- ThePlus Audio
تعرف على هذه النعم التي قل من يشكرها…!
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام في هذه الوريقات يتناول أنواع النعم الإلهية التي أتاحها الله (عزّ وجلّ) لعباده طوال الحياة على وجه الأرض، وما هي عوامل كفران النعمة وما يدور في هذا الفلك من الحديث.
أنواع النعم الإلهية
القرآن الكريم أصرَّ كثيراً من خلال آيات متعددة على مسألة النعم، النعم الإلهية عامرة في كل مجالات الحياة حقيقةً ومن المناسب أنْ يجلس الإنسان في بعض الأوقات والحالات جلسة استرخاء وينظر إلى النعم الإيجابية في حياته، طبيعة ابن آدم أنه يركز على السلب ويركز على ما فُقِد منه، فقد يُصاب المرء في حياته ببلية وتمرُّ عليها سنوات طويلة لكنه يبقى يعيش في ذكرى تلك البلية، والحال أن النعم الغامرة عليه في حاضره لا تُعدُّ ولا تحصى، لكنه يغمض عينه عنها ولا يحاول أن يستذكر هذه النعم ويبقى يعيش الألم والحسرة لفقدانه شيئاً في الماضي، هذه النعم الغامرة في شتى مجالات الحياة أذكر بعض النماذج الإلهية من موارد منّة الله (تعالى) على عباده الصالحين:
الذرية الصالحة
من صور النعمة على الإنسان كما ذكره القرآن الكريم الذرية الصالحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ)[١]، فمن موجبات خلود إبراهيم (عليه السلام) مساهمة إسماعيل (عليه السلام) في حركته التوحيدية يقول: الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق، القرآن عند ما يصل إلى ذكر نبيه يوسف (عليه السلام) يقول: (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ)[٢]، نعمة الذرية الصالحة من النعم الكبرى التي على الإنسان أنْ يطلب من الله (عزّ وجلّ) أنْ يخصَّه بهذه النعمة، رأيتُ في القرآن الكريم أثنا عشر مورداً القرآن يعبّر عن الذرية بأنها هبة من الله (عزّ وجلّ) نحن، نعم لا ننكر أنَّ مسألة الذرية الصالحة متوقفة على التربية ومتوقفة على المراقبة منذ انعقاد النطفة وهنالك آداب لذلك إلى أنْ يبلغ الحلم، ولكن لا تنسَ مع ذلك أنَّ الهبات الإلهية لا حساب لها الله يهبُ هبةً لمنشأ ما ولكن عندما يهب لا يراعي الحساب في ذلك، وعند التأمل في قوله (تعالى): (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ)[٣]، الآية تقول إنَّ هذه الهبة كانت بسبب بعض المناشئ من قبل الخليل (عليه السلام) ففي البدء (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)[٤]، فهنالك حركةٌ من العبد أوجبت هذه الهبة الإلهية، وفي آية أخرى قال (تعالى): (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)[٥]، إذن الذي يريد أنْ يتمتع بهذه النعم الإلهية عليه أنْ يقدّم قرباناً في سبيل الله (عزّ وجلّ) كمجاهدة للنفس أو حركةً ترضي الربّ فهذه الأمور من الأمور التي توجب نزول النعم الإلهية.
