تدبر القرآن (آية التوبة)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

بنائنا إن شاءالله علی التدبر في بعض آیات الکتاب الکریم، القرآن الکریم اخواني مزیته أنه عندما یتناول موضوعاً من الموضوعات یتکلم فیه بکل ما للکلمة من معنی؛ من الآیات الجامعة في هذا المجال آیة التوبة في سورة زمر هذه الآیة حقیقتا بشارة للعاصین کلنا خطائون کلنا عاصون البعض منا یُسرف في المعصیة یسرف علی نفسه! ما معنی الاسراف علی النفس؟ أي تجاوز الحدود هنالك انسان عاصي بمعنی من المعاني ولکن الاسراف الزیادة في الحد هؤلاء ما هو حکمهم؟ قل یا عبادي الذین أسرفوا علی انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله یغفر الذنوب جمیعا إنه هو الغفور الرحیم! تعالوا معاً نتدبر في کلمة کلمه؛ اولا القرآن الکریم اُنزل علی النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم لیبشر به الناس اذاً لماذا یقول قل یا عبادي قل اعوذ برب الناس قل اعوذ برب الفلق قل یا ایها الکافرون قل هو الله احد؟ في الآیات والسور التي فیها کلمة قل یعني هنالك مضمون مهم هناك توصیة مؤکدة کل آیة فیها کلمة قل في التقدیر أي آیة في القرآن الکریم قبلها کلمة قل مقدرة ولكنة في هذه الآیة هنالك تصریح بکلمة قل یعني یا رسول الله أبلغ هذا الخبر للمؤمنین اولا قل یا عبادي الکلام عم من؟ الذین أسرفوا علی انفسهم هؤلاء عبید الهوی هؤلاء عبید الشیطان والا ما اسرفوا علی انفسهم! ما معنی المسرف؟ الذي یعصي ربه عصیاناً کثیرا یقول هؤلاء عبادي ما خرجوا من دائرة العبودیة لي انظروا الی لطف الإله بالعاصین! الذین اسرفوا علی انفسهم ایضا اشارة الی أن الذي یسرف في المعصیة هذا یسرف علی نفسه لن یضر الله شیئاً هو المتضرر ولکن ما هو الخبر ما هي البشاره؟ لا تقنطوا من رحمة الله، في آیة أخری یقول رب العزة والجلال رحمتي وسعت کل شيء رحمتي اما هنا یقول لا تقنطوا من رحمة الله علماء التفسیر یقولون هنا العبارى أبلغ لئن الرحمة مضافة الی ذات الالهیة المشار الیها بلفظ الجلالة لفظ الجلالة هنا تشیر الی کل صفات الجلال والکمال الالهي! لا تقنطوا من رحمة الله إن الله یغفر الذنوب جمیعا، کل کلمة في هذه العبارة فیها تأکید إن اداة التأکید فرق بین أن تقول زید في الدار أو إن زیداً في الدار اذاً إن اداة تأكيد إن الله یغفر ما قال غفر یغفر فیها استمراریة فعل المضارع یدل علی الاستمراریه، الذنوب في اللغة العربية هناك قاعدة الجمع اذا دخل علی أل یفید العمدم الذنوب جمع وأل ایضا حرف دخل علی الذنوب یعني کل الذنوب ومع ذلك الآیة احتیاطاً قالت جمیعاً؛ اذاً إن یغفر الذنوب جمیعاً کلها دالة علی أن الرحمة الالهیة غامرة ومع ذلك یقول إنه هو الغفور الرحیم یعني تأکید بعد تأکید.
اذاً ماذا نعمل بعد قوله تعالی إن الله یغفر الذنوب جمیعا الا أن يشرك به؟ المشرك الکافر هذا الانسان لا یعترف بالله عزوجل اما بوجوده واما بوحدانیته اذاً صلة العبد مع ربه منتفیة مع الشرك والکفر الکلام في المعصیة ما دون الشرك کما قال القرآن الکریم وحقیقتاً في آخر الحدیث نقول أن العاصي اذا وصل الی مرحلة اليأس من رحمة الله عزوجل هذا الانسان لا یمکنه العود الی الله عزوجل لأنه يائس والیائس لا قدرة له علی التحرك؛ انسان مغمی علیه انسان یائس من الحیاة انسان یعتقد أنه مشلول وما هو بمشلول هذا الانسان لا یمکنه الحرکة هذه بشارة لجمیع المؤمنین والمؤمنات ولکن بعض الناس یصل الی درجة من المعصیة لا یوفق للتوبة ایضاً التوبة منحة الهیة ما معنی ذلك؟ تاب الله علیهم لیتوبوا؛ توبة العبد بین توبتین من الله عزوجل رب العالمین عاد علیهم باللطف العصاة تابوا اذاً تاب اللهم علیهم اولاً أي نظر الیهم نظرة لطف هؤلاء رجعوا الی الله عزوجل؛ فإذا رجعوا الی الله عزوجل تاب الله علیهم ثالثةً هناك توبة من الله الی العبد التفاتة الیه، توبة من العبد الی الله عزوجل رجوع الیه وتوبة من الله للعبد مغفرة له هنیئاً لمن مر في هذه المراحل الثلاث من التوبه.

اللهم اغفر ذنوبنا اللهم استر عیوبنا اللهم أصلح ما فسد من أمرنا أبلغ سلامنا الی امام زماننا والفاتحة مع الصلوات.