- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
علاقة المؤمن مع امامه سید الشهداء صلوات الله علیه علاقة مستمرة علی ما نقرأهُ في زیارة الناحیة لأندبنك صباحا ومساءا الکثیر من العلماء الابرار سلفاً وخلفاً کانوا ملتزمین بزیارته في کل یوم لا یمر علیهم یوم الا ولهم زیارة له طبعا من بُعد، والبعض سمعت هکذا لیس من باب الریاء سألت البعض کیف زیارة الحسین في کل یوم؟ ألم تتحول القضیة إلی عادة ولقلقة؟ فکان جواب البعض لا تقریبا في کل زیارة هناك دمعة لأنه بمجرد تذکر ما جری علی الحسین علیه السلام هذا التذکر یکفي لذلك! عبرة کل مؤمن لقتل الحسین حرارة في قلوب المؤمنین، ومن هنا من أراد أن یحقق الدرجات العلیا مم منا لا یرید أن یکون متکاملاً؟ من منا لا یرید أن یکون برزخه خیر برزخ قیامته خیر قیامة؟ وجنةُ خیر جنة؟ بعد هذه الدنیا نمر في هذه المراحل الثلاث ومن ورائهم برزخ إلی یوم یُبعثون ثم عرصات القیامة البعض قد یطول حسابه ألف عام ثم یدخل الجنة ثم دخول جنة الخُلد، إن أردت أن تکون مرتاحاً بل متمیزا البعض یخرج من قبره إلی الجنة بغیر حساب إلی درجة الملائکة تستقرب من أنتم؟ ما رأيتم کتاباً ولا میزاناً ولا صراطاً کما انتم! الروایات تشیر إلی صفات هؤلاء، هذا هو الفوز الأعظم.
فرق بین انسان خرج من الدنیا بثروة لن یستصحبها وبین ثروة معه في کل هذه المراحل الثلاث، الآن بعد المراقبة بعد ترك الحرام بعد فعل الواجب بعد کل هذه الامور من طرق الفوز أن تتشبه بذیل هذه الذوات الطاهرة ومنها الزیارة حدیثنا الیوم حول الزیارة ونخص الحدیث بالزیارة المعروفة بزیارة عاشوراء، هذه الزیارة البعض یقرأها لقاء الحاجة مثلا أربعین یوماً أقل أکثر من ذلك ولکن اخواني حقیقة الأمر هذه الزیارة من الزیارات الملفتة الأساسیة في زیارات اهل البیت، أقولها لك اجمالاً هنالك ثلاث زیارات مهمة لائمة اهل البیت هذه الزیارات الثلاث تمعن في معانیها الآن إن قرأتها في وقتها وتفاعلت عاطفیاً نور علی نور، الزیارة المعروفة بزیارة أمین الله ویغلب علیها الجو المناجاتي التوحیدي أسطر معدودة السلام علیك یا أمین الله في أرضه وبعد ذلك الانسان یناجي ربه اللهم إن قلوب المخبتین إلی آخره! هذه الزیارة یغلب علیها جانب المناجات.
هنالك الزیارة الجامعة طبعا زیارة أمین الله مرویة عن المعصوم وهذه نقطة قوة بعض الزیارات لا سند لها لا یُعلم ممن هذه الزیارة مأثورة، الزیارة الثانیة الزیارة الجامعة رزقنا الله وایاکم في خیر وعافیة زیارة الامامین العسکریین مرویة عن الامام الهادي صلوات الله وسلامه علیه، الزیارة الجامعة یغلب علیها الجانب المفهومي في جهة الولایة یقال هکذا في عرف الخواص من قرأ الجامعة الکبیرة وهو مرتاح إلی مضامینها مرتاح أعني أنها مستدلة عنده، أن البعض ممن لا فهم له بمقامات الائمة بعض الفقرات یحملها علی الغلو هذا لم یصل إلی الدرجة العلیا طبعا الامام ینصحنا بالتکبیر قبل الزیارة الجامعة! مثلا لعله لدفع شبهة غلو کبر الله ثم إمدح اولیائه، المهم الزیارة الجامعة من الزیارات التي فیها بیان موقف الامام تجاه الامامة؛ أنت تعلم أن الامام الهادي عندما یُسلم علی الائمة السلام علی ساسة العباد وأرکان البلاد یعني نفسه ایضاً ولکن لا ینظر إلی نفسه من زاویته الشخصیة من زاویة الامامة.
