النصيحة سمة المؤمن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة في النصح والنصیحة هذه صفة من صفات الأنبياء، الأنبياء جمیعا ناصحون لولا هذا المقام لما کانوا انبیاء! اُبلغکم رسالات ربي وأنصح لکم وفي آیة أخری وانا لکم ناصح أمين تخلقوا فلنتخلق بأخلاق الأنبياء ایضا نتخلق بأخلاق الله عزوجل لا مانع بمقدار الوسع البشري ونتخلق بأخلاق الأنبياء هذا أمر ممکن ومیسور لنا جمیعا الا في ما یختصون به اذاً النصیحة للناس النصیحة للمؤمنين هذه من سماة الأنبياء والمرسلین المؤمن ناصح لجمیع الخلق یمشي في الناس بالنصیحة لا یبخل بنصیحته عن أحد هذا من اعظم الناس منزلة یوم القیامة من هو؟ أمشاهم في أرضه بالنصیحة لخلقه والروایة منقولة عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم طبعا النصیحة مرة للبعض الذي لا یرید أن یستمع الی النصیحة النصیحة مرة علیه ولکن اذا کان الانسان ذا عقل یحب الناصح اتفاقا من موحبات إیجاد المحبة في النفوس النصیحة الغیر أحب أخواني من أهدی اليَ عيوبي لو أن طبیباً رأك في الشارع في المسجد لم تذهب أنت الی عیادته هو رأك في الطریق قال لك یا فلان أرى فيك علائم المرض الفلاني وأخذ يعالجك يعطي لك وصفة الا تزداد حباً له؟ اذاً من دلك علی مرض الظاهر تقدره فکیف بمن دلك علی مرض الباطن.
الآن البعض یقول فلان یکثر من نصیحتي وهذا المعنی یتفق للوالدین من أشفق الناس علی الانسان الوالدان یقول والدي یکثر من نصیحتي أستثقل قوله هذا الکلام لا یلیق بنا امامنا زین العابدین علیه السلام یقول عن الناصح فإن أتى الصواب حمدت الله عزوجل یعني اذا کان کلامه صحیحاً اشکر الله علی هذه النعمة وإن لم یوافق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك يعني اذا کان مخطأ مادامت النیة نية صحیحة هذا الانسان علی کل حال لا داعي لملامته اذاً الناصح هکذا هي القاعدة انظر الی ما قیل ولا تنظر الی من قال المهم ما یقال لك إجعله في المیزان إن کان الکلام حقاً خذ به والا فلا.
ولکن في نفس الوقت النصیحة ایضا لها محلها متی تنتفي النصیحه؟ امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یدلنا علی مورد نسئل الله عزوجل أن لا يبتلي أحداً بهذه المصیبة أية مصيبه؟ انسان یرتکب المنکر ویلتذ به الملتذ بالمنکر نصیحتك له لا تنفعه هو یستأنس بالحرام مرتاح الی الحرام هذه النصیحة تذهب هدراً کیف ینتفع بالنصیحة من یلتذ بالفضیة امیرالمؤمین هکذا یصف، ولهذا ملاحظة تربویة الکلام المباشر النصیحة المباشرة اذا لم تنفع حاول أن تبني المخاطب من الداخل اذا رأيت ولدك لا یسمع النصیحة عليك أن تعمل علی رفع موجبات عدم الإستماع إبحث عن الحرام في حیاته إبحث عن أصدقاء السوء هذه الأمور اذا أجتمعت تجعل الانسان لا ینتفع بالنصیحه.
هناك قوم في المجتمع یکثرون المزاح من یعبر عنه بالمهرج بعض الناس یرتاح لهذا الصنف یقول هذا یضحکنا هذا یذکر النکت الجمیلة القضایا الطریفة والحال بأن هذا الانسان کما یقال قد یغشك یأخذ من وقتك ساعة في الأباطیل في المزاح الذي لا داعي له هذا الانسان خیر أم الذي یبکیك بنصیحته؟ طالما يتفق نتکلم مع انسان تری الدموع تتحادر من عینیه هذه الساعة ظاهرها بکاء وضیق ولکن باطنها فرج، الامام الباقر علیه السلام یقول إتبع من یبکیك وهو لك ناصح ولا تتبع من یضحكك وهو لك غاش ما قیمة هذه الضحکة وهو انسان یغشك یتفق البعض هکذا من مصادیق الروایة لعل هکذا یرید أن یتزلف لدیك ليأخذ منك مالاً فیکثر من المدیح الذي لا معنی له یقول أنت انسان کذا وکذا یطریك وأنت تصدقه غشك بالکلام أراحك الآن لم یضحك ولکن أراحك ولكن بإراحته لك کان غاشاً لك في هذا السیاق ایضا مرارة النصح أنفع من حلاوة الغش.
وأخيرا الانسان بعض الأوقات هکذا ینصح الناس کثیراً یتفق البعض هکذا البعض عندما تکثر من نصیحته وأنت لك مواطن للضعف هکذا البعض یقول یا فلان أنصح نفسك طبعا هذا الکلام من ناحیة لا نقبلها ما لك وهذه الکلمة اعمل بما یقول ولکن نقول کما قاله امیرالمؤمنین صلوات الله علیه من نصح نفسه کان جدیراً بنصح غیره تنصح الناس وتنسی نفسك هذا لیس من الأنصاف المؤمن کما ینصح الغیر في خلواته ینصح نفسه ویقوم عوجها هنیئا لمن کان ناصحاً لنفسه وناصحاً لغیره.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر وابلغه عنا السلام واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.