أجمل صورة بشرية..
إن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سِرٌ من أسرار الوجود.. أرادَ رب العالمينَ أن يَخلقَ أجملَ صورةٍ في امرأة، فجعل هذه الصورة فاطمة الزهراء (عليها السلام).. كذلك بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله): فإن أفضل وأجمل صورة رسمها رب العالمين في نفس بشرية، كانت روح النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله).. فالنبي (صلى الله عليه وآله) ومنْ بَعدهُ منَ الخَلق؛ هم وجوداتٌ ممكنة.. هذه الوجودات عبارة عن لوحة محدودة، رسم رَب العالمين فيها، أفضلَ صورةٍ يمكنُ أن تُرسم؛ هذا في عالم الرجال.. وأما في عالم النساء: فالزهراء (عليها السلام) هي أجمل صورة يمكن أن تُرسم في نفسِ أنثى في هذا الوجود!..
المحدودية..
إن الإنسان عندما يسمع رواية فيها شيءٌ منَ الغرابة؛ فإنه يستنكرها!.. وما ذلك إلا بسبب عقولنا القاصرة، وإمكاناتنا المحدودة.. فإن قلنا: إن هناك من يعيش في قصر فيه مئة غُرفة؛ فلا أحد يستغرب ذلك؛ لأن هذا هو مستوانا.. أما عندما تأتي رواية تقول: أنَ هُناكَ قَصراً في الجَنة، فيهِ ألف غُرفة؛ فإن البعض لا يتحمل هكذا رواية!.. لذا، فإن الإنسان الذي يُريد أن يكون في مدرسة النبي وآله، عليهِ أن يُلغي هذهِ المحدوديات، لا أن يُلغي عَقلهُ.. لقد أرادَ رَب العالمين أن يَبعثَ إلينا سَفيراً؛ وهو النبي (صلى الله عليه وآله) وأوصياء السفير؛ وهُم الأئمة (عليهم السلام)؛ فما المانع أن يزودهم بأعلى الطاقات، ويُعطيهم أفضلَ الصلاحيات؟!.. من المتعارف عليه هذهِ الأيام، أن السفير المفوّض إذا وقّع على مُعاملة، أو على اتفاقية؛ فإن توقيعهُ هذا هو توقيعُ دولته، لا توقيعه الشخصي.. وكذلك الأمر -من باب التشبيه- بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأوصيائه؛ فهؤلاء سُفراء اللهِ في الأرض: إذا بَدا منهم أمرٌ خارق، أو مُعجزة، أو كرامة؛ علينا أن نعلم أن الإعجاز؛ هو أمر في قاموس المُمكن.. رَب العالمين لا إعجازَ في جانبه: فكما جَعلَ النارِ حارقة لنا جميعاً، جعلها برداً وسلاماً على إبراهيم.. هذا جَعلٌ وهذا جَعل، النسبة واحدة.. ولكن العَجب هو في خَرق العادة لنا نَحنُ، وذلك بمثابةِ مصنع لَهُ إنتاج مُعين، فيقرر صاحبُ المصنع أن يُغير المُنتج.. هو لم يتغير، والمصنع لم يتغير؛ ولكنه غيّر الإنتاج.
وبالتالي، فإنه يجب عدم الاستغراب والاستنكار، عند سماع بعض الفضائل والكرامات لأهل البيت (عليهم السلام)!.. لا في حياتهم، وإنما بعدَ مماتهم أيضاً، مادام الأمرُ منسوباً إلى اللهِ -عزَ وجل- فلا غرابةَ في البين!.. هذا هو المسيح (عليه السلام) يُحيي الموتى، ولكن بقيد ﴿وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي﴾؛ بإذن الله يُحيي الموتى، وبإذن الله يُبرئ الأكمهَ والأبرص.. وإحياء الموتى، أعظم ظاهرة إعجازية في حياة البَشر!..
الولاية..
