- ThePlus Audio
تعرف على المنتظر الحقيقي ودوره في زمن الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو المنتظر الحقيقي؟
إن من ينتظر إمام زمانه انتظارا حقيقيا لابد وأن تكون له محطة لتجديد العهد به في كل يوم؛ ناهيك عن المحطة الأسبوعية في يوم الجمعة حيث يلهج فيها بدعاء الندبة ويستعشر فراقه ويتجرع الغصص من غيابه. من المحطات المهمة في حياتنا والتي ينبغي أن تكون فيها حصة لدعاء الفرج؛ قنوت صلواتنا. إن ذكرك لإمامك في محطة ثابتة كقنوت الصلاة، تجعلك دائم التذكر له؛ فلولا ذلك قد تذكره مرة وتنساه فترة. وليس بالضرورة أن يكون ذكرك في الركوع الدعاء له فحسب؛ بل اجعل الدعاء من قنوتك، إما في بداية القنوت أو في ختامه بتوجه.
لماذا لا تردف الصلاة على النبي وآله بالدعاء لفرج إمامك؟
لقد جرت العادة عند أتباع مدرسة أهل البيت (ع) أن يصلوا على النبي وآله عند ذكر اسمه ويتبعوا ذلك بالدعاء لفرجهم بقولهم: (وعجل فرجهم)، وهذه عادة من خير العادات. لا تغفل عن هذا الدعاء في كل صلاة تصليها على النبي وآله (ص) وما الضير في أن تضيف إليه كذلك: وأهلك أعدائهم، فزيادة الخير، خير. وبإمكانك الالتزام بهذه الصيغة حتى في صلاتك؛ فلم أر من الفقهاء من يرى فيها إشكالا أن يأتي بها العبد في صلاته، فلا مانع من هذا الذكر في الصلاة؛ بل فيه تمام المقتضي. قد يُصلي المرء على النبي وآله ويُنتبعها بالدعاء لفرج إمام زمانه في قنوته وركوعه وسجوده ولكن من دون التفات وتوجه؛ فيتفق أن يرق قلبه ذات يوم فيدعو بتوجه ويشكو إلى ربه فقد النبي (ص) وغيبة الإمام (عج)، فتكفيه تلك الدعوة الواحدة لكي يلتفت إليه الإمام (عج) ويخصه بعنايته وهذا غاية المنى.
<h٢>لا تسعتجل قطف الثمار وترقب النفحة المهدوية</h٢>
إننا نفهم من بعض العبارات؛ أن الأعمال المستحبة أو البعض منها لا تؤتي ثمارها إلا بعد سنة، ولذلك لا تستعجل قطف ثمار قيام الليل مثلا قبل سنة كاملة من الاستمرار، فإن المقام المحمود لا يُنال بليلة ولا ليلتين، ولا بأسبوع أو أسبوعين. فإذا تعودت أن تلهج بذكر إمام زمانك (عج) سنة كاملة وندبته في كل جمعة ودعوت له في قنوتك وركوعك وسجودك، عند ذلك توقع النفحة المهدوية.
واعلم أن من علامات القرب المهدوي؛ رقة القلب عند ذكر الإمام (عج)، ولا يكون عند ذكره ساهيا لاهيا. ففي هذه الحالة تسمع اسم النبي (ص) فتصلي عليه وعلى آله وتقول: وعجل فرجهم، وإذا لك تنتقل إلى غيبته وتشعر بفقده وتذكر وحشته وقلة ناصريه وتدعو في قلبك: اللهم نشكوا إليك قلة عددنا، وكثرة عدونا، وإلى آخر هذا الدعاء.
إن المؤمن هو الذي يثير اسم الحسين (ع) دمعته واسم المهدي (عج) شوقه ولا يذكر الله عز وجل إلا وهو ملتفت يعقب اسمه بجل جلاله وعم نواله وما شابه ذلك من ألفاظ التوقير والإكبار. ولذلك عندما تذكر اسم إمامك (عج) حاول أن تحول الذكر الجاري إلى ذكر متغلغل ينفذ إلى القلب. إنك عندما تسقي شجرة أو نبتة تحرص على إيصال الماء إلى الجذور ولا تصب الماء على الشجرة صبا، وهكذا يكون ذكرهم. فإذا نفذ الماء إلى الجذور؛ أذا الماء وصل للجذور أنبتت وأينعت وآتت من كل زوج بهيج الآن الشاهد لا نريد أن نخوض في كلام العاطفي بعد فترة اصبحت نبتت وأينعت وأثمرت وآتت من كل زوج بهيج.
