تأملات في سورة الماعون 1

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هذه اللیلة علی مائدة سورة أخری من سور القرآن الکریم بعنوان سورة الماعون الآن اثناء السورة أثناء التدبر والتأمل نعلم ما هو الماعون؛ الآن طبعا هناك بحث في علوم القرآن حول عناوین السور هل هذه الأسماء توقیفیة صادرة من المعصوم أم؟ هذا بحث في محله، المهم في سورة الماعون السورة تبدأ بآیة فیها معنی التعجب والإستغراب أرأيت الذي یکذب بالدین!؟ عندما یرید أحدنا أن ینقل خبرا ملفتا خبراً عجیباً یقول هل سمعت الخبر الفلاني؟ هل رأيت الشخص الفلاني؟ رب العالمین یُبدي تعجبه طبعا هذه الحالات تعترینا نحن البشر رب العالمین یُظهر تعجبه لغرض ما وإلا کل شيء ماثل امامه لا عجب في الشيء؛ نحن نتعجب من خبر ملفت من خبر ما کنا قد نعلمه ولکن الذي یعلم خائنة الأعین وما تخفي الصدور لیس هناك من شيء جدید ولا مُلفت، الملفت اخواني في هذه السورة أن رب العالمین یجمع بین الأمر الإعتقادي التکذیب بالدین وبین السلوك العملي الذي یدع الیتیم الآیة ملفتة ما قالت مثلا أرأیت الذي یُکذب في الدین فیُنکر القیامة أو ینکر وجود الله عزوجل؛ الآیة إنتقلت من التکذیب بالدین إلی أمر أخلاقي فذلك الذي یدع الیتیم ولا یحض علی طعام المسکین اذاً مُنکر الدین المُکدب بالدین سواء فسرنا الدین هنا بالإسلام أو بیوم القیامة! مالك یوم الدین یعني مالك یوم الجزاء؛ إن الدین عند الله الإسلام بمعنی الدیانة، المهم یکذب بالدین بمعنی الشریعة أو بمعنی المعاد هذا الانسان انسان قاسي هذا الفکر الإلحادي سبب له قسوة في القلب فذلك الذي یدع الیتیم یزجر الیتیم ولا یحض علی طعام المسکین، لو أن الذین یدعون الاهتمام بالمجاعة بالجائعین بحقوق الانسان یلتفون إلی هذه السورة؛ القرآن یجعل من سماة الکافر المُلحد أنه لا یبالي بمشاکل الغیر بحقوق الناس ولا یحض علی طعام المسکین؛ هذه الآیة ملفتة يعني أنت انسان فقیر لا یمکنك أن تطعم المسکین ولکن لك لسان لماذا لا تجمع بهذا اللسان مالاً للفقراء والمساکین؟ اتفاقا بعض کبار المشاریع بعض المساجد البدیعة الواسعة الفسیحة تبناها وبناها وعمرها انسان لا یملك مالاً کثیرا ومما رزقناهم یُنفقون الوجاهة طریق من طرق الخیر اذاً الآیة کأنها تقول اذا لم تکن تملك مالاً لإطعام المسکین علیك بالحظ علی هذا الأمر أن تحث الغیر علیه.
من موارد التأمل والتدبر في هذه السورة ما قال ولا یحض علی إطعام المسکین؛ تأملوا جیداً فرق بین الطعام والإطعام مرة الکلام في الإطعام ومرة یقول ولا یحض علی طعام المسکین یعني هذا المال الذي من المفروض أن یصل إلی المسکین هذا طعامه هذا حقه وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم؛ وبعبارة أخری نرید أن نقول بأن المال مال الله عزوجل هذا الحدیث القدسي إجعله في بالك لو حفظت الحدیث لا تمن علی فقیر ولا علی مسکین ابداً المال مالي الحدیث القدسي في جامع الأخبار؛ المال مالي والفقراء عیالي کیف أنت لك عیال؟الفقراء عیال الله والأغنیاء وکلائي أنت الغني وکیل عني في الإنفاق المال لیس مالك فإن بخل وُکلائي علی عیالي أخذت مالي ولا اُبالي هذا المال لي وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه، وفي آیة أخیر وآتوهم من مال الله الذي آتاکم؛ اذاً المؤمن عندما یعتقد أن المال مال الله وأنه خلیفة الله في المال هذا له أثران؛ اولا لا یمن علی المسکین حقه وصل الیه أعطاك أحدهم مالاً وفیراً قال أعطه لفلان الفقیر عندما توصل المال للفقیر تمن علیه؟ لو مننت یقول ما لك والمنة المال مال فلان! أنت ساعي برید أنت موظف المؤمن في حیاته في إنفاقه حاله حال هذا الانسان.
وثانیا ونختم به الحدیث عندما ترید أن تشتري شیئاً تُحرز أن هذا فیه اسراف فیه تبذیر الزوجة تصر علیك الولد یصر علیك لا تستسلم قل لهم إن کانوا یفقهون إن لم یفقهوا قل لقلبك لنفسك قل هذا مال الله وهذا فیه اسراف وتبذیر قلبي لا یطاوعني أن أجعل مال الله في ما لا یرضي الله عزوجل! اذاً احساسك بأن المال مال الله عزوجل یُجبرك علی الاقتصاد لیس الأمر بیدك لیس هذا تفضل منك؛ أنت ملزم بأن تجعل مال الله في محله کلوا وأشربوا ولا تسرفوا وکان بین ذلك قواما.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.