تبعات سوء الخلق

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول حسن الخلق وما هي الأخلاق الحسنة وما هي ثمرات الخلق الحسن؟ اولا نحن عندما نقول فلان حسن الأخلاق تتبادر الی الذهن البشاشة یعني فلان کثیر الأبتسامة فلان یتحمل غضب الآخرین ما یقرب من الحلم طبعا هذه شعبة من شعب حسن الخلق، حسن الخلق أجمالاً في مقابل حسن الخِلقة لو أن انساناً له مثلا عینان جمیلتان ولکن باقي معالم الوجه قبیح هذا الانسان لا یعد جمیلاً الجمال في کل العناصر اذاً الانسان حسن الخلق ذلك الانسان الذي في باطنه صفات الجمال الباطني هذا المعنی تعکسه هذه الروایة عن النبي الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم الا اُخبرکم بأبعدکم مني شبهاً؟ طبعا الشباهة في الخلقة لا نتوقعه الکلام في الخُلق في الباطن قالوا بلی یا رسول الله قال الفاحش المتفحش البذيء البخیل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعید من کل خیر یُرجی غیر المأمون من کل شر یُتقی لاحظوا النبي الأکرم جعل الدائرة دائرة واسعة حتی قاسي القلب الذي لا یخشع من مصادیق قسوة القلب عدم الخشوع اذاً أي نقص في الباطن نسمیه سوءً في الخُلق طبعا لا یُعقل انسان یجمع کل خصال الشر في باطنه هذا مسکین جداً هذا بائس الکلام في المؤمن یتفق أن المؤمن له صفات جمیلة کریم رقیق القلب متواضع کل هذه الصفات موجودة فيه ولکنه سریع الغضب هذا الانسان سيء الخُلق ما جزائه؟ اولا إن سوء الخلق عن امامنا الصادق علیه السلام لیفسد العمل کما یفسد الخل العسل انسان في اللیل یقوم اللیل ولعله یصوم النهار ولکن في اول موقف یستفزه تراه یرفع صوته یکشر عن أنيابه هذا الانسان عندما یغضب یرتکب القبیح من الأفعال ولهذا اذا أردت أن تزوج أبنتك أحداً سله عن رکنین الایمان وحسن الخلق بالأيمان لا يعصي رب العالمین بحسن الخلق یحسن المعاشرة وإن کان سوء الخلق کما قلنا قبل قلیل مقدمة من الوقوع في الحرام بعض الناس في غیر حال الغضب لا یرتکب منکراً الشهوة لا تغریه المال لا یغریه الجاه والمقام لا یغریه ولکن بمجرد أن یغضب یتکلم بالفحش یغتاب یضرب من غیر حق الی آخره ولهذا النبي الأکرم صلی الله علیه وآله قال أبى الله لصاحب الخلق السيء بالتوبة یعني لا یتوب لسيء الخلق سئوال نحن نعلم أن الله عزوجل یغفر الذنوب جمیعا سوء الخلق لیس بشرك فکیف لا یغفر الله له؟ فقیل یا رسول الله وکیف ذلك؟ قال لأنه اذا تاب من ذنب وقوع في أعظم من الذنب الذي تاب منه؛ الیوم غضب تکلم بکلام فاحش غداً یغضب یتکلم بالغیبة في ذنب اعظم فإذاً الغضب في الباطن بمثابة النار المشتعلة في کل یوم تحرق الانسان في جانب من الجوانب، لقمان هذا الانسان الحکیم ایضا یوصي إبنه أياك والضجر وسوء الخلق وقلة الصبر الانسان اذا ابتلي بهذه الأمراض النتیجة أنه لا أنيس له سوء الخلق یوحش النفس ویرفع الأنس الغضوب حتی مع نفسه مستوحش یتفق بعض الناس عندما یهدأ یلوم نفسه الی درجة یکاد یضرب نفسه اذاً یستوحش حتی من نفسه والله عزوجل قال في کتابه ولو کنت فظاً غلیظ القلب لأنفظوا من حولك اذا رأيت انساناً لا صدیق له انساناً وحیداً أبحث عن السبب تراه هذا الانسان سيء الخلق ینفر القریب والبعید ولهذا نلاحظ بعض الأبناء عندما یراجعنا یقول لولا واجب الأبوة وعقوق الوالدین أي الخوف من عقوق الوالدین لما أحتملنا هذا الأب هذه مصیبة يعني والد یتحمله الولد لا لأبوته للمحبة وانما خوفاً من نار جهنم والا لا یطاق بنفسه! الآن الأب والأم لا یمکن الأنفكاك عنهما صاحبهما في الدنیا معروفا المشکلة في الزوجة الزوجة اذا صارت سیئة الخلق أو الزوج لا فرق هذه الحیاة حقیقتا من اسوء انواع العیشة الخلق السيء أحد العذابین لعل المراد هنا بالعذاب الآخر عذاب جهنم ولهذا المؤمن اذا لم یمکنه التخلص من هکذا عیشة حقیقتاً یعیش مغموماً مع امرأة هکذا أو المؤمنة ولهذا ایضا سُئل امقرالمؤمنين عن أدوم الناس غماً قال أسوئهم خُلقاً هو مغموم ویوقع الغیرة في الهم والغم ایضاً.
روایة أخيرة قد تکون انساناً موفقاً سعد بن معاد کان من اصحاب النبي عندما دفنه النبي الأکرم هکذا عُرف ولعل النبي ذکر أصابته ضمة ضغطة القبر فسُئل عن ذلك النبي یعرف الأسرار الأحياء والأموات قال نعم إنه کان في خلقه مع أهله سوء، سوء خلقه في الدنیا أوجبت له ضمة القبر اذاً في الدنیا هم وغم في القبر ضغطة القبر في عرصات القیامة محاسبة من حیث الأصدقاء لا قرینة ولا صدیق بقي أي شيء؟ اذاً العاقل لا یکتسب کل هذه التبعات بسوء خلقه اذا لم تکن حلیماً فتحلم مع تکثر التحمل یصبح حسن الخلق سجیة لك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر وابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.