- ThePlus Audio
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من السور الملفتة في القرآن الکریم السورة التي تتناول أحد عتات الجاهلیة وهو أبولهب وزوجته التي کانت معه في ایذاء النبي صلی الله علیه وآله وسلم لفتة النظر أو الإلتفات اولا هذا عم النبي لا شك في نسبه عمه الغریب والقرآن الکریم أنزل سورة کاملة في ذم هذا الرجل وفي ذم زوجته، الدرس العملي الاول أن هذه القرابة ما نفعت أبالهب بل کانت سبباً في خسرانه هذا الرجل لأنه کان یری نفسه عماً للنبي هذا المعنی کان یجعله هکذا وكأنه ولي أمر النبي، لو کان أجنبیاً لعله لم یتدخل کثیراً الرواية النقل التأريخي مُلفت کلما جاء وفد إلی النبي یسألون عنه عمه أبالهب عم الرجل عادة یُسئل عن إبن أخيه فکان یقول لهم أنه ساحر علی کلٍ کان له دور في الصد عن الدعوة النبویة.
وهناك ايضا روایة ملفتة ننقلها في الکلام یقول بینما انا بسوق المجاز واذا بشاب یقول یا ایها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا هو النبي الأکرم صلی الله علیه وآله، واذا برجل خلفه یرمیه قد أدمی ساقیه وعرقوبیه ویقول یا ایها الناس إنه کذاب فلا تصدقوه؛ اذاً هذا الرجل الذي کان في مقام العمومة للنبي هکذا کان موقفه، ولهذا القرآن الکریم دعا علیه، تبت یدا أبي لهب وتب، دعاء علیه الخسران والهلاك؛ رب العالمین اذا دعا علی أحد دعا علیه بالموت والهلاك ماذا یبقی له؟ طبعا هذا المعني في القرآن الکریم موجود في أربعین مورد والقرآن الکریم یدعوا بالطرد من الرحمة هذا معنی اللعن! اللعن لیس بفحش لیس بکلام معیب یعني نحن عندما نلعن یعني یارب اُطرده من الرحمة عندما رب العالمین یلعن یعني طرده من الرحمة وهذا المعنی في محله لئن هذا الرجل کان في قمة العداوة، ما أغنی عنه ماله وما کسب اولا کان وجیهاً في قریش وکان متمولاً له من الثروة شتان بین ثروة سیدتنا ام المؤمنین خدیجة سخرت مالها في طریق الدعوة وبین هذا الذي سخر ماله في ایذاء النبي.
الآن ما الفرق بین المال والکسب؟ ما أغنی عنه ماله وما کسب؛ یقال بأن المال قد یأتي من دون کسب کمال الإرث مثلا والکسب یأتي من خلال التجارة وغیره، أبولهب اسمه في الدنیا هذا المعنی یوم القیامة هذه الکُنیة تتحق في حقه سیصلی ناراً ذات لهب وامرأته حمالة الحطب هذه المرأة کانت تساند زوجها في ايذاء النبي صلی الله علیه وآله وسلم.
الامام الصادق علیه السلام في هذه السورة یعلمنا درساً یقول اذا قرأتم تبت یدا أبي لهب وتب فأدعوا علی أبي لهب؛ یعني اذا وصلت إلی مواضع اللعن في القرآن هکذا سایر القرآن؛ القرآن یقول تبت یدا أبي لهب وأنت ایضا تأسی بالله عزوجل في لعنه في الدعاء علیه فإنه کان من المکذبین الذین یکذبون بالنبي وبما جاء به من عند الله عزوجل، وبعبارة جامعة التفاعل مع الآیات أمر مطلوب! یا ایها الذین آمنوا قل لبیك، آیات الجحیم قل اللهم إني أعوذ بك منها، آیات النعیم الحور وغیره قل اللهم انا نسألك منها وفي موارد اللعن یلعنهم اللاعنون هذا التفاعل مع القرآن الکریم أمر راجح.
وأخیرا رب العالمین في القرآن الکریم یذکر بعض الأمور المتعلقة بالکافرین یقول في هذه السورة ما أغنی عنه ماله، المال مال الله عزوجل اذا أراد أن یبارك، یبارك واذا أراد أن یمحق، یمحق ایضاً کأمثلة! التدبر في القرآن أمر مطلوب؛ اولا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شیئا مال الکافر ذریة الکافر لا برکة فیها هذا اولا، یوم القیامة المنحرف الکافر المنافق الفاسق یوم لا یُغني مولیً عن مولیً شیئا، طبعا الآیة مطلقة ولکن من الواضح اهل الإیمان یشفع بعضهم لبعض، الصداقات في الدنیا تتبدد الأخلاء یومئذ بعضهم لبعض عدو! الکافر له کیدٌ بعض هؤلاء کیدهم تزول منه الجبال ولکن یوم لا یغني عنهم کیدهم شیئا؛ في دار الدنیا قد تمشي بعض خططهم ولکن یوم القیامة یوم الفصل یوم التغابن، الکافر لا تنفعه الشفاعة أءتخذ من دونه آلهة إن یردن الرحمن بضرٍ لا تغني عني شفاعتهم شیئا.
وأخیرا في کل العصور العتات والطواغیت لهم عدةٌ وعدد والقرآن الکریم یقول لن تغني عنکم فئتکم شیئا ولو کثرت، اذاً لا مال الکافر فیه برکة ولا أولاده لا کیده لا صداقته إلی آخره؛ رب العالمین هو الفعال لما یشاء یبارك في من یشاء ویمحق من یشاء.
إلهي بأولیائك وبالصالحین من عبادك بارك لنا في أعمارنا إنك علی کل شيء قدیر بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.