاهرةٍ لا یخلوا منها مؤمن ولو بین الحین والآخر الا وهو الغضب الانسان ما دام انساناً یتفاعل مع الأشیاء فیری ما لا یعجبه وانتم تعرفون الغضب یکون منشأه تارة دنیویاً وتارة دینیاً ایضاً المؤمن یغضب بحق وغیر المؤمن یغضب بغیر حق، کلامنا الآن في الغضب بغیر الخق والا رسول الله صلی الله علیه وآله عندما یغضب لم یکن لیقوم لغضبه شيء غضب النبي لا کغضب عامة الناس النبي اذا کان یعرض بوجهه کان الطرف الآخر اذا کان یعلم قدر النبي کان یذوب أمام رسول الله فکیف اذا غضب علیه؟ کلامنا في الغضب الباطل اولاً الجائزة المعجلة لمن کظم غیظه ولا تنسوا أن من ألقاب امامنا موسى بن جعفر الکاظم أي الکاظم للغیظ من اراد أن یتشبه بالمعصوم فلیتشبه بلقبه اول ثمرة من ثمرات کظم الغیظ رب العالمین یعطیك اتفاقا جائزة معجلة الامام الباقر علیه السلام یقول من کظم غیظاً وهو یقدر علی أمضائه حشا الله قلبه أمناً وايماناً یوم القیامه، طبعا هذا الایمان یوم القیامة هذا الأمن له جذوره في الدنیا وهذا مجرب الذي یکظم الغیظ لا أقول ساعات دقائق بعد انتهاء الغضب بعد انتهاء المشهد یشکر الله عزوجل أنه لم یقل شیئا طبعا الآن نحن نتکلم وانتم تستمعون کظم الغیظ لیس بالهین! بمثابة نار مشتعلة في النفس لیس کل أحد یملك وسیلة الأطفاء هذا یحتاج الی مهارة الی تمرین الی سیطره! کثیرون ممن یغضبون عندما یعمل غضبه یضرب یسکر یقتل یجرح عندما یحاکم في المحکمة یقول لم یکن الأمر بيدي طبعا هذا الکلام لا یصدق منهم الا اذا مجنوناً ساعة الغضب الانسان حقیقتاً یفقد السیطرة علی نفسه ولهذا امامنا الصادق علیه السلام یذکر أن کف الغضب مما یستر العورة ستر العورة الباطنیة اتفاقا هذا المعنی یتفق کالضرایر کالأعداء في قلبه شيء علی الطرف ولکن هذا الأمر یکتمه في قلبه هناك عداوة باطنیة ولکنه لمصالح دنیویة أخرویة لا یظهر حقده علی الغیر ولکن في موقف یستفز فیغضب واذا به یبین ما في فؤاده یقول انا منذ فترة طویلة وأکرهك عندما یغضب هکذا یقول یکتشف الطرف أن هذا کان منفاقاً في إظهار حبه هو کان یخفي حقده عداوته ولکن عند الغضب یبین ما کان في جوفه والبعض يأخذ کلام الانسان في حال الغضب ویشهره هذه الایام وسائل التواصل موجودة طتفق تأتينا امرأة تقول فلان زوجي في حال الغضب قال کذا وکذا وأنت لا تتوقع من هذا المؤمن هذا الکلام! هذا الانسان في حال الغضب قال کلمة عدوه حفظها وقد یکون سجلها بصوته واذا به یفضحه علی رؤوس الأشهار طبعا هذا خطأ ولکن أنت السبب أعطیت مستمسکاً لعدوك اذاً من کف غضبه ستر الله عورته.
الآن ما هو منشأ الغضب لماذا الانسان یغضب في مورد ولا یغضب في مورد؟ یتحمل من زمیل العمب یتحمل من رب العمل یتحمل من الزوجة ولکن یری خطأ بسیطاً من الخادم یظهر غضبه ویضربه السبب أنه یحتقر الغیر المسیح سُئل عن بدء الغضب علیه السلام قال الکِبر والتجبر ومحقرة الناس الانسان الذي یغضب یحتقر الغیر یتجرع علیه یری في قلبه تکبراً یتجرع علیه ملفت بعض من له بعض الدرجات العسکریة تراه في المجالس یدعوك الی بیته تراه انساناً ودیعاً مسالماً في العمل لأنه یتزیا بزي العساکر تراه خشن القول هذا من لوازم عمله طبعا هذا اللازم لا نقبله! التجبر ولو مؤقتاً ولو في ساعة العمل هذا العسکري عندما یتجبر یظهر غضبه بحق وبغیر حق.
کذلك من الأشياء التي یتداوی بها الغضب ایضا الروایة عن المسیح؛ قالوا له أي الأشیاء أشد؟ جوابه جواب مقنع قال علیه السلام أشد الأشياء غضب الله ومن یحلل علیه غضبي فقد هوی البعض في فترة وجیزة یخسر في تجارته تتطلق منه زوجته أولاده یهجرونه لم؟ لأنه سقط من عین الله عزوجل فسلب منه کل النعم قالوا فيما یُتقی الله؟ الشاهد هنا؛ أشد الأشیاء غضب الله کیف نتقي غضب الله؟ قال بأن لا تغضبون انتهی الأمر! المليء غضباً عندما یکظم غیظه رب العالمین یرحمه بهذه الصفة کف غضبه رب العالمین یکف غضبه عنه ایضا.
روایة أخيرة ایضا النبي یعلمنا طریقة لکف الغضب یا علي لا تغضب فإذا غضبت فأقعد، لا تجلس هکذا جلوساً بلا معنی اقعد یعني تفکر وتفکر في قدرة الرب علی العباد وحلمه عنهم، طالما عصیت طالما خالفت رب العالمین لم یغضب علیك تأسى بالله عزوجل زوجتك قالت كلمة في غیر محلها لماذا تغضب؟ طالما قلت الکلام في غیر محله اذا صار بناء رب العالمین أن یعجل للناس العقوبة ما ترك علیها من دابة اذاً التفکر في هذا المعنی ایضا من موجبات کظم الغیظ، أحدهم دخل علی أحدهم فکلمه رجل فأغضبه فقام وتوضأ الوضوء ایضا من موجبات سکون الغضب فکیف اذا صلیت رکعتین وکیف اذا قلت کما قال النبي اللهم أهدي فلان فإنه لا یعلم! النبي دعا للجاهلیین الذین آذوه هذا مؤمن آذاك صلي رکعتین بعد الغضب وادعوا له رب العالمین کم یفیض علیك من رحمته.
إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اغفرلنا ذنوبنا وأستر عیوبنا أبلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.