أولاً: من أراد أن يعلم مستوى ولايته وموقعهُ من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهل هو مَرضيٌ عَنه، أو بَعيدٌ عنهم، أو قريبٌ منهم؛ عليه أن ينظر إلى قلبه في مقابل رواياتهم.. ولكن ليس الروايات التي تُنافي الكتاب، والسُنة القطعية، وتُنافي الحُكم العقلي القطعي؛ إنما الروايات الغريبة التي تتحدث عن ثواب بعض الأعمال، وثواب زيارة مشاهدهِم، وغيرهِ.. إذا وجد في قلبه بعد ثبوت الرواية استسلاماً وارتياحاً -لا استسلاماً فقط، بل ارتياحاً- عندئذٍ يعلم أنه على قُربٍ منهم!..
ثانياً: ليسَ كُل تَشرف لحرمهم ولمشاهدهم؛ هو تَشرف بِهم.. فَرقٌ بينَ أن يزور الإنسان الحَرم والقَبر والضَريح، وبينَ أن يزور الإمام!.. فزيارة الإمام تعني اتصال شُعاع القلب بأشعتهم الولائية، وقلَّ من يزور الإمامَ بروحه، فهم الأقلونَ عدداً!.. والمؤمن الفطن عندما تدركه الرقة، ويرَقَ قلبه في مشاهدهم، يسألهم محرمية الفِكرِ والعاطفة، بالإضافة إلى الحوائج الأخرى!..
المحرمية:
أولاً: محرمية الأبدان.. أي أن السادة الكِرام إذا ذهبوا لمشاهد أهل البيت، فإن ظَهرَ الإمام من قبرهِ -إعجازاً- من المُمكن للعلوية أن تصافح الإمام؛ لأنّها من ذُريتهم.. هذهِ محرمية الأبدان، وهيَ محرمية راقية وعالية!..
ثانياً: محرميةُ الأفكار.. أي أن يكون الإنسان قَريباً منهم، فكره متصلٌ بفكرهِم، وبعبارة أخرى: الموالي متبنى من قبلِهم، هو قَريبٌ منهم، ومَحرمُ أسرارهم.
ثالثاً: محرمية العواطف.. عندما يذهب الإنسان لزيارة الحُسينِ (عليهِ السلام)، فإنه يزور فقيداً له، ويوم عاشوراء هو يوم مصيبته.. الإمام إمام، ولكن هو أصيب بهِ كحبيبٍ من أعز الأحبة!.. الزهراءُ (عليها السلام) سيدةُ نساء العالمين، ولكن بالنسبةِ للموالي تُمثل عزيزة في هذا الوجود، أينَ الزوجة والبنات وغيرهن في جانبِ هذهِ السيدة الجليلة؟!..
فإذن، المؤمن يطلب من الله -عزَ وجل- هذهِ المحرمية المعنوية!.. ولكن هذهِ المحرمية قد لا يرى الإنسان آثارها في الدُنيا، أما في عرصات القيامة، فهو لا يحتاج أن يبحث عن مواليه، بل هُم يبحثونَ عنه.. ذكر الباقر (عليه السلام) – في حديث طويل- ورود فاطمة (عليها السلام) على المحشر، إلى أن قال (عليه السلام): (فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت، فيقول الله: يا بنت حبيبي!.. ما التفاتك، وقد أمرت بك إلى جنتي؟.. فتقول: يا رب!.. أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا بنت حبيبي!.. ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك، أو لأحد من ذريتك؛ خذي بيده فادخليه الجنة).. ثم قال: (والله يا جابر!.. إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها، كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردئ).
هموم النبي (صلى الله عليه وآله)..
إن البعض منا هَمهُ بطنهُ، وما دون البطن.. هَمهُ أن يُربيَ ذُريتهُ، ويزوجهم، ويراهم يمشونَ أمامهُ؛ أي كل ذلك في دائرة الحياة الدُنيا.. ولكن انظروا إلى هموم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)!.. النبي كانت له هموم كثيرة، ومُقابل كُل هَم، نزلت آية من القُرآن الكريم كي تُطمئنه.