وهذه العبارة التي وردت في دعاء العهد: (اَلْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ)[١] هي المقياس لتحويل الحب إلى عمل. إن هذا الدعاء قد روي عن الإمام الصادق (ع) وكان يفصله عن ولده سنوات كثيرة ومع ذلك كان يندب الإمام (عج) ويقول: (سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي، وَ ضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَ اِبْتَزَّتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي)[٢]، وقد كان النبي والأئمة (ص) يلهجون بذكره ولم يصلنا من ذلك إلا القليل.
فبعد أن عبأت نفسك شعوريا، وشحنتها باطنياً، وصرت مهدويا؛ فجر هذه الطاقة، كما يتحول الماء الهادر في معامل الكهرباء إلى تيار يضيء مدينة باكملها. إن هذه المعامل تحول الماء المندفع أو الطاقة الداخلية من خلال المولدات إلى طاقة خارجة أو التيار الكهربائي.
كيف تفجر هذه الطاقة الكامنة خدمة لإمامك؟
قل من التفت إلى معنى هذه الفقرة من دعاء العهد: (اَلْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ)؛ إن من مصاديق المسارعة إليه، إغاثة ملهوف أو التنفيس عن يتيم بتبنيه ورعايته. سارع إلى الاهتمام به والقيام بشئون هذا اليتيم الذي قُتل أباه ظلما أو مات في حادث سير، قبل أن يسبقك إليه غيرك؛ خاصة إذا كان من ذرية النبي (ص). كفكف دمعته وامسح على رأسه، وهيأ له مسكنا وأمن له مستقبلا، ففي ذلك رضى إمامك (عج) لأنه ليس من شأنه أن يباشر هذه الأمور وإنما يباشرها أمثالك من المسارعين إليه في قضاء حوائجه.
إن حوائج الإمام هي حوائج المنتظرين له والمتوسلين به؛ فإذا قضيتها فقد قضيت له حوائجه. إن حوائج الإمام (عج) الشحصية لا يستوعبها فكرنا فضلا عن العمل على قضائها، ولكن المسارعين إليه في قضاء حوائجه تعني كما يقول النحويون: بحذف المضاف؛ هي حوائج المنتظرين له. أنت مرشح لكي تكون ممن يقضي الله حوائج المتوسلين بإمام زمانهم على يديه. فإذا وفقك الله لقضاء حاجة متوسل من المتوسلين بإمام زمانهم؛ خاطب مولاك قائلا: مولاي، لقد قضيت لولي من أوليائك حاجة وأنا وليك، فإن رأيت أن تقضي لي حاجتي وإلا فالأمر إليك. لا تقترح على الإمام ولا تتوقع في مقابل ما تفعله عوضا.
خلاصة المحاضرة
- إن حوائج الإمام هي حوائج المنتظرين له والمتوسلين به؛ فإذا قضيتها فقد قضيت له حوائجه. إن حوائج الإمام (عج) الشحصية لا يستوعبها فكرنا فضلا عن العمل على قضائها، ولكن المسارعين إليه في قضاء حوائجه تعني كما يقول النحويون: بحذف المضاف؛ هي حوائج المنتظرين له.
- أنت مرشح لكي تكون ممن يقضي الله حوائج المتوسلين بإمام زمانهم على يديه. فإذا وفقك الله لقضاء حاجة متوسل من المتوسلين بإمام زمانهم؛ خاطب مولاك قائلا: مولاي، لقد قضيت لولي من أوليائك حاجة وأنا وليك، فإن رأيت أن تقضي لي حاجتي وإلا فالأمر إليك. لا تقترح على الإمام ولا تتوقع في مقابل ما تفعله عوضا.