الزیارة الثالثة المهمة في هذا المجال زیارة عاشوراء هذه الزیارة لها صبقة عاطفیة نعطي لکل زیارة صبقتها فيها مواقف فیها مفاهیم ولکن المؤمن یُبرز حرقته علی قتلة أبي عبدالله علیه السلام من خلال اللعن المتکرر هذه الزیارة فیها فقرات ملیئة بالدعاء من الطرد من رحمة الله عزوجل وللعلم اللعن لا یعني اللسب أبداً القرآن فیها کلمة اللعن الا لعنة الله علی الظالمین اللعن دعاء أنت متأذیً من قتلة الحسین علیه السلام من شمر وغیره وآل زیاد وآل مروان تقول اللهم اُطردهم من رحمتك هذا فیه ضیر؟ هذا عین الحکمة عین الصواب اذاً اللاعن اذا کان لعنه بغیر حق یؤاخذ والا هذه حرکة قرآنیة، في هذه الزیارة المباركة کما قلنا موقف عاطفي بالبرائة من قتلة الحسین علیه السلام؛ ولکن اسمحولي في هذا الیوم نأخذ جولة في هذه الزیارة التي التزم بها کبار علمائنا من مراجعنا وغیرهم الآن البحث السندي بعض اخواننا المحققین بحث هذه الروایة سنداً وإلی آخره لیس الیوم مقام البحث التحقیقي في السند هذا الأمر نترکه لمن حققه سیرة العلماء دیدن العلماء الکبار علی الأخذ بهذه الزیارة ایضا مروية عن الامام الباقر علیه السلام هو صاحب هذه الزيارة فهناك دعاء بلیغ في آخره یُقرأ بعد هذه الزیارة، الآن قد توفق في یوم من الایام کعلمائنا السلف أن تقرأ الزیارة في کل یوم کم یأخذ منك مم الوقت؟ بین الطلوعین افتتح نهارك بالسلام علی أبي عبدالله علیه السلام ولا تنسي أن في الزیارة هناك سجدة تسجد بین یدي الله عزوجل اللهم لك الحمد الشاکرین لك علی مصابهم الحمدلله علی عظیم رزیتي إلی آخره؛ دعاء في الأخیر، ومن التزم بهذه الزیارة طوال العام ثم صادف أن کان یوم عاشوراء عند الحسین علیه السلام لا یقول من باب المنة یقول من باب الشکر یا اباعبدلله زرتك سنة کاملة وانا الیوم تشرفت بزیارتك الامام کم یُعطیه من العطاء؟ المهم هناك جملة نحن نقولها ولا نتدبر فیها لو تأملت هذه الجملة لإنتابك العجب وکنت في من کنت، هکذا تقول في فقرات هذه الزیارة؛ السلام علیك وعلی الأرواح التي حلت بفنائك علیکم مني سلام جمیعاً سلام الله ابداً ما بقیت وبقي اللیل والنهار؛ ما معنی هذه الجملة؟ انا هکذا أفهم یعني يارب اُرید منك أن تبعث سلاما علی الحسین في کل آن السلام عليك يعني سلاماً متصلاً متواتراً ما اتصل اللیل والنهار، تقول هذا ممکن رب العالمین مثلا یخلق ملکاً من ملائکته الأمر بیده یسلم علی الامام نیابة عنك في کل لحظة ممکن؟ نعم اولا له نظیر في القرآن الکریم؛ الآیة تُفهم أن الله عزوجل في کل آنٍ یصلي علی حبیبه المصطفی من أين؟ إن الله وملائکته یصلون علی النبي یا ایها الذین آمنوا صلوا علیه وسلموا تسلیما، رب العالمین بفعل المضارع یصلي في کل آنٍ یصلي ولهذا نحن نعتقد أن درجة النبي منذ أن قُبض إلی یومنا هذا في تصاعد لم یصلي علیه حیاً حتی میتاً لا موت للنبي ما مات النبي إنتقلت روحه إلی عالم آخر، ایضا له نظیر في المؤمنین بنص القرآن الکریم الذین اذا أصابتهم مصیبة قالوا انا لله وانا الیه راجعون ما الجائزة لصاحب المصیبة؟ اولئك علیهم صلوات من ربهم ورحمة صاحب المصیبة ما دام في المصیبة الصلوات تنهمر علیه، اذاً النبي صلوات الله متصلة علیه المؤمن المصاب الرحمة نازلة علیه وما المانع رب العالمین یسلم علی الحسین علیه السلام یسبب له سلاماً في کل آن وهذا نیابة عنك طوبی لمن ذهب من الدنیا وهناك ملك تحت القبة یسلم علی الامام في کل لحظة أليس هذا فوز عظیم؟ اذاً لا تستقرب هذا العطاء الالهي؛ سمعتم ملائکة الحبوب والثمار والأمطار السُحب معها ملائکة مزجیة ما المانع رب العالمین یخصك بملك یقوم بهذ الأمر العظیم.
السلام علیك یا اباعبدلله وعلی الأرواح التي حلت بفنائك سیدي ومولاي نقسم علیك بمن تحب أن تجعل في قلوبنا حرقة علی مصیبتك وتوفیقا لزیارتك اللهم لا تفرق بیننا وبینهم طرفة عین ابدا أبلغ سلامنا وعزائنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.