Search
Close this search box.
  • بماذا امتاز مسلم بن عقیل (علیه السلام)عن سائر أصحاب الحسين (عليه السلام)؟
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

بماذا امتاز مسلم بن عقیل (علیه السلام)عن سائر أصحاب الحسين (عليه السلام)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ضرورة إحياء ذكر أصحاب الحسين (عليه السلام)

من المواقف المهمة التي ينبغي أن يتأمل فيها مقيم عزاء سيد الشهداء (ع)؛ المواقف التي صدرت عن أصحابه. فلكل واحد من هؤلاء العظماء قصته وبطولاته التي سطر التاريخ بعضها ولم يصل إلينا الكثير منها. وقد وصلنا شيء من بطولات عابس والحر، وحبيب بن مظاهر، ومسلم بن عقيل (ع) بن عوسجة، وزهير؛ وكل هؤلاء بذلوا ما بذلوا، ولم يكن قتالهم إلا بعد مقدمة، وقتالهم واستشهادهم كان مقترناً بحادثة من الحوادث. وعلى رأس أصحاب الحسين (ع) مسلم بن عقيل (ع). إنه من أصحابه ولكنه لم يكن معه في كربلاء، ولكن أبكى الحسين (ع) سملع خبر مقتله. ويذكر الخطباء هذا الصحابي العظيم في ليلة من الليالي العشرة الأولى من شهر محرم.

صاحب الحسين (عليه السلام) الذي لم يكن معه في كربلاء

لقد كان رضوان الله عليه سفير الإمام (ع) الذي قال عنه (ع): (أَنَا بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَاِبْنَ عَمِّي وَثِقَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)[١]. وكانت تكفي كلمة ابن العم في تعريف مسلم لأهل الكوفة إلا أن الإمام (ع) ذكر أخوته لمسلم بن عقيل (ع)، وقدم هذه الأخوة الإيمانية على العلاقة النسبية.

في أي حال اختار الحسين (عليه السلام) مسلما؟

إننا عندما نراجع التأريخ لنرى خلفية هذا الاختيار، نجد أن الإمام (ع) كان في البيت وصلى ركعتين بين الركن والمقام وسأل الله الخيرة في ذلك، ثم طلب مسلم بن عقيل وقال له ما قال. إن الإمام (ع) من دون ريب يتلقى الأوامر من عالم الغيب، وقد شاء الله أن يراه قتيلا. وهو (ع) كان في كل حركاته من منزل إلى منزل، ومن بلد إلى بلد يصطحبه تأييد العرش؛ ولكن في هذا الموقف بين الركن والمقام يبدو أن الإمام (ع) توجه إلى العرش توجهاً مضاعفاً.

ثم بعد ذلك طلب مسلم بن عقيل (ع) وأطلعه على الحال؛ أي على دعوة أهل الكوفة، وقال له: (إنّي موجّهك إلى أهل الكوفة، وهذه كتبهم إليّ، وسيقضي اللّه من أمرك ما يحبّ ويرضى، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامض على بركة اللّه وعونه حتى تدخل الكوفة)[٢]. عندما أرسل الإمام (ع) مسلم بن عقيل (ع) إلى أهل الكوفة علق وسام الشهادة على صدره، وكان الظاهر من الرسائل الكثيرة التي وردت عليه أن الأمور تسير على ما يُرام ولكن الإمام (ع) يرى ما لا يراه غيره. فعانقه الحسين (ع) وودعه، فبكيا جميعا.

بماذا امتاز مسلم عن سائر الأصحاب؟

كان مسلم بن عقيل (ع) من خيار أصحاب الإمام (ع) وإن لم يكن معه يوم عاشوراء. هناك مزية لسفير الحسين (ع) ليست لأحد من أصحابه، وهو: أن الإمام (ع) قد كشف الحجب عن أصحابه في يوم عاشوراء قبل استشهادهم بأمره الولائي؛ فرأوا منازلهم في الجنة. ولهذا نقرأ في المقاتل: أن البعض منهم كان فرحا ومسرورا لأنه رأى ما رأى من آيات الله عز وجل. وبعد أن وثق منهم الإمام (ع) قال لهم: (هَذَا اَللَّيْلُ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً)[٣] وعندما ينظر حبيب وزهير وغيرهم إلى وجه الإمام (ع) في يوم عاشوراء؛ فإن نظرتهم هذه واستماعهم لكلماته من المحفزات. إلا أن مسلم بن عقيل (ع) مضى شهيداً، وغريباً، ووحيدا. لقد قُتل رضوان الله تعالى عليه بعيداً عن ركب الحسين (ع)، واستشهد وفي قلبه الحسرة. وأي حسرة هي كالحسرة التي كانت في قلب مسلم بن عقيل (ع) ورأسه يُفصل عن بدنه الشريف؟!

[١] روضة الواعظین  ج١ ص١٧١.
[٢] تسلیة المُجالس  ج٢ ص١٧٢.
[٣] الخرائج و الجرائح  ج٢ ص٨٤٧.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لقد كان مسلم بن عقيل سفير الإمام (ع) الذي قال عنه (ع): (أَنَا بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَاِبْنَ عَمِّي وَثِقَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي). وكانت تكفي كلمة ابن العم في تعريف مسلم لأهل الكوفة إلا أن الإمام (ع) ذكر أخوته لمسلم، وقدم هذه الأخوة الإيمانية على العلاقة النسبية.
Layer-5.png