الانتماء إلى الأمة الصالحة
من النعم الإلهية على العبد الانتماء إلى الأمة الصالحة، ففي الواقع كون أحدنا منتسباً إلى أشرف الأديان، وتعبير أشرف الأديان ليس تعبيراً صحيحاً، إذ ليس هنالك شريفٌ في مقابل الإسلام، فإنّ الدين عند الله الإسلام، والله (سبحانه وتعالى) خصّنا بالدين الإلهي المختار ومن بين أتباع الدين، وجمع لنا بين الثقلين؛ الكتاب والعترة ومن بين متبعي الكتاب والعترة، جعلنا من رواد بيوته ومن المقيمين لذكر أوليائه من الطائعين، في الواقع إذا نظرتَ إلى نفسك رأيتَها في حلقة صغيرة جدا من هذه الحلقات على وجه الأرض، كم مليار إنسان ينكر وجود الله (عزّ وجلّ)، كم مليار إنسان يعتقد بوجود شريك لله (عزّ وجلّ)، كم مليار إنسان ينكر نبوة النبي الخاتم وكذلك القرآن الكريم، كم من البشر لم يأخذ الإسلام من خلال نمير أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وأنتَ جمعتَ بين هذه الخصال، إذن نعمة الانتماء للأمة الصالحة من النعم الكبرى، قال (تعالى) على لسان موسى (عليه السلام): (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ)[٦]، جعل فيكم أنبياء أي أنتم منتمون إلى أمةٍ فيها الأنبياء وفيها الصالحون.
السلامة من الآفات والفتن
كذلك من نعم الله (عزّ وجلّ)، علينا الراحة من الآفات والفتن فكما هو معلوم أنّ الأرض دائماً وحديثاً ومستقبلاً لم تشهد هذه الأرض، العدل الإلهي مطبقاً كما يريده الله (تعالى) إلا في فترات بسيطةٍ جداً، أيام ركب نوح (عليه السلام) السفينة، طبيعي الأرض خالية من السكن والسكان، يمكن أنْ يقال فترة عدم وجود الظلم عندما نزل آدم (عليه السلام)، من الجنة ولم يبتلَ بولد ٍ فاسق مثل قابيل -أيضا من الممكن أن نقول ذلك- متى الأرض شاهدت العدل المطبق وكيف كان الإنسان الذي يعيش في هذا العصر، في حالة نسبية من الأمن والرخاء عليه أن يستغلّ هذه النعمة، هذا الحديث فليجعله الإنسان نصب عينيه دائماً وخاصةً في فترات الأمن والراحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (من أصبح وأمسى وعنده ثلاث فقد تمت عليه النعمة في الدنيا: من أصبح وأمسى معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه، فإن كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة، وهو الإسلام)[٧].
يشير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أنَّ النعمة تكون تامة على الإنسان في نعم ثلاث لكن ما هي هذه الثلاث؟ يقول: المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم):
من أصبح وأمسى معافى في بدنه آمناً في سربه- يذهب ويأتي ليس هنالك من يقطع عليه الطريق وليس هنالك من يحاسبه في غيابه وإيابه.
عنده قوت يومه ولم يقل عنده مدخرات لسنواتٍ عديدة يقول النبي (صلى الله عليه وآله).
فإن كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة ما هي الرابعة يقول: المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهو الإيمان.
إذن فلينظر الإنسان إلى نفسه، فإذا كان في عافية في بدنه –من الطبيعي الإنسان قد يبتلى بعارضِ خفيفٍ دائمٍ أو متقطع ولكن إجمالاً يعتبر في نظر العرف إنسان معافى- وعنده قوت اليوم، لا يحتاج أن يمدّ يده إلى الآخرين آمناً في سربه ويعيش حلاوة الإيمان بمستوى من المستويات يقول النبي (صلى الله عليه وآله) إنَّ هذا الإنسان تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة.
تحويل النعمة إلى كفر
لكن مع الأسف بني آدم كيف يحوّل هذه النعم إلى كفر بنعم الله (عز ّوجلّ) من مصاديق كفران النعم، المصداق الشائع في حياتنا استعمال النعمة في المنكر في المعصية، فقد نلاحظ الإنسان المبتلى حقيقة أو الملقى على فراش المستشفى أو المطالب بدين وما شابه ذلك كالمصاب بالاكتئاب والحزن والمشاكل العائلية نلاحظ هذا الإنسان مع حسن الحظ بعيد عن المعاصي، وإن كان في هذه الأيام البعض من المرضى حتى في المستشفيات يستصحب معه أدوات المنكر ولكن بشكلٍ عام الابتلاء يبعد الإنسان عن أجواء المعصية ولكن الاسترخاء والنعم الوافرة كالمال في الجيب وكما يقول الشاعر: (إنّ الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة) – وإن كانت هناك مناقشة فيما يقول- لكن مع الأسف الإنسان لا يحاول أن يستثمر حالة الرخاء وحالة وفور المال والأمن والأمان ليصل إلى مرحلةٍ مستقرةٍ من اطمئنان النفس.
