- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا في العجائب التي دارت بین موسی علیه السلام وبین الخضر هذا العبد الصالح أو النبي الامر الاول الاعجوبة الاولی التي صدرت من الخضر أنه خرق السفینة انطلقا حتی اذا رکبا في السفینة حرقها قال اخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شیئا امرا هنا بدأ الخلاف بین موسی الکلیم وبین هذا العبد الصالح طبیعي أن ما قام به هذا العبد مخالف للشریعة بحسب الظاهر خرق السفینة أمر غیر جائز هذا اضرار بمال الغیر ولهذا موسی علیه السلام اعترض قائلا اخرقتها لتغرق اهلها احتجاج کما یعبر هذه الایام شدید اللهجة لقد جئت شیئا امرا، هنا اخواني درس عملي اولا موسی علیه السلام صحیح واجه عبداً صالحا آتاه رب العالمین علماً ولکن علیه أن يؤدي وظیفته یتفق أن البعض منا یجد انساناً صالحا مثلا الآن دون المعصوم یری فیه بعض الامور الغریبة بعض الحرکات التي لا توافق الکتاب والسنه، یری ضیقا في مزاجه یرای کلاما علی کل حال لا یلیق بالمؤمن یواجههُ مواجهة خشنة مثلا یقول أنه هذا لابد له وجهٌ! هذا لا وجه بحسب ظاهر الشریعة الشدة الخشونة مع المؤمنین الاعراض عن المؤمن هذه کلها امور غیر صحیحة اذاً اذا یری امراً لا یطابق الشریعة علیه أن یرفض ذلك ویحتج علیه موسی علیه السلام احتج علی هذا التصرف رغم أن الذي قام به عبد من عباد الله عزوجل، هنا الخضر علیه السلام قاله له الم اقل انك لن تستطیع معي صبرا؟ انا تکلیفي آخذه من عالم آخر من الله مباشرة وبعبارة أخری انا اعمل بالاستثناء بالتبصرة وأنت تأخد بالقانون القانون عام لا یجوز خرق السفینة الا في هذا المورد هذا المورد اطلع علیه الخضر قال لا تؤاخذني بما نسیت اذاً موسی علیه السلام علم أن هذا خلاف الاتفاق فانطلقا حتی اذا لقیا غلاماً فقتله الامر اعظم قبل قلیل خرق السفینة هذا محمول یحتمل اما قتل انساناً بریئا قتل غلاما ولعل کان دون سن البلوغ مثلا سمي الغلام لعله بهذا الاعتبار أو قل شاباً لم یبلغ مبلغ الرجال قال اقتلت نفساً زکیة بغیر نفس لقد جئت شیئا نکرا لحن الخطاب صعد قلیلا أو کثیرا قال کیف تقتل انساناً بریئا؟ ایضا الخضر علیه السلام کما یقال بهدوء بال قتل انساناً بریئا ثم قال له الم اقل لك انك لن تستطیع معي صبرا ما قمت به عین الصواب أنت لا تعلم ما وراء الکوالیس قال إن سألتك عن شيء بعدها فلل تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ایها الخضر تحملني مرة أخری وبعد ذلك لك أن تفارقني فانطلقا حتی اذا اتیا اهل قریة استطعما اهلها طلبوا من اهل القریة طعاما هؤلاء ضیوف ویا لهما من ضیوف احدهما من اولي العزم کلیم الله والآخر عبد من عباد الله الصالحین فأبوا أن یضیفوهما یا للبخل هؤلاء ما رأوا سیماء الأنبیاء علی هذین الشخصین مثلا حتی لو ما کانوا من الأنبیاء استطعما اهلها طلبا الطعام ویفهم من الآیة انهما ما طلبا امراً کمالیاً ما طلبا ضیافة مثلا ارادوا طعاما والأنبیاء لا یطلبون شیئا الا عند الضرورة لعلهما حقیقتا کانا بحاجة ملحة الی طعام یأکلنا فأبوا أن یضیفوهما فوجدا فیها جداراً یرید أن ینقض فاقامه جدار مائل یهم بالسقوط فالخضر علیه السلام صار بناءً صار مقاولا مجانیاً من دون طلب من دون اجرة اقام الجدار قال لو شئت لأتخذت علیه اجرا الآن القوم ما ضیفونا مجاناً ولکن طلبت منهم الاجرة مقابل اقامة الجدار فنأکل طعاماً قال هذا فراق بیني وبینك ساُنبئك بتأویل ما لم تستطع علیه صبرا، الی هنا قلنا الحرکات العجیبة الثلاث التي رأها موسی علیه السلام من الخضر وسیأتي إن شاءالله توجیه هذه العجائب قلنا أن هذه العجائب کلها مصدرها أي شيء؟ العلم اللدني من وصل الی هذا العلم علم کثیرا من حقائق الوجود ولکن بشرط أن یجزم بذلك.
قبل أن ننهي الحدیث البعض تترائی له بعض المعلومات بعض الرؤی یقول انساناً یقول وقع في قلبي أن هذا منحرف أن هذا فاسق اذا قلت هذا الکلام سقطت من عین الله عزوجل کیف تقیم الناس علی حساب وجوههم؟ وعلی فرض انك بعین الله عزوجل هل لك الحق أن تفضح عباد الله بهذه الطریقه؟ ولهذا الذي یتبجح بالمغیبات بالمکاشفات بالعلوم الغریبة بالعلوم الغیبیة اتفاقا هذه علامة الکدب الانسان الصادق لا یتاجر بهکذا امور الاصل فیها الکتمان الا ما خرج بالدلیل.
اللهم بارك لنا في ما رزقتنا اللهم بصرنا طریقنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.