- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
المؤمن له حوائج کثیرة والمؤمن بطبیعته دعاءٌ أي کثیر الدعاء ابراهیم خلیل الرحمن کان أواهاً منیباً وطبیعة الإنابة الإکثار من الدعاء من ینیب الی الله عزوجل یکثر من الدعاء بین یدیه ولکن في المقابل نری أن المؤمن یدعوا کثیراً ولا یری الاستجابة في کثیر من دعائه، غیر العالم غیر العاقل غیر الواعي قد یصاب بخیبة أمل وسمعنا أو علمنا أن البعض الشیطان یغریه بالکفر لا الکفر الاعتقادي ولکن في قلبه یعاتب الله عزوجل عتاباً بلیغاً وکأنه أقول وكأنه یقترح علی الله عزوجل أن یقضي حاجته وکأنه هو الاعلم بمصلحته وهذا الاعتقاد الباطني لو أظهره علی اللسان لکان الأمر مشکلاً یتهم في حکمته، اذاً ما هي موجبات الأرتیاح الباطني عندما نری عدم الاستجابه؟ البعض یقول ذهبت الی مواطن الاجابة کلها حول البیت في الروضة في الحائر في مشاهد الائمة دعوت ولم أری الاستجابه! هذه الروایة لوحدها تکفي مسکناً لهذا الألم؛ الروایات کثیرة أنقل لکم واحدة اذا تعقلها العبد في باطنه وخاصة العبد الذي له شفافیة روحیة له علاقة بالله عزوجل هذه الروایة تکفیه، الروایة عن الامام الصادق علیه السلام إن العبد لیدعوا فیقول الله عزوجل للملکین قد أستجبت له ولکن أحبسوه بحاجته الآن من هم الملکان؟ الملکان الموکلان بالانسان ممکن وقد یکون المراد الملك الموکل بقضاء حاجة العبد! رب العزة والجلال یقول دعائه مستجاب ولکن أخروه أحبسوا الأجابة لم؟ هذه الجملة حقیقتاً تنعش قلوب المحبین فإني أحب أن أسمع صوته رب العالمین حوله الملائکة الکروبیون حوله أرواح الأنبیاء في مقعد صدق عند ملیك مقتدر ما وزني انا وأمثالي؟ لکن یبدوا أن المؤمن في أي مرتبة کان قریب الی الله عزوجل رب العالمین یحب أن یسمع صوته ویتفق العکس هذه ایضا روایة مخیفة لمن یری قضاء حاجته دائماً؛ بعض الناس هکذا یُعجب بنفسه یقول ما طلبت من ربي شیئا الا وقد أعطاني هل هذه علامة التمیز؟ لا! لم؟ اسمعوا روایة الامام الصادق علیه السلام وإن العبد لیدعوا فیقول الله تبارك وتعالی جعلوا له حاجته فإني أُبغض صوته هذا الصوت لا یعجبني یدعوني لا أرید أن أسمع صوته اُعطوه حاجته اذاً المؤمن العالم بهذه الأمور یری أن تأخیر الأجابة في صالحه.
الروایة الثانیة أعني النوع الآخر من الروایات اذاً اجعلوا في بالکم الروایة الاولی مفادها أن تأخير الإجابة قد یکون لحب الرب لعبده والعکس صحیح قد تکون الاجابة من باب بغض الرب لصوت عبده هذا اولاً وثانیاً النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یقول ما من مسلم دعی الله تعالی بدعوةٍ لیس فیها قطیعة رحم ولا استجلاب إثمٍ طبعا الدعاء في هذا المجال لا یُستجاب ولکن دعاء للشفاء من مرض خلاص من دین هذه أدعیة راجحة الا أعطاه الله تعالی بها أحدی خصال ثلاث اما أن یعجل له الدعوة هنیئا لمن دعی ربه ورب العالمین یحبه فأجاب دعوته عاجلاً واما أن یدخرها له في الآخرة اذاً اما أن تُعطی في الدنیا أو تعطی في الآخرة واما أن یرفع عنه مثلها من السوء! رحم الله أحد علمائنا العظام کانت له کلمة جمیلة یقول أنت تزور أحد الائمة کالامام الرضا علیه السلام ولك حاجة ترجع من السفر تری الحاجة لم تقضی ولم تقضی الی آخر العمر تذهب عقیماً ترجع کما کنت مثلا ولکن تفاجئ یوم القیامة طبعا کلام فرضي مثلا وهذا المعنی ممکن یقول لك الامام الرضا علیه السلام في عرصات القیامة في الدنیا زرتنا طلبت منا شیئاً ما أعطیناك ولکن طلبنا من الله عزوجل أن يمد في عمرك عشر سنوات بلاء ممیت داء قاتل کان من المقدر أن تموت بهذا الداء زرت المشهد طلبت مالاً لم تعطی المال رُفع عنك البلاء القاتل وهکذا اذاً البلاء عندما یُدفع أنت لا تعلم ذهبت الی المنزل حادث سیر قاتل في الطریق الحادث دُفع ولکن أنت لم تعلم متی تعلم؟ یوم القیامه، اذاً المؤمن لا یستعجل في طلب الحاجه.
روایة طریفة الذي ینقل هذه الاحادیث من له طریق الی عوالم الغیب الی أحداث الآخرة؟ لیس ذلك الا محمد وآل محمد صلی الله علیه وآله وسلم، الصادق المصدق وهو وارث علم جده المصطفی یقول إن الرب لیلي حساب المؤمن فیقول تعرف هذا الحساب یعني هناك مزیة الحساب هنا یعني جائزة حسنة فیقول لا یارب یعني انا لا اعلم هذه الحسنة فیقول دعوتني في ليلة کذا وکذا في كذا هو لم یرتکب حسنة تلك اللیلة دعی ربه دعاءً کان مریضاً فطلب الشفاء هذه لا تعد حسنة مثلا بنظره! دعوتني في ليلة کذا وکذا في کذا وکذا فذخرتها لك قال فمما یری من عظمة ثواب الله یقول یارب لیت إنك لم تکن عجلت لي شیئا وأدخرته لي يعني یارب لیتك لم تستجب لي دعاءً! انا طلبت منك مثلا شفاء من صداع لیلة طلع الفجر وأنت بصداعك ثم انتهی الأمر رب العالمین یوم القیامة يعطيك قصراً أبدیاً في مقابل صبرك علی صداع لیلة علی صداع یوم علی صداع أسبوع اذاً المؤمن العارف العالم لا یستعجل في الأستجابه.
كلمة أخيرة کلامنا في آداب الدعاء اذا دعوت لأخيك بظهر الغیب البعض منا یقول انا أحوج من غیري في الدعاء مثلاً تأتيه الرقة في موطن من مواطن الأستجابة فیذکر نفسه اولا اذا ذکرت أخيك اولا هذا أدعی للإجابة ایضا الروایة هکذا تقول دعاء المسلم لأخیه بظهر الغیب یسوق الی الداعي الرزق ویصرف عنه البلاء ویقول له الملك لك مثلاه؛ طلبت لمؤمن مثلا ألف دینار رب العالمین یقدر لك ألفين هذه الشفقة في قلبك رب العالمین یقدرها ویجعلها من موجبات الأستجابة فکیف اذا دعوت لإمام زمانك؟ إن دعوت لمؤمن متعارف لك المثلان فکیف بسلطان هذه الدنیا حجته علی من فوق الارض ومن تحت الثری.
إلهي بحق اولیائك الهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.