- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله والطیبین الطاهرین
المؤمن مظهرٌ یحاول أن یکون مظهرا متجلیاً للأسماء الألهیة الآن اسم الفاطر اسم الخالق هذا مختص به ولکن تخلقوا بأخلاق الله عزوجل، رب العالمین رحمن کن رحمیا رب العالمین ودودٌ کن ودوداً ولهذا من صفات المؤمن أن له عاطفة متمیزه کما یعبر عنه عاطفة جیاشة، امیرالمؤمنین یسمع أن ذمیةً اُعتدي علیها في بلاد المسلمین لا في الکوفة في مکان ما من دولته یقول مولانا علیه السلام لو أن الانسان مات من هذا الخبر لما کان عندي ملوماً هکذا عواطفهم صلوات الله وسلامه علیهم ولهذا إن رأيت مؤمناً جافیاً مؤمنا قلبه لا یلین انا أعلم بعض المؤمنین لا یتحمل منظر ذبح طیر دجاجة یری منظر الدم هکذا یتألم لئن الدم یدل علی الموت أو القتل علی کلٍ المؤمن هکذا أحاسیسهُ مرهفة ولهذا المؤمن في علاقتة مع الآخرین یراعي هذه الناحیة، إلی درجةٍ وصلنا إلی صلب الحدیث إلی درجة المؤمن یصل في مقام المودة للبعض أنه یقدمه علی أقاربه علی قرابته له أخ في الله وله أخ في النسب ینظر إلی قلبه حقیقتاً یری أخاه في الله أقرب إلی قلبه من أخیه في النسب وهذا المعنی لیس فیه مجاملة، لو کان في البحر غارقاً أو سیغرق أو هو خُول له أن یستنقذ غریقاً واحدا رأی أخاه النسبي ورأی أخاه في الله ویمکنه أن ینقذ واحدا یقدم أخاه في الله، لمَ؟ ما هو الدلیل هل هناك أساس لهذه الحالة؟ قد تقول هذا رحمك، رحمك برهُ ولکن المودة لله ولأولیائه، امیرالمؤمنین في کلمة حکمیة رائعة کل کلماته رائعة یقول القرابة إلی المودة أحوج إلی المودة من القرابة إن وددت أحدا في الله حتی لو ما کان أخاك في النسب ما یضر کونك توده لله یکفي ولکن القرابة بحاجة إلی مودة ما الفائدة؟ أن یکون لك أخ وأنت لا تحبه بل یتفق أنك تکرهه أو لا تبالي به، أخوك في بلاد الغرب مثلا أخوك النسبي یرجع عشر سنوات إلی أرض الوطن تستقبله استقبالاً فاتراً لا یهمك الأمر ولکن أخاك في الله یغیب عن المسجد یوماً یومین تقول أنا مشتاق إلیه هذا الفرق بین الأمرین.
کذلك من روایات هذا الباب الانسان قد یکون في قلبه مودة اتفاقا أحدهم عوتب قیل له أنت جافي لیس لك مودة جوابه کان انا مودتي في قلبي لا أُظهره الآن خجلا مجاملة تکبرا لا أدري الامام الصادق علیه السلام یقول رحم الله عبداً إجتر مودة الناس إلی نفسه، ولهذا أُمرنا في روایات اهل البیت أنك اذا أحببت انساناً أخبرهُ طبعا لا في کل یوم هذا تزلف بین وقتٍ وآخر تقول له یا فلان انا اُحبك هذا المعنی مطلوب وهذا المعنی نحن مطالبون به کما في الروایة قول الرجل لزوجته اُحبكِ لا یذهب من قلبها أبداً، بإمکانك بجملة واحدة تدفع عن نفسك الأذی في قلبها شيءٌ کلمة احبكِ یذیب کل هذه الجبال، اذاً اظهار المودة التودد أمر راجح.
من موجبات جلب المودة انسان یتکلم الکلام الذي لا یقبل کلام هکذا لا أساس له لا تتکلم بما یُنکرهُ الناس وإن کان حقاً کلمات اهل البیت کثیرة لا تتکلم ما تسارع العقول إلی إنكاره إلا في مقام اللزوم، یقول فحدثهم بما یعرفون وترك ما یُنکرون روایة صحیحة ولکن الطرف لا یتحمل اُذکر روایةً صحیحة یتحملها ما المانع؟ حدثوا الناس بمحاسن کلماتهم صلوات الله علیه.
قد تقولقد رأينا بعض الکفرة فاجر مع فاحر فاسق مع فاسق بینمها مودة بینهما هکذا لطف فهذا المعنی لا یختص بالمؤمنین الجواب مودة الجُهال متغیرة عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه انسان یعاشر أحدهم عشرین سنة زمیل في العمل بکلمة هکذا لا تعجبه یقطع علاقتة جار معه عشرون سنة بموقف واحد یُقاطعه اذاً مودة الجُهال لا دوام ولا أساس لها.
لنحذر! من روایات الباب ایضا لکل باب فصول مأخوذه من روایاتهم اذا أحببت أحداً أظهر له المودة ولکن لا یشغلك عن الحق إن وجدت فیه باطلا لا یکون حبك له مانعاً ولهذا عن النبي الأکرم حبك للشيء یعمي ويُصم اذا أقبلت الدنیا علی أحداً أعارته محاسن غیره واذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه کن منصفا قل کلمة الحق ولو علی من تُحب.
وأخیراً المؤمن میله أن لا یکون مشهورا أن یکون محبوب الملایین کما یقال لیس هذا بهدف بعض الأوقات المحبة مکلفة الانسان یقول یارب یکفیك حبك لي ما لي الناس؟ حب الناس إلی القبر أنت في البرزخ والقیامة بحاجة إلی حب النبي وآله وإلا محبة الناس لا تنفعك، یوسف دخل السجن سنوات طویلة في السجن في یوم من الأیام السجان قال له إني لأحبك، جمال یوسف في قصر زلیخا ما زال في السجن بل بقي الجمال هو الجمال الکمال هو الکمال نبي معصوم کیف لا یُحب قال السجان إني أحبك، قال ما أصابني إلا من الحب انا مشاکلي کلها من الحب، خالتي أحبتني سرقتني الآن سرقته یعني مثلا في فترة من الفترات أخذته وإن کان أبي أحبني حسدني اخوتي حب والدي لي أوقعه في غیاب الجب وإن کانت امرأة العزیز أحبتني حبستني، حب زلیخا کلفني حب والدي كلفني حب خالتي كلفني سل الله عزوجل أن لا یجعلك مشهورا إلا في ما یحب ولهذا لعل هذا المضمون في الروایات المؤمن الخمول له أشهی من الشهرة أن تکون له علاقة متمیزة برب العالمین والناس لا یعرفون ذلك هذا أحب إلی قلبه، یا أحمد في حدیث المعراج إن شئت أن لا تعرف لا تعرف کن هکذا في سبیلك مع الله ومع المؤمنین.
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك أغفر لنا ذنوبنا وأستر عیوبنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.