بلاء المؤمن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

بعض الناس یتمنی أن يكون في تمام العافیة جسماً ومالاً وغیره أقل بلاء یصیبه یعیش حالة الجزع والفزع هذا الانسان سوف تخیب آماله هذه الدنیا ما خُلقت للراحة غیر المؤمن مبتلی فکیف بالمؤمن والذي رب العالمین یتحفه بالبلاء؟ في سورة الفجر قل من تأمل في هذه الآیة واما اذا ابتلاه ربه فأکرمه ونعمه اذاً ابتلاه ربه فأکرمه ثم یقول في آیة اخری ابتلاه فقدر علیه رزقه یقول ربي أهانن اذاً الأکرام ابتلاءٌ النعمة ابتلاء وکذلك البلاء ایضا ابتلاء فإذاً المؤمن في مقابل البلاء لا یجزع ماذا یعمل؟ اولاً یصبر هذا مقام عامة الناس نحن رأينا بعض المؤمنین مبتدئي الأيمان أو قل متوسطي الأيمان عندما یقع في شدة یصبر لا یقول کلاماً کفریاً مثلا ولکن في قلبه یغلي یتمنی لو لم تقع هذه المصیبة ولکن البعض یترقی من مرحلة الصبر المجرد الی مرحلة الرضا بما حل علیه وهذا مقام عظیم! انسان یرضی بما هو فیه ولا یتمنی سواه هذا لا یصل الیه الا خواص المؤمنین! النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول إن الله لیغذي عبده المؤمن بالبلاء کما تغذي الوالدة ولدها باللبن تعبیر ملفت الأم عندما ترضع ولدها هذا فیه کمال الشفقة رب العالمین یعلم أن هذا البلاء غذاء لأحدنا کاللبن للولید کیف؟ البلاء اخواني للمؤمن الآن غیر المؤمن لا نتکلم عنه! المؤمن البلاء له اما رفع لدرجة أو کفارة لسیئة وفي الفرضین هو الرابح له سیئة لو بقيت معه الی القبر والقیامة هذه السیئة تطیل وقوفه یوم القیامة مئات السنین ولکن حمی لیلة صداع لیلة واذا بهذه السیئة ترتفع معنی ذلك أن حمی لیلة وفرت علیه مئة سنة من العذاب أين حمی ليلة وأين ألف سنة أو مئة سنه؟ أو رفع درجة بعض الناس حقیقتا هکذا انا اقول هذه الکلمة لعل البعض یری نفسه مصداقاً الکثیرون في أمر آخرتهم کسالی في الدنیا یعمل کالمحرك كالآلة من الصباح الی اللیل ولکن عندما تصل النوم الی الصلاة لا نوافل في البین حتی الفریضة یصلیها بلا أذان ولا اقامة يكتفي في اذكار الرکوع والسجود بالتسبیحة الواجبة لا یصلي علی النبي وآله مثلا التسلیمة یکتفي بتسلیمة واحدة بلا تعقیب هذا کم هو انسان کسول! رب العالمین یعلم أن هذا مات سیموت فقیراً من الحسنات کیف یجبر؟ یبتلیه بالبلیة یفقد عزیزاً ولداً هذا الفقد في مقابل کل النوافل في حیاته یوم القیامة یقال صبرك علی فقد هذا الولد في مقابل کل النوافل طوال حیاتك ورب العالمین أکرم الأكرمين اذاً الروایة تقول کما تغذي الوالدة ولدها باللبن.
روایة أخيرة بعض الأوقات البلاء لا یکون أمراً مادیاً مرة البلاء یتمثل بالفقر بالمرض بفقد العزیز بإنهدام الدار الی آخره ومرة لیس من هذه الموارد لم یفقد مالاً ولا مرض بدنه ولا فقد عزیزاً یصاب بهمٍ لا یعلم سببه أموره کلها علی ما یرام کما یقال ولکن یری في قلبه إکتئاباً هذا الحزن ایضا بلاء من کفارات الذنوب.

اللهم اجعلنا من الذین یأنسون بك وبذکرك اللهم صلي علی محمد وآل محمد وکن لي أنسياً اذا نقلت الی حفرتي وحیداً فریدا یوم أخرج من قبري مؤتزراً کفني اللهم انك آنس الآنسین لأولیائك اجعل لنا اُنساً یغنینا عن اُنس من سواك انك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.