أولاً: كانَ لَهُ هَمّ فراق وطنه!.. الوطن لا يعني بالتحديد جبال مكة، ما للنبي وجبال مكة!.. ولكنه فارقَ بيت الله، الذي كانَت لهُ فيه خلوات، كما في غارِ حراء.. هذا الغار الذي يخاف البعض التسلق إليه، بينما النبي (صلى الله عليه وآله) كانَ مأواه بينَ الغارِ وبين المسجد الحرام.. هذهِ الخلوات كانت في قلب النبي، تشدهُ إليه، فأنزلَ اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾.. رَدّهُ ولكن بأي حال؟.. فاتحاً مُنتصراً!..
ثانياً: كانَ يخافُ من تبديل القُرآنِ من بعده!.. النبي (صلى الله عليه وآله) يعلم ما الذي جرى على الإنجيل، وعلى التوراة؛ لذا كانَ يخافُ من تبديل القُرآن الكريم كما فُعلَ بسائر الكُتب.. فأنزل الله قولهُ: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.. هذه الآية من أقوى الأدلة على عدمِ تحريف القُرآن، فقد وعَدَ رب العالمين بحفظِ هذا الكتاب الذي بينَ أيدينا، والأئمة (عليهم السلام) عاملوا هذا الكتاب على أنّهُ الكتاب الإلهي المُنزل.
ثالثاً: كانَ يخافُ من نزول العذاب على أمته!.. فقوم صالح قتلوا ناقة، فأنزل رب العالمين عليهم العذاب.. أما هذهِ الأمة فقد تورطت بقتلِ أمير المؤمنين؛ فأينَ الإمام وأينَ ناقة صالح؟!.. وما قيمة هذهِ الناقة في مُقابل البَشر؟!.. وهناك قرى قَلَبَ عاليها سافلها.. فالعذاب الذي أنزل على الأقوام السابقة كثيرة ومتعددة، منها: الريح الصرصر، والمسخ، وتسليط الضفادع، ونزول القمل، والدم..الخ.. ولكن لم نسمع أن هذه العذابات المتعارفة في الأمم السابقة، قد نزلت على أمة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله).. يقول القُرآن الكريم: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
رابعاً: كانَ يخاف على هذا الدين من غَلبة المستولين المنحرفين!.. ولكن الله -عز وجل- وعدهُ قائلاً: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.. رب العالمين أظهر الدين في جزيرة العرب، ثمَ امتدت الفتوحات، ولكن الظهور الأكمل يكون على يَدِ ولدهِ المهدي (عليه السلام).
خامساً: كانَ يخافُ على المؤمنين بعدهُ!.. ولكن رب العالمين أيضاً وعدهُ قائلاً: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء﴾.. هذهِ الآية تنطبقُ على الذينَ اتبعوه بإحسان، لا على كُلِ أحد.
سادساً: كانَ يخافُ على خصماء المؤمنين!.. أي كيف سينتقم رَب العالمين منهم؟.. فأنزلَ قولهُ تعالى: ﴿يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
سابعاً: كانَ يخافُ من الشفاعة!.. النبي (صلى الله عليه وآله) يعلم أن شفاعتهُ مقبولة إجمالاً، ولكن قد يكون الخوف من سعة شمول الشفاعة!.. فأنزلَ قولهُ تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾.. قيل للباقر (عليه السلام): أيّة آية في كتاب الله أرجى؟.. قال: ما يقول فيها قومك؟.. قال: يقولون: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾، قال: (لكنّا أهل البيت لا نقول ذلك)، قال: فأي شيء تقولون فيها؟.. قال: (نقول: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ الشفاعة، والله الشفاعة، والله الشفاعة).. وهُناكَ رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): (رِضَا جَدِّي (صلى الله عليه وآله) أَنْ لاَ يَبْقَي فِي النَّارِ مُوَحِّدٌ).. هذا مفروغٌ منه فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) يقول: (إني ادخرت شفاعتي، لأهل الكبائر من أمتي)، النبي يرضى عندما يشفع لكُلِ موحد.
ثامناً: كانَ يخافُ على الخلافة في أولاده!.. هل هذهِ الخلافة تستمر أم لا تستمر؛ وما الذي سيعمله الأعداء؟.. فأنزل الله قولهُ تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.. ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم﴾: هناك لام التأكيد، ونون التأكيد.. هذا الوعد الإلهي يتحقق بظهور إمام العصر والزمان (عليه السلام).
عظمة الزهراء (عليها السلام)..
