Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من صفات المؤمن أنه ذلیل مع اخوانه المؤمنین هذه الذلة بمعنی التواضع وهذا التواضع تقدیراً لصفة الإیمان في العبد المؤمن ولکن عندما یصل إلی الکافرین أعزة علی الکافرین المؤمن له عزة ایمانیة والله عزوجل أوکل أمور إلمؤمن إلی نفسه الا أن یذل نفسه، ورب العالمین من خلال التشریعات العبادیة یرید أن یصل المؤمن إلی هذه المرحلة نحن اعتدنا علی السجود علی التربة لو جیئ بإنسان خارج الاسلام من قارة بعیده لا یعرف الصلاة والسجود ثم أسلم وتقول له الآن اُسجد علی التراب ضع جبهتك علی التراب یراه ثقیلا یعني بعنوانه الاولي یقول هذا منتهی التذلل أنحني إلی الأرض وأضع جبهتي علی التراب نحن اعتدنا، ومن المناسب ایضا أن نذکر أنفسنا الانسان وهو واقف شامخ بأنفه الواقف أطول ما یکون وهو واقف کمنظر، الرکوع یصل إلی النصف نصف بدنه ینحني ولهذا في جبهات القتال عندما تأتي القذائف أحدهم ینحني لئلا یری وهو واقف ولکن عندما یسجد یتکور یصبح قطعة صغیرة لا هو واقف ولا هو راکع وخاصة اذا ضم رکبتیه إلی صدره هکذا في السجود المستحب السجود الطویل أحدنا یُلملم نفسه ویتغطی بعبائة الانسان لا یکاد یصدق أن هذا انسان ساجد کأنه قطعة من القماش علی الأرض؛ اذاً الساجد هیئته هیئةٌ فیها تواضع وذلة امیرالمؤمنین یُبین هذه الحقیقة یقول لما في ذلك في العبادة من تعفیر عتاق الوجوه بالتراب تواضعاً ولهذا بعض علمائنا کان یسجد علی التراب حتی تربة الحسین علیه السلام مثلاً یجعلها في صرةٍ في کیس یفرشها ویُمرق جبهته بالتراب هذا فیه اذلال أکثر بالتراب تواضعا والتصاق کرائم الجوارح بالأرض تصاغراً صدرك تُلصفه بالأرض في السجود ولحوق البطون بالمتون من الصیام تذللاً، في الصیام خاصة في ایام المجاعة البعض هکذا بطنه یلتصق بظهره اذاً کل هذه العبادات تُثمر التواضع وفي خصوص الحج ایضاً وجعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته حیثما تؤمر تهرول حیثما تؤمر تطوف ترمي الحجارة إلی آخره الحج من اوله إلی آخره تذلیل واذلال وتواضع اذاً هذه أثر العبادات.
النبي الأکرم سئل قال ما لي لا أرى علیکم حلاوة العبادة؟ أحدنا یصلي ویصوم ولکن لا یجد الحلاوة قیل له وما حلاوة العبادة؟ قال التواضع انسان یصلي یتذلل لله عزوجل یخرج من المسجد یتکبر علی اخوانه المؤمنین هذه العبادة لا ثمرة لها.
قصة طریفة هي أشبه بالقصة أو بالحادثة الطویلة نلخصها یذکر هذا المعنی امامنا العسکري علیه السلام هو الامام الأخیر قبل امام زماننا، الامام العسکري ینقل روایة عن امیرالمؤمنین بینهما أکثر من قرنین ولکن ائمة اهل البیت أدری بما في البیت! الروایة هکذا دخل علی رحلان أب وإبن یزوران الامام فقام الیهما اکرمهما أجلسهما في صدر المجلس وجلس بین یدیهما؛ تخیل امیرالمؤمنین یجلس بین یدي من هم من شیعته ثم أمر بطعام فأُحضر فأکلا منه ثم جاء قنبر (خادم الامام) بطشت وإبریق إلی آخره لیغسل یدهما وجاء لیصب علی ید الرجل فوثب امیرالمؤمنین (وثب أنه قفز من مکانه) وأخذ الأبریق من قنبر لیصب علی ید الرجل منظر ملفت امامنا یصب الماء علی انسان من موالیه فتمرق الرجل في التراب هکذا بلغ به الإستحیاء وقال یا امیرالمؤمنین الله یراني وأنت تصب علی یدي قال اُقعد وأغسل فإن الله عزوجل یراك وأخوك الذي لا یتمیز منك ولا یتفضل علیك یخدمك یعني رب العالمین یراني ایضا وانا أصب الماء علی یدك، الشاهد القضیة فیها تفاصیل فلما فرغ ناول الابریق محمد بن الحنفیه وقال بني لو کان هذا الإبن حضرني دون أبيه لصببت علی یده ولکن الأب والولد لا أرید أن أساوي بینهما احتراماً الأب انا أصب الماء والإبن أنت صب علی یده الماء أراد أن یرفق بین الأب والإبن في التقدیر والاحترام وهنا الشاهد قال الامام العسکري علیه السلام بیت القصید قال فمن إتبع علیاً علی ذلك فهو الشیعي حقاً؛ امام زمانه هکذا یتواضع لرجل والروایة لم تذکر أنه سلمان والمقداد! رجل دخل علیه، اذاً المؤمن یصل إلی هذه الدرجة من التواضع بین یدي الله عزوجل.
روایة أخيرة ما فعله علی علیه السلام مصداق للتواضع مصداق آخر یذکره الامام الصادق علیه السلام؛ التواضع أن ترضی من المجلس بدون شرفك، البعض یدخل الدیوان یرید أن يكون في صدر المجلس ما لك وهذا الاصرار اجلس حیث انتهی بك وأن تسلم علی من لاقیت کل من تلقی غنیاً فقیراً سلم علیه وأن تترك المراء وإن کنت محقاً؛ الحق معك ولکن تواضع لا تجادله في ما یقول لتُکتب في زمرة المتواضعین.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.