الدنيا لا ضمان فيها
على الإنسان أنْ يُلاحظ أنّ هذه الدنيا وهذه الأرض لا نضمن فيها بقاء الأمور على ما هي عليه، فالإنسان ما دام الآن في حال فراغ، في حال ارتياح نسبي، عليه أنْ يحاول أنْ يصل إلى مرحلة من الكمال الباطني، بحيث لو وقع في أشد أنواع البلاء يبقى على حالة واحدة، لماذا؟؛ لأنه متصل بالقيادة العليا، فربما في معركة القتال هنالك جندي ليس له جهاز اتصال بالقيادة، كلما ابتعد عن الجيش كلما انفرد في صحراء، أو في معسكر، أو في خندق يعيش حالة الاضطراب؛ لأنه ابتعد عن مصدر قوته ولكن الجندي الذي عنده جهاز يتكلم مع قيادته في كلّ صغيرة وكبيرة وهو يقطع أنه إذا أراد المدد جاءه المدد يعيش حالة من الارتياح، وإنْ كان في الخط الأول أو كان في الخط المتأخر، المؤمن في هذه الحياة بمثابة جندي مقاتل على صلةٍ بمن بيده القرار في الوجود في هذا البيت، الكعبة لها ربّ يحميها وكذلك للأرض، للأمة، لهذا الوجود، ربٌّ يرعى جزئيات هذا الوجود، ما خلق هذا الكون سدى، اليهود قالوا يد الله مغلولة، خلق الكون ثم اعتزل مثلا، ولكن الله (عزّ وجلّ) يقول في كتابه الكريم: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا)[٨]، يعني أيها البشر سقوط الورق بعلم منا، بتقدير منا، في أية زاوية تسقط هذه الورقة، بأي سرعة تهوي إلى الأرض؟ ما هو المكان الذي تسقط عليه الورقة؟ ما قيمة هذه الورقة التالفة لنقرأ هذه الآية يومياً، ليلياً بين صلاتي المغرب والعشاء في صلاة الغفيلة؟ أليس في ذلك درس على المؤمن؟ أنْ يعيش حالة الاستقرار الباطني بأنّ الله (عزّ وجلّ) خلق هذا الوجود له نظرته إلى الورقة اليابسة فكيف بمن يدبّ على وجه الأرض وعلى الخصوص من ينتمي إليه ومن وعد الله (عزّ وجلّ) بأن يكون له ولياً ومحامياً؛ ذلك بأنّ الله لم يكن مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أقرب إليك من حبل الوريد
لا بأس في بعض الأوقات يلّقن أحدنا نفسه، عندما يرى حنان الأمومة، عندما ترى الزوجة ترضع ولدها بحنان ودفء، وحالة من حالات الإيثار تقطع نومها طعامها من أجل الولد، في هذه الحالة على أحدنا أنْ يحاول تذكر هذه المقولة بأنّ لك ربّ، هذا الربّ أقرب إليك من حبل الوريد، من حيث المدد والارتباط التكويني وأرأف عليك من أبيك وأمك من حيث الارتباط العاطفي، والإنسان الذي يعيش هذه الحالة مستحيل أن يعيش حالة الخوف والرعب من الله (عزّ وجلّ)، فعلى الإنسان أنْ يكون عبدا صالحاً يعمل ما يطلبه الله منه.