أولاً: (دخل النبي (صلى الله عليه وآله) على فاطمة فرآها منزعجة فقال لها: ما بكِ؟.. فقالت: الحميرا افتخرت على أميّ أنها لم تعرف رجلا قبلك، وأن أميّ عرفتَها مسنّة.. فقال (صلى الله عليه وآله): إن بطن أمكِ كان للإمامة وعاء).. بطنُ خَديجة وعاءُ للإمامة، وقد جَرى ذلك على يَد الزهراءِ (عليها السلام).. عن سفيان بن عيينة، عن جعفر الصادق (عليه السلام) واللفظ له في قوله تعالى: (﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ قال: علي وفاطمة بحران عميقان، لا يبغي أحدهما على صاحبه).. وفي رواية: (﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾: رسول الله (صلى الله عليه وآله).. ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ قال: الحسن والحسين “عليهما السلام”).
ثانياً: كانَ علي سَيف اللهِ البتار، وكانَ لَهُ ما لَهُ من البطولات في ساحات الوغى.. لذا كان كثير التَغيب عن بيت فاطمة، بسبب الحروب والغزوات، فتمنت وكيلاً في غيابه.. (روي أن فاطمة تمنت وكيلاً عند غزاة علي (عليه السلام) فنزل: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا﴾)؛ أي: يا فاطمة!.. وكيلكِ هو رَب العالمين، هو المتكفل بشؤونكِ.. ومن هًنا نُدرك عَظمة هذهِ السيدة التي عندما تُذكر فضائلها بعد قرون، وإذا بالبعض يبكي شَوقاً وحُباً!.. هذا الشَوق هو زاد المؤمن ليوم القيامة إن شاء الله!.. فالذي يحملُ في قلبهِ هذا الحُب الفاطمي؛ هذا القلب لا يحترقُ بنارِ جهنم.
الخلاصة:
١. أن رب العالمين عندما أراد أن يرسم أفضل وأجمل صورة في نفس بشرية من ذكر وأنثى؛ جعلها في روح نبيه محمد صلى الله عليه وآله ، وفي سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.
٢. أن على المؤمن عدم الاستغراب والاستنكار عند سماعه بعض الفضائل والكرامات لأهل البيت (عليهم السلام) في حياتهم أو بعد مماتهم، فهؤلاء سُفراء اللهِ في الأرض، و مادام الأمرُ منسوباً إلى اللهِ -عزَ وجل- فلا غرابةَ في البين.
٣. من أراد أن يعلم مستوى ولايته وموقعهُ من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهل هو مَرضيٌ عَنه، أو بَعيدٌ عنهم، أو قريبٌ منهم؛ عليه أن ينظر إلى قلبه في مقابل رواياتهم المثبتة، فإن وجد في نفسه إرتياحا فوق الإستسلام، فليعلم أنه قريب منهم.
٤. فَرقٌ بينَ أن يزور الإنسان الحَرم والقَبر والضَريح، وبينَ أن يزور الإمام!.. فزيارة الإمام تعني اتصال شُعاع القلب بأشعتهم الولائية، وقلَّ من يزور الإمامَ بروحه.
٥. أن الإنسان قد تكون له محرمية بدنية مع آل البيت عليهم السلام عندما يكون من السلالة الطاهرة، و قد تكون له محرمية عاطفية وفكرية معهم، بإتصال فكره بفكرهم، وشدة التعلق العاطفي بهم، فعلى المؤمن أن يطلب من الله تعالى هذه المحرمية.
٦. أن النبي الأكرم( صلى الله عليه وآله) كانت له هموم كثيرة، ومُقابل كُل هَم، نزلت آية من القُرآن الكريم كي تُطمئنه، فمنها: همّ فراق الوطن، والخوف من تبديل القران من بعده، وخوف نزول العذاب على أمته، وغلبة المستولين المنحرفين على الدين، وهمّ الشفاعة، وهمّ الخلافة في أولاده..
٧. أن من عظمة الزهراء عليها السلام، أن بطن أمها خديجة كان للإمامة وعاءً؛ وجرى ذلك على يديها، علاوة على تكفل رب العالمين بشؤونها.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.