بركات التفكر في عواقب الأمور

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
حدیثنا حول التدبر في عواقب الامور، المؤمن کما نعلم کیس فطن، المؤمن لا یُلدق من جحر مرتین، من جرب المجرب حلت به الندامه، هذه کلها قواعد، اذاً المؤمن او العاقل بعض الامور مشترکة بین المؤمن وغیر المؤمن، العاقل لا یشرب الخمر لا یشرب ما یزیل عقله حتی لو لم یکن له دین أبداً اتفاقا هذا الکلام منقول عن جعفر بن أبي طالب صلوات الله علیه یعني قبل تحریم الخمر لم یکن یقترب من هذه الموبقة طبعهُ کان یشمئز منه، المهم المؤمن والعاقل قبل أن یُقدم علی أمر یتدبر عاقبتة لا تأخذهُ شهوة الساعة، ما مشکلة المنحرفین؟ من یخلوا مع أجنبیة في لیلة حمراء یُصبح الصباح یصبح من جملة الفسقة هذه البنت تفقد أعز ما عندها الی ساعة الموت وهي تندم، بعض الناس یرتکب فاحشة في لیلة في ساعة بل في دقائق الی آخر العمر یتلوی، کلما تذکر الموبقة لمَ؟ لأنه لم یتدبر العواقب، شهوة ساعة أورثت ندامة الأبد، اذاً العاقل المؤمن یتدبر العواقب کیف یتدبر؟ اولا بالتأمل، لو أن الانسان ساعة المعصیة أخذ وقفةً مع نفسه تفکر قلیلا تفکیرهُ یغیر مسیر حیاتة وهذا الذي صنعهُ سحرة فرعون! سحرة فرعون هم الذین تحدوا موسی بسحرهم کان لهم سحر عظیم، جائوا بسحر عظیم ولکن عندما رأوا عصی موسی تلقف ما یأفکون تأملوا في الامر قالوا هذا لیس بسحر فعل موسی معجزة، اذاً تأملهم أوصلهم الی النجاة وکم کان موقفهم عظیماً عندما هددهم فرعون بالقتل قالوا لا ضیر یعني آمنا برب موسی وهو الکافي، اذاً التدبر هذا سبیلٌ! النظر الی عواقب الامور من خلال کلام الغیر، إجلس مع بعض کبار السن، بعض کبار السن عندما یتذکر ایام شبابه وما کان یرتکبه تری الدمع في عینة تقول یا لیتني لم أفعل کذا وکذا! نحن نقول عادة للسافرات للمتبرجات الی متی؟ تصل المرأة سن الخمسین والستین تتستر بعبائتها لمَ؟ لئلا یروا تجاعید الوجه لئلا یروا بیاض شعرها تستحي من شکلها، في دار الدنیا هذا الجمال یزول قبل القیامة والآخرة! اذاً اذا جلست مع العصاة ممن فاتهم زمان الشهوة ینقلون لک ما یعیشون من ندم اذاً التدبر في العواقب أخذ العبر من الغیر، وقرائة ما ورد عندنا من الروایات والآیات کعینة.
رجل أتی النبي فقال یا رسول الله أوصني! هنا ملاحظة سریعة کما یقال بین قوسین، هذا عرف دارج وهو عرف لا بأس به ولکن ما الفائدة نذهب في المشاهد عند الاضرحة علی کلٍ اجواء طیبة يأتینا شاب شابةٌ غیر ذلک یقول مثلا بما تنصحنا نصیحة عمل ذکر ورد هذة العبارات، کأنه کذا کلام یقال النبي صل الله علیه وآله عندما سمع الرجل یقول أوصني ما أوصاه مباشرةً، قال فهل أنت مستوصٍ إن أوصیتک؟ یعنی تعمل بما أقول؟ حتی قال ذلک ثلاثاً النبي یقولها ثلاث مرات وفي کلها یقول الرجل نعم یا رسول الله، النبي أخذ منهُ میثاقاً فقال لهُ النبي (الروایة منقولة عن الامام الصادق علیه السلام عن جدة) قال فإني اُوصیک اذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبتة لا تنظر في الشاعة التي أنت فیها أنظر الی العواقب! انسان في ساعة غضب هکذا یقول لزوجتة أنت طالق الآن هب أن ذلک في محضر شاهدین عادلین في غیر ذلک لا قیمة له، هب أنه أجری الطلاق الشرعي! کلمة یقولها لیخلص نفسه تدبرت العاقبة؟ هذا الطفل الرضیع الی أین یذهب؟ هذا الشاب المراهق الی أین یذهب؟ إبنتک بعد طلاق امها ماذا تصنع؟ سمعتک ماذا تصنع؟ لا یفکر! لو فکر في هذه النتائج تریث قلیلا، اذاً اذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبة فإن یکن رشداً فأمضهِ وإن یکن غیاً فأنته عنه، وبعبارة اخری المؤمن لا یضع قدمهُ الا في موضع صلب، لا یُقدم الا عند وضوح الرؤیة، في یوم ضبابي في یوم غباري ماذا تصنع؟ تقف الی جانب الطریق حتی ینجني الافق! اذاً لا تمشي وأنت في غموض وفي تردد هذه صفة الانسان المتدبر لعواقب الامور.
کلمة اخیره، سُئل الامام الحسن صلوات الله علیه ما الحزم؟ سأله ابوه ما الحزم؟ قال أن تنتظر فرصتک وتعاجل ما امکنک، الانسان المتردد لابد أن یحزم أمره او أن یحسم امره لا تبقی متردداً ایضا الی الابد، تدبر العواقب جید التردد جید التأمل جید ولکن لا تبقی هکذا متردداً، بعض الناس ینتظر الفرص ینتظر ینتظر الی آخر الطریق ولا یصل! رأینا بعض الشباب لم یتزوج، فلان لماذا لا تتزوج؟ اُرید امرأة بالاوصاف الفلانیة، هذه؟ لا هذه؟ لا! یبلغ الاربعین والخمسین فیزهد في جنس النساء، انتظر الفرصة وحاول أن تغتنمها وتعاجل ما أمکنک، إن کنت مترددا بعض الناس یُبتلی بالوسواس في أخذ القرارات الحیاتیة لا في الطاهرة والنجاسة، ما العلاج؟ قیل للنبي ما الحزم؟ قال مشاورة ذوي الرأي واتباعهم، اتباع اهل المشورة إن استشرت عاقلا عاقلین ثلاث أضفت عقولهم الی عقلک والله عزوجل لا یُهمل عبده المستشیر وخاصة اذا استشار رب العزة والجلال، قائلا اللهم خِر لي واختر لي.

الهی بحق اولیائک وبحق الصالحین من عبادک هب لنا من لدنک رحمة اخرجنا من ظلمات الوهم واکرمنا بنور الفهم لا تفرغ بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا والفاتحة مع الصلوات.