لا تعقدون الدين
قلتُ في بعض المواقف وفي بعض المجالس لماذا تعقدون الدين للناس؟! الدين ماذا؟ هو؛ صلاةٍ في اليوم ركيعات يصليها الإنسان، لو جمعتَ هذه الركيعات ما تجاوزت نصف ساعة، وكم من الساعات التي نقضيها في كلّ رطبٍ ويابس في العمر؟! حجة واحدة في السنة صوم شهر واحد وإذا لك فائض من المال أدفع خمس ذلك المال، هذا هو الدين في كلياته وهنالك بعض المحرمات (السخيفة) التي يمدها الطبع من الخمر والخنزير والزنا وما شابه ذلك من المحرمات على المؤمن أن يبتعد عنها ويجتنبها، هذا هو الدين هذه هي الشريعة في عشر نقاط التزم بذلك وإذا أنتَ من الفائزين في الدنيا والآخرة فما يفعل الله في عذابكم؟! إن شكرتم ربّ العالمين حقيقةً عزيز على الله (عزّ وجلّ) أنْ يرى عبداً من عباده ولو كان منحرفاً في نار جهنم.
أرجعوا عبدي لحسن ظنه بي
هناك رواية من أرجى الروايات بالنسبة إلى المحشر وإلى يوم القيامة وعن نفسي لا أريد أنْ ألقن نفسي الأمل برحمة الله (عزّ وجلّ) وبمغفرة الله (عزّ وجلّ) أذكر نفسي بهذا الحديث الذي لعله روي في عدة مضامين فعن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (يوقف عبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيؤمر به إلى النار فيقول لا وعزتك ما كان هذا ظني بك فيقول ما كان ظنك بي فيقول كان ظني بك أن تغفر لي فيقول قد غفرت لك) قال أبو جعفر عليه السلام اما والله ما ظن به في الدنيا طرفة عين ولو كان ظن به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو)[٩].
من المعروف أنَّ ملائكة الرحمة، برحمة الله يجعلون العبد في الأغلال ويلقون به في نار جهنم، نعم هذه من رحمة الله (عزّ وجلّ) لأن هذا مقتضى العدل، ففي هذا الوجود ملائكة الرحمة هذه الوجودات اللطيفة الشفيقة تؤمر بأن تأخذ بيد العبد مكبلاً إلى نار جهنم، العبد يساق وتصوروا إنساناً يذهب إلى جهنم كيف يذهب؟ بلا شك يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى، كيف يدفع من يسوقه إلى النار؟! ربما أحدنا رأى الذي حُكِم عليه بالإعدام كيف يدفع دفعاً إلى منصة الإعدام؟ يذهب ذلك الإنسان الذي لم تسعفه أعماله الصالحة إلى جهنم، ثم عندما يرى تلك الأهوال يلتفت إلى الوراء، طبعا ييأس من الملائكة فيتكلم مع الله (عزّ وجلّ) مباشرةً، يبعث برقية مستعجلة إلى ربِّ العالمين، مضمون هذه البرقية كلمات قصيرة، يقول: يا ربّ ما هكذا كان يا ربي ظني بك، أنا عبدك خلقتني…، وأكيداً هذا الكلام صادر من إنسان له حسنات له هفوات المهم يتذكر عبادته يتذكر صلاته يتذكر ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) -وإلا هذا الكلام لا يصدر من محُض الكفر محضاً- يقول: يا ربِّ ما هكذا كان ظني بك، عند ذلك الله (سبحانه وتعالى) بعد أن حكم عليه، وبعد أن أخذ القرار، وبعد أن أبلغ القرار، والعبد على شفير جهنم يأتي النداء الإلهي أرجعوا عبدي! لماذا؟ لحسن ظنه بي! نعم عندما يقول يا ربِّ ما هكذا كان ظني بك الله (عزّ وجلّ) يكون عند حسن ظن عبده به، وفي روايةٍ أخرى بهذا المضمون أجيزوا كذبه، إنسان يكذب لو كان عنده حسن ظنّ بالله (عزّ وجلّ) لما ختم حياته بما ختم ربُّ العالمين، يعلم أنه تمثيل ومع ذلك يقبل هذا التمثيل من العبد وأنتم تعلمون أنّ من زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز.
ختام
روي عن الإمام علي (عليه السلام) وهو من روائع القول في هذا المجال: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)[١٠]، فعلى الإنسان أن ينتبه ويلقن نفسه بأنَّ هذه آخر سنةٍ من سنوات الراحة وهذه آخر سنة من سنوات حياتي، فعندما تذهب إلى الحج، من أين تضمن الطرق سالكة إلى الحج في الموسم القادم؟ لماذا تؤمن نفسك أن تقصّر في الحج على أمل في حجةٍ أخرى؟ وهكذا في كلّ شهر قل هذا هو الشهر الذي أعيش فيه الاستقرار النسبي ليعمل أحدنا ما يقربه إلى ربه، على الإنسان أن يواسي إخوانه أيضاً فيما أنعم الله (عزّ وجلّ) عليه بماله بقلبه، الإنسان حقيقةً عليه أنْ يكون كما في الروايات يعيش حالة الترابط العاطفي مع إخوانه المؤمنين أينما كانوا، ينقل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة بدر تألم وهو يسمع أنين عمه العباس مع أنه كان في عالم الجاهلية لم يسلم بعد ولكن أنين إنسانٍ كافر وهو رحم للنبي (صلوات الله وسلامه عليه) عمه، لم يرتح في تلك الليلة، المسلون أحسوا بذلك ومن هنا كانت الحرية لعمه (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذن طبيعة الإنسان المؤمن طبيعة رقيقة يتألم من كلّ صغيرةٍ وكبيرة الإمام المعصوم (عليه السلام) يرى الجارية تصعد إلى السطح وأنه قد نهى الجواري من الصعود إلى السطوح وإذا بالجارية تصعد السطح مخالفةٍ لأمر إمامها وبيدها ابن الإمام، ولد الإمام المباشر، وإذا بالجارية ترتعب، وإذا بالجارية تخاف فيسقط الصبي ويموت، الإمام يتغير لونه الإمام يتأثر، طبيعي تأثر لموت الولد، وإذا بالمعصوم (عليه السلام) تأثري لما أدخلته عليها من الرعب لحظات، الجارية أحست بالرعب مني فأسقطت الصبي فمات، وبالمقابل الإمام المعصوم (عليه السلام) هذا القلب الكبير يتألم من الرعب الذي دخل في قلب الجارية نعم هكذا القلوب المرتبطة بالسماء.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- القرآن الكريم أصرَّ كثيراً من خلال آيات متعددة على مسألة النعم، النعم الإلهية عامرة في كل مجالات الحياة أذكر بعض النماذج الإلهية من موارد منّة الله تعالى على عباده الصالحين:
- النموذج الأول: الذرية الصالحة.
- من صور النعمة على الإنسان كما ذكره القرآن الكريم الذرية الصالحة ( الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق إبراهيم الخليل ^)، نعم لا ننكر أنَّ مسألة الذرية الصالحة متوقفة على التربية ، ولكن لا تنسَ مع ذلك أنَّ الهبات الإلهية لا حساب لها.
- النموذج الثاني: الانتماء إلى الأمة الصالحة.
- من النعم الإلهية على العبد الانتماء إلى الأمة الصالحة ففي الواقع كون أحدنا منتسب ٌُ إلى أشرف ومن بين متبعي الكتاب و العترة من النعم الكبرى.
- النموذج الثالث: السلامة من الآفات والفتن.
- كذلك من نعم الله عزّ وجل علينا الراحة من الآفات والفتن فكما هو معلوم أن الأرض دائماً وحديثاً ومستقبلاً لم تشهد هذه الأرض العدل الإلهي مطبقاً كما يريده الله تعالى إلا في فترات بسيطةٍ جدا أيام ركب نوح السفينة
- تحويل النعمة إلى كفر.
- لكن مع الأسف بني آدم كيف يحوّل هذه النعم إلى كفر بنعم الله عز ّو جلّ من مصاديق كفران النعم المصداق الشائع في حياتنا استعمال النعمة في المنكر في المعصية.